صبر العالم ينفد.. قرار كندا بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل يُشعل تل أبيب بالغضب

رئيس وزراء كندا ونتنياهو
رئيس وزراء كندا ونتنياهو

وجهت كندا ضربة موجعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقرار التي اتخذته والذي ينص علي وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، بعد يوم من موافقة البرلمان الكندي على اقتراح غير مُلزم بشأن هذه القضية، الأمر الذي آثار عاصفة غضب في إسرائيل التي أصبحت تواجه انتقادات من كثير من الدول بسبب المجازر التي ترتكبها في قطاع غزة منذ أكثر من خمسة أشهر، فيما حظي القرار بدعم الولايات المتحدة الأمريكية، مما يُعني أن الموقف الغربي بدأ يتحول لصالح القضية الفلسطينية بسبب الضغط الشعبي.

كندا توقف تصدير الإسلحة لـ إسرائيل

ومن جانبها، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي لصحيفة "تورونتو ستار" المحلية: "إنه أمر حقيقي"، مشيرة إلى أن هذه الخطوة "لن تكون رمزية فقط".

وأعلنت الحكومة الكندية، أنها قررت تعليق صادرات الأسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي إلى أجل غير مسمى، وجاء في بيان صادر عن مكتب وزيرة الخارجية الكندية: "تتمتع كندا بأحد أكثر أنظمة تصاريح التصدير صرامة في العالم، ولا توجد تصاريح مفتوحة لتصدير البضائع الفتاكة إلى إسرائيل".

وأضاف البيان أن تصاريح التصدير التي تمت الموافقة عليها خلال الفترة من 7 أكتوبر إلى 8 يناير تمت مشاركتها مع اللجنة النيابية التي تدرس هذا الأمر.

وتابع البيان: "منذ الثامن من يناير، لم توافق الحكومة على تصاريح جديدة لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وسيستمر هذا حتى نتمكن من ضمان الامتثال الكامل لنظام التصدير لدينا".

ولا تزال تصاريح التصدير التي تمت الموافقة عليها قبل 8 يناير سارية، بحسب مكتب وزير الخارجية.

وفي وقت سابق، ذكرت شبكة CNN أن كندا حصرت شحناتها من الأسلحة إلى إسرائيل بعتاد "غير فتاك" من قبيل أجهزة اتصالات منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، وقال مسؤول كندي "لوكالة فرانس برس" طالبًا عدم الكشف عن اسمه: "الوضع على الأرض يمنعنا من تصدير أي معدات عسكرية".

ووفقًا لراديو كندا فإن إسرائيل ضمن قائمة أكبر 10 مستوردين لصادرات الأسلحة الكندية ، وتلقت عتادًا عسكريًا بقيمة 21 مليون دولار كندي عام 2022، وسبق ذلك شحنات بقيمة 26 مليون دولار عام 2021.

تعليق اسرائيل

ومن جانبها، نددت إسرائيل بالقرار وعلق وزير خارجيتها يسرائيل كاتس عليه بالقول إنه: "يقوض حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في وجه إرهابيي حماس".

وكتب في تغريدة على منصة اكس: "التاريخ سيحكم على تصرف كندا الراهن بقسوة".

فيما، اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أن تل أبيب تشهد انهيارًا في علاقاتها الخارجية بسبب وجود حكومة "مهملة" على حد قوله.

وأضاف زعيم المعارضة أن تعليق إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل "هو قرار خاطئ وضار وخطير"، وفق وصفه.

وزعم لابيد أن إسرائيل "تشن حربًا ضد منظمة إرهابية متطرفة وقاسية، والكنديون ببساطة لا يفهمون ما يحدث هنا حقًا".

فلسطين تُرحب

ومن جانبه، رحب رئيس الوزراء في حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية محمد اشتية، بإعلان كندا وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، والإشارة إلى إمكانية الاعتراف بدولة فلسطين.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن اشتية قوله إن "حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد شعبنا، تتطلب موقفًا دوليًا حازمًا بوقف تسليح إسرائيل، وفرض عقوبات فورية عليها، لمنعها من مواصلة جرائمها".

أمريكا تدعم القرار

على الجانب الآخر، حظي قرار كندا بدعم من الجانب الأمريكي، حيث رحب السناتور الأمريكي برني ساندرز بالخطوة الكندية، وقال: "نظرًا إلى الكارثة الانسانية في غزة بما يشمل انتشار الجوع وتفاقمه ينبغي على الولايات المتحدة التوقف عن إرسال أي مليم إلى آلة حرب نتنياهو".

إدارة بايدن تهدد إسرائيل بوقف تزويدها بالأسلحة

وفي أواخر شهر فبراير الماضي، كشف موقع "أكسيوس"، أن إدارة الرئيس جو بايدن منحت إسرائيل مهلة حتى منتصف مارس لتوقيع رسالة التزام بالقانون الدولي بشأن استخدام الأسلحة الأمريكية والسماح بدخول المساعدات لغزة.

وذكر الموقع الأمريكي نقلا عن 3 مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، أن "الإدارة الأمريكية ستوقف عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل إذا لم تقدم تل أبيب الضمانات بالموعد المحدد".

وأضاف موقع "أكسيوس" أن "الضمانات الآن مطلبًا بموجب مذكرة أصدرها الرئيس بايدن في وقت سابق من هذا الشهر، رغم أنها لا تخص إسرائيل بالتحديد، إلا أن السياسة الجديدة جاءت بعد أن أعرب بعض أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين عن قلقهم بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، وإذا لم يتم تقديم الضمانات بحلول الموعد النهائي، فسيتم إيقاف عمليات نقل الأسلحة الأمريكية إلى البلاد مؤقتًا".

تحول غربي من القضية الفلسطينية

يرى محللون أنها المرة الأولى التي يُعلن فيها بلد عضو في مجموعة دول السبع والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل، رغم أن رئيس الوزراء الكندي غاستن ترودو وحزبه الحاكم من أشد داعمي تل أبيب.

وأضاف المحللون أن القرار يحمل رمزية كبيرة لأنه الأول من نوعه منذ نكبة 1948، وغالبا سيكون له مغزى في ظل التحول الغربي من القضية الفلسطينية الذي يُعتقد أن القرار ربما صدر بموافقة أو تنسيق أو توصية من الولايات المتحدة.

إيطاليا تُجمد تصدير الأسلحة لإسرائيل

وليس كندا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي أوقفت تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، فقد سبقتها دولة إيطاليا التي أوقفت كل أشكال إرسال أي نوع من الأسلحة إلى إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي.

وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، أنطونيو تاياني: "الفترة التي تم فيها إرسال المزيد من الأسلحة إلى إسرائيل كانت في عهد حكومة كونتي، لكن منذ بداية الحرب الإسرائيلية علي غزة قمنا بتعليق جميع شحنات أنظمة الأسلحة أو المواد العسكرية من أي نوع".

اقرأ أيضًا

نهاية السفاح.. تعرف على موعد محاكمة بنيامين نتنياهو

إسرائيل أمام المحكمة الجنائية .. تحالف دولي يفضح جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة

موجة استقالات تضرب جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد فشل نتنياهو في حرب غزة.. ودانيال هاغاري أبرز الراحلين

تم نسخ الرابط