”كونتيسة الدماء” التي قتلت مئات الفتيات الصغيرات واستحمت بدمائهن لتحافظ على جمالها

كونتيسة الدماء
كونتيسة الدماء

قد يتحول الجمال إلى لعنة على صاحبته، وهو ما ظهر في العديد من الوقائع التاريخية المروعة التي كان فيها الجمال دافعًا لارتكاب أفظع الجرائم، ولكن حكاية الكونتيسة اليزابيت بالتوري، يمكن أن تكون بلا منازل هي أبشع تلك الجرائم.

كانت اليزابيث باثوري واحدة من الفتيات النبيلات التي تتلمذت على يد أفضل المدرسين في القرن الـ16 الميلادي، حتى تزوجت في سن الخامسة عشر من الكونت فيرينك نيداسدي الذي كان يكبرها بعشرة أعوام، وانتقلت للعيش معه في قلعة موحشة نائية في سفوح الجبال.

كونتيستة الدماء والعقاب الأسود

عُرفت الكونتيسة اليزابيث بجمالها الفاتن، بينما عٌرف زوجها الكونت فيرينك نيداسدي باسم "العقاب الأسود" لأنه كان مقاتلًا قويًا في هنغاريا، لأنه وهب معظم حياته في القتال ضد الأتراك العثمانيين.

مع مرور الوقت، بدأت الميول السادية في الظهور في حياة الكونتيسة، فكان زوجها هو أول من علمها أساليب التعذيب قبل القتل في دروس حيه بأن جعلها تقطع أوصال ثم رؤوس الأسرى الأتراك، وكان يلاحظ استمتاعها وابتكارها لأساليب جديدة.

وعندما ابتعد عنها زوجها لظروف الحرب شعرت بالوحدة، فأخذت تقوم بتعذيب الخادمات الصغيرات، وذلك بمساعدة عمتها الكونتيسة كلارا باثوري والتي كانت مشهورة بغرابة أطوارها وبفسوقها العلني، فكانت تقيم إليزابيت بحضور عمتها حفلات مجنونة يمارسن فيها شتى أنواع الفسوق والفجور.

تعذيب الخادمات

وما زاد من شر وفسوق الكونتيسة اليزابيت، هو وجود إحدى وصيفاتها والتي كانت تدعى دوركا وهي ساحرة حقيقية تقربت إلىى الكونتيسة بسبب الأفعال الإجرامية، وكذلك وصيفتها آنا درولا، وكذلك مربيتها العجوز الشريرة إيلونا جو، والخادم ذو القلب القاسي فيكو.

اعتمدت المجموعة الشيطانية على تعذيب الخادمات وخصوصًا الشابات الجميلات، بحيث كانوا ينزعون ملابس الخادمات حتى لو ارتكبن أبسط الأخطاء ثم تبدأ الكونتيسة بجلدهن وتجويعهن ثم غرز الدبابيس في الشفاه والأظافر وكانت صرخاتهن تثير نشوتها، حتى أصبحت القلعة نقطة سوداء وجحيما لا يطاق.

الاستحمام بالدماء

شعرت إليزابيث المهووسة بجمالها وشبابها، بالصدمة مع ظهور علامات التقدم في العمر عليها، وهنا جاءت مشورة عمتها الشريرة ووصيفتها الساحرة، بأنه وجب أن تشرب دماء فتيات صغيرات حتى تبقى شابة إلى الأبد، وهي الفكرة التي لمعت في عينيها وذهنها.

بدأ الأمر من الخادمات، فكانت الكونتيسة تقود بتجريد الخادمة المسكينة من ملابسها، وربطها بالحبال وتعليقها، ثم قطع شرايينها وجعلها تنزف على وعاء معدني كبير بحيث تظل الفتاة المسكينة تنزف حتى آخر قطرة دم ثم تموت، وبعدها تقوم الكونتيسة بالاستحمام في دماء الخادمة المقتولة، ما جعلها تشعر بالحيوية وبنشوة كبيرة وبأن بشرتها أصبحت لامعة ونظرة أكثر، وهكذا تأكدت من صدق كلام عمتها ووصيفتها الساحرة، بأن دماء الفتيات الصغيرات هي الطريقة المثلى لإعادة شبابها، كما كانت في بعض الأحيان تشرب من دماء ضحاياها.

نهاية كونتيسة الدماء

ومع انتهاء الخادمات، بدأت الكونتيسة تقوم بخطف الفتيات الفلاحات ثم النبيلات اللواتي كانت عائلاتهن ترسلهن إلى قلعة الكونتيسة لكي يتعلمن منها البروتوكول الملكي وايتيكيت التصرف والتحدث بلباقة في الحفلات والتجمعات في طبقات المجتمع الراقي، وبالفعل ثم قتل العشرات من أولئك الفتيات النبيلات والاستحمام بدمائهن وهنا كانت بداية نهايتها.

ومع اختفاء الفتيات، قام ابن عمها الكونت «جورجي ثورزو» وقد كان وقتها حاكم إقطاعات قرب بلدة «إيتشا» بالهجوم عليها، و في التاسع والعشرين من يناير عام 1610م أخذ معه عدد لا بأس به من الجنود وأقتحموا قلعة «إليزابيث» ووصف ما شاهدة في القلعة بـ «فوجأنا بوجود خدلآنم وخادمات في أرجاء القصر، ثم وجدنا فتاة ميتة في إحدا الغرف وأخرى كانت تبدو عليها اثار التعذيب الشديد إني أود رؤيه تلك المرأة القاتلة محبوسة في غرفة ضيقة في قصرها».

وبعد أربعة أيام من اعتقالها اجريت لها محاكمة في «بيتشا» حيث حكم على اثنان من خادماتها المتورطات في جرائمها بقطع الاصابع ثم الحرق أحياء، في حين أن إليزابيث بقيت سجينة في غرفة نومها، حيث ثم إغلاق جميع النوافذ والأبواب بالحجارة و كانوا يوصلون الطعام والماء إليها عبر فتحة صغيرة في الجدار.

وفي سنة 1614، أي بعد أربع سنوات على سجن الكونتيسة إليزابيث باثوري، في قلعتها، عثر عليها الحراس وقد فارقت الحياة وقد كانت في الرابعة والخمسين من العمر.

تعتبر قصة الكونتيسة إليزابيث باثوري من أبشع القصص في تاريخ هنغاريا، فتم الكشف أنها قتلت أكثر من 650 فتاة واستحمت بدمائهن.

إقرأ أيضا

أولجا أميرة كييف.. قصة أشرس انتقام لإمرأة عاشقة في التاريخ
لغز الداليا السوداء.. أكثر جريمة غامصة في التاريخ لم يٌعرف سرّها حتى الآن

تم نسخ الرابط