الحوثيون يضعون شرطًا لدخول السفن المياه اليمنية.. واستمرار هجماتهم على السفن الإسرائيلية والأمريكية يؤكد فشل مهمة أسبيديس البحرية

الحوثيون
الحوثيون

اتخذت جماعة الحوثي اليمنية قرارًا خطيرًا اليوم الثلاثاء، والذي تمثل في ضرورة حصول السفن الراغبة في المرور عبر المياه الإقليمية اليمنية على تصريح من هيئة الشئون البحرية، التي يُسيطر عليها الحوثيون، قبل دخول المياه اليمنية.

شرط حوثي قبل دخول السفن المياه اليمنية

ونقلت قناة "المسيرة" اليمنية عن وزير الاتصالات وتقنية المعلومات في حكومة جماعة الحوثي اليمنية مسفر النمير قوله: "لا بد أن تحصل سفن الكابلات البحرية على تصريح من الشئون البحرية في ‎صنعاء، قبل دخولها المياه الإقليمية اليمنية".

وأضاف النمير: "وزارة الاتصالات على استعداد للمساعدة في تلبية طلبات التصريح والتعريف بالسفن لدى القوات البحرية اليمنية، ونؤكد هذا من باب الحرص على سلامتها".

ويمتد نطاق المياه الإقليمية المتأثر بقرار الحوثيين إلى منتصف الطريق إلى مضيق باب المندب الذي يبلغ عرضه 20 كيلومترًا، وهو المدخل لـ البحر الأحمر الذي تمر عبره نحو 15 بالمائة من حركة الشحن العالمية ذهابًا وإيابًا من قناة السويس.

ويستهدف الحوثيون السفن المرتبطة بإسرائيل أو تلك المتجهة إلى المواني الإسرائيلية عبر البحر الأحمر، وذلك دعمًا لحركة "حماس" التي تُقاتل إسرائيل في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.

وتسببت هجمات الحوثيين في تعطيل حركة التجارة العالمية بالبحر الأحمر، حيث أوقفت شركات شحن كبرى رحلاتها عبر هذا المسار وسلك بعضها الطريق الأطول بالدوران حول إفريقيا بدلًا من المرور من قناة السويس.

الحوثيون يستهدفون سفينة إسرائيلية وسفن أمريكية

واستهدفت جماعة الحوثيين، أمس الاثنين، سفينة إسرائيلية، وسفناً حربية أمريكية في البحرين العربي والأحمر.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع إن القوات البحرية نفذت عملية استهداف لسفينة إسرائيلية (MSC SKY) في البحر العربي، بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وكانت الإصابة دقيقة ومباشرة".

وكانت شركة الأمن "أمبري" وهيئة عمليات التجارة البحرية (UKMTO) البريطانيتان، قد أكدتا وقوع الحادثة على بعد 91 ميلاً بحرياً جنوب شرق عدن، وأن السفينة المستهدفة هي سفينة حاويات ترفع علم ليبيريا تابعة لإسرائيل في طريقها من سنغافورة إلى جيبوتي، إلا أن أياً من الوكالتين لم تكشفا عن اسمها.

وأوضح سريع أن هذه العملية "تأتي بعد ساعات فقط من تنفيذ عملية نوعية بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على عدد من السفن الحربية الأميركية المعادية في البحر الأحمر".

وأكد المتحدث العسكري للحوثيين أن جماعته ستواصل تصعيد هجماتها ضد السفن الحربية وغير الحربية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن وباب المندب، ومنع الملاحة الإسرائيلية.

ويأتي هذا الهجوم في سياق هجمات متواصلة في منطقة البحر الأحمر، حيث أعلنت جماعة الحوثي منذ 19 نوفمبر تنفيذ هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها.

وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي، إن "عمليات الجماعة ستستمر سواء أكانت في عمق الكيان الصهيوني، أم في البحر العربي والبحر الأحمر"، لافتًا إلى أنها ستتوسّع نتيجة لتبعات الاعتداء الأمريكي على القوات البحرية اليمنية.

وأشار إلى أن الهدف من تلك العمليات هو وقف جرائم الإبادة الجماعية والعدوان على قطاع غزة، مؤكدًا أنها لن تتوقف إلا بتحقيق ذلك.

ونفى أن يكون الهدف هو الاستيلاء على السفن أو إغراقها، بل منعها من استخدام البحر الأحمر وحرفها عن مسارها لتتجه عبر طريق الرجاء الصالح من أجل رفع الكلفة على إسرائيل، ما يُشكل ورقة ضغط كبيرة.

أمريكا وبريطانيا تشن ضربات على الأهداف الحوثية

وعلى خلفية هذه الهجمات، شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة موجة من الضربات الجوية ضد عشرات الأهداف الحوثية في 11 يناير الماضي.

وبدأت تلك الضربات، بدعم من أستراليا والبحرين وهولندا وكندا، بعد أن تجاهلت قوات الحوثيين إنذارًا نهائيًا بوقف الهجمات في المنطقة.

واتفق الاتحاد الأوروبي من "حيث المبدأ" على تنظيم مهمة تهدف إلى حماية السفن من هجمات الحوثيين حول شبه الجزيرة العربية، فيما من المقرر نشر 4 سفن عسكرية تحمل أعلام الاتحاد الأوروبي لحماية السفن التجارية ودعم التحالف الأمريكي البريطاني، الموجود في المنطقة منذ 18 ديسمبر الماضي.

مهمة "أسبيديس" البحرية

وفي 19 فبراير الماضي، أطلق الاتحاد الأوروبي رسمياً، مهمة "أسبيديس" البحرية، للمساعدة في حماية سفن الشحن الدولي في البحر الأحمر ضد هجمات الحوثيين في اليمن.

وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على منصة "إكس": "إنني أرحب بقرار إطلاق مهمة "أسبيدس" للقوات البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، ستضمن أوروبا حرية الملاحة في البحر الأحمر، عبر العمل مع شركائنا الدوليين".

وأضافت: "بعيداً عن الاستجابة للأزمات، فهي خطوة نحو وجود أوروبي أقوى في البحر لحماية مصالحنا الأوروبية".

اليونان تسعي لدور أكبر لحماية السفن من هجمات الحوثيين

وعبر وزير الدفاع اليوناني، نيكوس دندياس، عن أمل بلاده، التي تستضيف مقر عملية الاتحاد الأوروبي لحماية السفن من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، في لعب دور أكثر مركزية في ضمان أمن الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة.

وقال دندياس لـ "رويترز": "يجب أن نكون قادرين على الدفاع عن أنفسنا"، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبي يُمكنه تحقيق ذلك بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي وحلفاء آخرين.

وتابع: "ما نحاول القيام به هو أن تكون لدينا صناعة دفاعية محلية في اليونان وأوروبا يمكنها تلبية احتياجات الاتحاد الأوروبي".

ووفقًا للبنتاجون دمرت هذه الهجمات الصواريخ تمامًا بينما كانت تستعد للإطلاق، وقدرت المخابرات الغربية مؤخرًا أن ما لا يقل عن 30 في المئة من مخزونات الصواريخ الحوثية قد دمرت أو أصيبت.

ومع ذلك، فمن الواضح أن الحوثيين، الذين يتم تزويدهم وتدريبهم وتقديم المشورة لهم من قبل إيران، عازمون على مواصلة هجماتهم على السفن التي يشتبهون في ارتباطها بإسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية أو المملكة المتحدة.

بايدن عزز قدرة جماعة الحوثي

واعتبرت مجلة تايم الأمريكية أن بايدن، من خلال التصعيد مع الحوثيين، عزز دون قصد قدرة الجماعة المسلحة على تعطيل الشحن الدولي، إذ تسببوا في زيادة تكلفة شحن الحاويات في أعقاب الحرب بين إسرائيل وحماس من خلال شنّ هجمات صاروخية على سفن الشحن التي تمر عبر الممر المائي الحيوي، لكن الضربات التي شنتها إدارة بايدن على الحوثيين أوقفت شركات الشحن، ربما بشكل لا رجعة فيه، حتى تنتهي الحرب.

الحوثيون يُضيفون سلاح "الغواصات" إلى ترسانتهم الحربية

وخلال الفترة الماضية، تعرضت السفن التجارية والسفن الحربية في البحر الأحمر لهجمات متكررة بصواريخ كروز المضادة للسفن، والصواريخ الباليستية المضادة للسفن، والطائرات المُسيرة، والآن ظهر تهديد جديد من تحت الماء، وذلك بحسب موقع معهد البحرية الأمريكية.

ففي 18 فبراير الماضي، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن القوات البحرية في البحر الأحمر دمرت غواصة مُسيرة في المياه التي يسيطر عليها الحوثيون حول اليمن.

وقبل ذلك ببضعة أيام فقط، أصدرت القيادة المركزية الأمريكية بيانًا صحفيًا حول اعتراض البحرية الأمريكية لشحنة أسلحة من إيران إلى الحوثيين في اليمن في يناير الماضي.

وأشار البيان إلى أن الشحنة احتوت صواريخ باليستية متوسطة المدى، ومتفجرات، ومكونات طائرات مُسيرة، وغواصات مُسيرة، ومعدات اتصالات، وقاذفات صواريخ موجهة مضادة للدبابات، ومكونات عسكرية أخرى.

ثم جاء الإعلان الحوثي عندما قال زعيم حركة أنصار الله الحوثية عبد الملك الحوثي إن قواته أدخلت "سلاح الغواصات" ضمن عملياتها التي تُنفذها في البحر الأحمر تضامنًا مع الفلسطينيين.

ونسبت وكالة رويترز للأنباء للحوثي القول في كلمة متلفزة: "لقد أدخلنا سلاح الغواصات في المواجهة في البحر الأحمر، وهو سلاح يقلق العدو".

اقرأ أيضًا

جماعة الحوثيين لبريطانيا وأمريكا: سفنكم هدفًا مشروعًا لنا وسنظل نهاجمها

قصة الأسلحة الفتاكة التى استخدمها الحوثيون لإغراق سفينة بريطانية في البحر الأحمر

تم نسخ الرابط