انشقاق جدعون ساعر عن تحالف غانتس يمنح قبلة الحياة لـ نتنياهو ويشعل تصدعات الداخل الإسرائيلي
مفاجأة كبري فجرها عضو الكابينت الأمني والسياسي جدعون ساعر بفض شراكته السياسية مع بيني غانتس وإعلان انشقاق حزبه، عن حزب بيني غانتس عضو المجلس الحربي الإسرائيلي، واتخاذ قرار البقاء في الائتلاف الحكومي، ليعزز بذلك ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويدخل في صراع مع غانتس.
انشقاق جدعون ساعر عن ائتلاف غانتس
وعبر جدعون ساعر عن رغبته في الانضمام إلى مجلس الحرب الإسرائيلي، ما يعني انقسام الكتلة التي تنتمي لتيار الوسط في حكومة الطوارئ الإسرائيلية، والتي يقودها بيني غانتس والمناهضة لنتنياهو.
وكان جدعون ساعر قد ترك حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو لينضم إلى غانتس، وبعدها أعلن تأسيس كتلة منفصلة ليمين الوسط في الكنيست.
أسباب انشقاق ساعر عن ائتلاف غانتس
بحسب موقع واللا الإسرائيلي، فإن انشقاق جدعون ساعر عن تحالف غانتس يرجع إلى ذلك اليوم الذي أعلن فيه غانتس لساعر أنه لن يدخل حكومة الحرب، على الرغم من الاتفاق الصريح بينهما. حاول غانتس، أن يشرح لساعر أن الظروف المفروضة على إسرائيل وصعوبة الحرب وخطر اشتعالها في ساحات متعددة، تجبره على استقدام غادي آيزنكوت الذي يحمل رتبة لواء.
وفي الحوار الذي دار بينهما حينها، ذكَّر ساعر غانتس بأن فائض الجنرالات يمكن أن يسبب هذا النوع من المفاهيم التي أدت إلى نجاح هجوم 7 أكتوبر، وكذلك حقيقة أن ساعر كان عضوا في خمس حكومات، وكان سكرتيرًا للحكومة واكتسب خبرة ليست لدى الكثيرين. وقال إن هناك حاجة إلى رؤية عالمية للأمن المدني في مجلس الوزراء، وأحيانًا أكثر من أي جنرال آخر.
ويري مراقبين أنه كان متوقعًا منذ فترة طويلة، حتى قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، بسبب حدوث شرخ شخصي وأيديولوجي بين الرجلين، أُخفيت أبعاده عن الجمهور الإسرائيلي.
وأكدت التحليلات الإسرائيلية أنه لولا معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023، لكانت عملية انفصال ساعر عن غانتس قد تمت مع بداية الدورة الشتوية للكنيست، في مطلع أكتوبر الماضي.
ومن جانبه، أوضح محلل الشؤون الحزبية بصحيفة "هآرتس" يوسي فيرتر، أن الحرب على غزة والمستجدات السياسية والتحولات التي تشهدها إسرائيل لم تشف الشرخ بينهما بل عمّقته، حيث استمرت الخلافات حول عدد من القضايا؛ مثل: سير الحرب، وطبيعة اليوم التالي في قطاع غزة، ومستقبل السلطة الفلسطينية.
وأشار محلل الشؤون الحزبية إلى أن إقدام ساعر على الانفصال في هذا التوقيت، يعود إلى التغيير في الأجندة الوطنية، وسعيه لتحقيق إنجازات ومكاسب سياسية في ظل الحرب، وخشية أن يفقد هُويته الحزبية اليمينية، وعليه سعى ساعر ليكون مختلفَا ومميزًا وبجهوزية لأي حملة انتخابية بعيدا عن مظلة "المعسكر الوطني".
انفصال ساعر عن غانتس يمنح نتنياهو "جرعة أكسجين"
ويري مراقبون أن ما فعله ساعر يُعزز ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويدخل في صراع مع جانتس.
وتجمع التحليلات الإسرائيلية على أن خطوة ساعر كأنها طوق نجاه لحكومة نتنياهو، وجرعة أكسجين -أيضًا- لنتنياهو الذي يواجه حالة من التخبط في سير الحرب على غزة، ويعيش حالة من الصراع والانقسام مع خصومه السياسيين حتى داخل الليكود، وأبرزهم وزير الأمن يوآف غالانت.
محلل سياسي: انقلاب ساعر على غانتس هو انتصار سياسي لنتنياهو
وفيما يتعلق بتأثير هذه المبادرة على مسار الحرب في غزة، قال المحلل السياسي الإسرائيلي ايلي نيسان إن هذه المبادرة هي انتصار سياسي لبنيامين نتنياهو، مضيفًا أن جدعون ساعر عاد إلى ما كان به قبل أن ينضم الى غانتس وهو حزب مستقل، هو لم ينضم إلى الليكود ولم ينضم إلى الائتلاف الحكومي، ولكن هو يدعم نتنياهو بكل ما يقوم به نتنياهو، وإذا نتنياهو له اليوم 64 مقعدًا في الكنيست يمكن القول إن 4 أعضاء كنيست سينضمون إلى الائتلاف الحكومي ولكن ليس من داخل الائتلاف وإنما من خارج الائتلاف".
تعليق نتنياهو علي انشقاق ساعر عن ائتلاف غانتس
من جهته، سارع نتنياهو إلى الترحيب بخطوة ساعر، وقال إنه يؤيد ضمه إلى مجلس قيادة الحرب. وهو يعد تفكيك حزب غانتس بمثابة تعزيز لمكانته الشخصية، وترسيخ لمعسكر اليمين وائتلافه.
معارضة انضمام ساعر إلى مجلس الحرب
أعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أنه لن يسمح بدخول ساعر إلى الكابينت الحربي من دون ضمه هو أيضاً وفي حال جرى ذلك فسينسحب من الحكومة وقد ينسحب معه أيضاً وزير المالية سموتريتش.
ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الخميس، أعرب غانتس علناً عن معارضته لانضمام ساعر إلى مجلس الحرب، وقال إن "من يعمل بشكل جيد لا يحتاج إلى إصلاح".
تعليق ساعر علي معارضة غانتس إدراجه في مجلس الحرب
من جانبه، رد ساعر على كلام غانتس، قائلا على موقع "إكس": "اخترت أن أقول وداعا للوزير غانتس باحترام. لسوء الحظ، فإن معارضة الوزير غانتس لإدراجي في مجلس الحرب ليست ذات صلة وليست لأسباب تتعلق بمصلحة الدولة. تمامًا مثلما عارض في بداية الحرب ضم عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان إلى مجلس الحرب".
اقرأ أيضًا
بنيامين نتنياهو.. الفاسد الأكبر الذى يواجه شبح الإطاحة من منصبه