غزة في أول أيام رمضان.. القذائف تحلّ محل الفوانيس ونيران الغارات إسرائيلية تشعل الأجواء

غزة
غزة

المشهد في قطاع غزة مع بداية شهر رمضان، ليس كغيره وسط الأوضاع المأساوية التي يُعاني منها القطاع، فدماء الشهداء تُغرق الشوارع، والغارات الإسرائيلية مستمرة بكثافة، ودوي الانفجارات تتعالي، ومجازر الاحتلال في تزايد، والمساعدات الإنسانية تتساقط ولكنها لا تكفي إلا عدد بسيط جدًا، والإجراءات الأمنية مشددة من قبل الشرطة الإسرائيلية، وكل ذلك وسط تبخر آمال الهدنة، ولا وجود لأي مشاهد تحضيرية لرمضان في غزة أو تعليق الزينات والفوانيس وسط شبح المجاعة الذي يهدد سكان القطاع.

وتشتد ظروف أهالي القطاع تعقيدًا مع نزوح 1.7 مليون شخص وفق أرقام وكالة الأونروا، يشكّلون 75% من مجمل السكّان، البالغ عددهم 2.3 مليون، ويعيشون جميعاً في ظروفٍ "مروّعة" بحسب ما وصفها منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، جيمي ماكغولدريك، الذي قال إن الجوع وصل إلى مستويات كارثية خاصة في شمال غزة.

نصف مليون فلسطيني يُعانون من انعدام الأمن الغذائي

وكشف عمار عمار، المتحدث الإقليمي باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونسيف، إن نصف مليون شخص في قطاع غزة وصلوا إلى مستويات إنذار أعلى فيما يتعلق بانعدام الأمن الغذائي.

وأضاف المتحدث الإقليمي لليونيسف، أن 80% من الأطفال الصغار في قطاع غزة أصبحوا يُعانون فقرًا غذائيًا حادًا، متابعًا: "أن المنظمة تواجه صعوبات في تنسيق الحركة الإنسانية بقطاع غزة جراء انقطاع الاتصالات، وطالبنا المانحين بتقديم دعم يمكننا من توفير الاحتياجات الإنسانية وبرامج الدعم النفسي للأطفال في غزة".

وطالب المتحدث الإقليمي ليونيسف، بحماية المدنيين وزيادة المساعدات الإنسانية وعدم تقييد قدرة المنظمات الدولية على الحركة في غزة.

اليونسيف تُناشد المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لفتح معابر غزة

وناشدت مديرة اليونيسف للشرق الأوسط وشمال إفريقيا أديل خضر، في أول أيام شهر رمضان المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح معابر قطاع غزة أمام شاحنات المساعدات الإنسانية.

كما طالبت مديرة اليونسيف بزيادة عدد الشاحنات التي تدخل القطاع، وقالت أن وفيات الأطفال في غزة يمكن تفاديها بتأمين الغذاء المناسب.

قصف وغارات وقنص بمسيرات إسرائيلية أول يوم رمضان

وفي اليوم الـ157 للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، واصل جيش الاحتلال قصفه المكثف على مدن وبلدات في كامل أنحاء القطاع الشمالية والوسطى والجنوبية، وأوقع العشرات بين شهيد وجريح.

وقامت مسيّرة إسرائيلية بقنص جنود الاحتلال فتى فلسطينيًا أعزل شمال قطاع غزة، خلال توغل قوات الاحتلال بمحيط مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا، ومشاهد أخرى لإلقاء مسيّرة لكتائب القسام قذيفتين على مقر قيادة إسرائيلي شرق بيت حانون.

الاحتلال يرتكب 7 مجازر في أول يوم رمضان بغزة

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، صباح اليوم الإثنين، ارتفاع حصيلة الشهداء في القطاع إلى 31.112 شهيدًا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي.

وأضافت الوزارة في بيان، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 72.760 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

وقالت الوزارة إن قوات الاحتلال ارتكبت 7 مجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 67 فلسطينيا، وإصابة 106 آخرين، خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية.

وأوضحت أن 72% من ضحايا العدوان هم من الأطفال والنساء، فيما أن حصيلة شهداء سوء التغذية والجفاف ارتفعت إلى 25 شهيداً.

الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية في غزة

ومن ناحية آخري، تتواصل المساعدات التي يتم إسقاطها على قطاع غزة، وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية، اليوم الاثنين، عن تنفيذ عملية الإسقاط الثامنة للمساعدات الإنسانية والإغاثية في أول أيام شهر رمضان المبارك بواسطة طائرات القوات الجوية للإمارات ومصر على شمال قطاع غزة للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين جراء الحرب ولمساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها.

وحسب صحيفة “البيان” الإماراتية، قام بتنفيذ عملية الإسقاط الثامنة طواقم مشتركة من كلا البلدين، عبر طائرتين حملتا 42 طناً من المساعدات الغذائية والطبية.

وبذلك يصل إجمالي المساعدات التي تم إسقاطها منذ انطلاق عملية "طيور الخير" إلى أكثر من 353 طنًا من المساعدات الغذائية والإغاثية منذ انطلاق العملية.

وتأتي عملية "طيور الخير" ضمن إطار "عملية الفارس الشهم / 3" والتي انطلقت بتاريخ 2023/11/5 بناء على أوامر الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

كما كشفت إذاعة i24news الإسرائيلية، أنه من المقرر أن يبدأ سلاح الجو الملكي المغربي اليوم بإسقاط المواد الغذائية على شمال قطاع غزة.

وجاء في التقرير أن ست طائرات نقل من طراز هيركوليس محملة بالمعدات أقلعت من المغرب إلى إسرائيل.

الاحتلال الإسرائيلي يُعيق صلاة التراويح في المسجد الأقصي

وبالأمس أعاقت قوات الاحتلال الإسرائيلي دخول مئات المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك، في الليلة الأولى من صلوات التراويح خلال شهر رمضان.

وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال احتجزت فلسطينيين توافدوا إلى المسجد الأقصى، وأعاقت وصولهم إليه بعد وقفهم عن البوابات.

وأضافوا أن الاحتلال فرض قيودًا على دخول الشباب للأقصى لأداء التراويح، وسمح بدخول النساء من سن 40.

«بايدن» يوجه رسالة بشأن الوضع الإنساني في غزة فى أول يوم رمضان

ومن ناحية آخري، سلّط الرئيس الأمريكي جو بايدن مع بداية شهر رمضان، الضوء على الأزمة الإنسانية في غزة وأكد على الوعد بأنها "على رأس الأولويات" بالنسبة له.

وقال بايدن في بيان: "بينما يجتمع المسلمون في جميع أنحاء العالم خلال الأيام والأسابيع المقبلة لكسر صومهم، فإن معاناة الشعب الفلسطيني ستكون في مقدمة ذهن الكثيرين. إنها على رأس أولوياتي".

وتابع الرئيس الأمريكي بالقول: "هذا العام، يأتي (رمضان) في لحظة من الألم الشديد. الحرب في غزة تسببت في معاناة رهيبة للشعب الفلسطيني. أكثر من 30 ألف فلسطيني قتلوا معظمهم مدنيون بينهم آلاف الأطفال".

كما تعهد بايدن في البيان بأن إدارته مستمرة في العمل "دون توقف" على وقف إطلاق النار.

صحيفة الجارديان: سكان غزة يقضون أول أيام رمضان فى ظروف قاسية

وألقت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على الوضع فى قطاع غزة المحاصر فى أول أيام شهر رمضان الفضيل، وقالت إنه بعد سبعين يومًا من إجبار سكان غزة على مغادرة منزلهم فى مدينة خان يونس جنوب القطاع، يستعدون لقضاء رمضان فى ظروف قاسية وسط الموت والخوف من هجمات جديدة من الاحتلال الإسرائيلي ونقص الغذاء والدواء وأى مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية.

وأشارت الصحيفة، إلى استعداد هناء المصري وزوجها وأطفالهما الستة لـ شهر رمضان فى منزلهم الجديد: وهو عبارة عن خيمة متهالكة فى مكان لا يوجد به أى مظهر من مظاهر الاحتفال ولا زينة، ولا وجبات عائلية مبهجة، ولا قراءة للقرآن تحت أشجار الليمون والبرتقال فى الحديقة.

وقالت "الجارديان" إن الشهر الكريم– وهو وقت للأصدقاء والعائلة بالإضافة إلى التأمل الديني والصلاة والصيام – يبدأ يوم الاثنين، ولن يكون مثل أى شهر يمكن لأى شخص فى غزة أن يتذكره.

فرت عائلة المصرى من خان يونس بعد تلقى منشورات من جيش الاحتلال الإسرائيلى تطلب منهم الانتقال إلى مكان آخر حفاظًا على سلامتهم. وقد شقوا طريقهم إلى مدينة رفح على الحدود مع مصر ويعيشون الآن فى مخيم مؤقت مزدحم، وينامون ويأكلون وسط خليط من الممتلكات التى تم إنقاذها.

وقالت هناء المصرى، 37 عامًا، "كانت بناتى يدخرن أموالهن بعناية لشراء الزينة، وفى كل عام كنت أختار فانوس رمضان جديدًا. "إنه أمر محبط للغاية، وصعب للغاية."

وأوضحت الصحيفة أن هذا العام لن يكون هناك فوانيس. ولن تقوم المصرى بإعداد وجبة السحور، وهى الوجبة التى يتم تناولها قبل بدء طقوس الصيام طوال اليوم، ولا الإفطار فى نهايته.

وتقول بحزن: "كنت أحب إعداد وجبة من الجبن والمربى والفول والبيض لإطعام أسرتى طوال فترة الصيام، ثم شيء لذيذ على الإفطار."

وأشارت الصحيفة إلى أن الظروف فى رفح أفضل مما هى عليه فى شمال القطاع، حيث يقول مسئولو الصحة المحليون أنه تم تسجيل 20 حالة وفاة بسبب الجوع، لكن الأساسيات لا تزال غير متوفرة. ويعيش الكثيرون منهم على الخبز المسطح المطبوخ على نار الحطب أو مواقد الغاز الأساسية، والسلع المعلبة التى تنقلها الوكالات الإنسانية من مصر بالشاحنات. ويبلغ سعر نصف كيلو من السكر الآن 10 دولارات، ويكاد يكون من المستحيل الحصول على الملح. الفواكه أو الخضار الطازجة نادرة ومكلفة للغاية.

خسائر الاقتصاد الفلسطيني منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

ومن الناحية الاقتصادية، نشر الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، صباح اليوم الإثنين، بيانًا كشف فيه خسائر الاقتصاد الفلسطيني منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ووفقًا للبيان فإن الاقتصاد الفلسطيني تكبد خسائر في الإنتاج تقدر قيمتها بـ2.3 مليار دولار خلال الشهور الأربعة الأولى لعدوان الاحتلال الإسرائيلي أي ما يعادل حوالي 19 مليون دولار أمريكي يوميًا، لا يشمل الخسائر في الممتلكات والأصول الثابتة.

وقال الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء إن هناك توقفًا شبه تام في عجلة الإنتاج لمنشآت القطاع الخاص في قطاع غزة وتراجعا غير مسبوق في الضفة الغربية.

ولفت إلى أن غالبية العمالة في قطاع غزة التي تقدر بأكثر من 153 ألف عامل تعطلت، باستثناء العاملين في قطاعات الصحة والإغاثة الإنسانية.

اقرأ أيضًا

عاجل .. مصر تعلن ضخ 30 ألف وجبة إفطار وسحور يوميًا في رمضان لقطاع غزة

تم نسخ الرابط