من أجل ”الكيد”.. قصة غريبة وراء تسمية كفر عبده في الإسكندرية
إذا سافرت إلى مدينة الإسكندرية في السابق، فلا شك أنك سمعت بمنطقة كفر عبده، التي تقع في حي شرق بين سيدي جابر ورشدي والظاهرية وهو الحي الاستقراطي.
تشتهر المنطقة بأنها تضم أكثر من 80 قصراً وفيلا أثرية وتاريخية أشهرها فيلا الأميرة فايزة شقيقة الملك فاروق، وقصر قرداحي باشا، وهو أحد تجار القطن الشوام، والذي بٌني في عام 1905، بينما كان المندوب السامي البريطاني كيتشنر، يمتلك فيلا بالكفر، فضلاً عن الفيلات الأخري والقصور التي يملكها السياسيون والشخصيات المهمة والأجنبية من اليونانيين والإيطاليين علي وجه الخصوص.
أمّا السبب في تسمية حي كفر عبده بهذا الأسم فهو قصة طريفة لا تخلو من روح الوطنيه للشعب السكندري، ولا يعرفها الكثير حتي من سكان أهل الحي.
كفر عبده بالسويس
ترجع القصة إلى عام 1951 أي قبل قيام ثورة يوليو، حيث كان كفر أحمد عبده، هو أحد أحياء مدينة السويس، والتي انتقل إليها الجيش البريطاني في أعقاب توقيع معاهدة عام 1936، حيث حصلت مصر علي استقلالها، ولكن الانجليز من يخرجوا منها وتوجهوا إلى مدن القناه الثلاثة وأقاموا بها المعسكرات بحجة حماية مجرى قناه السويس كشريان مائي عالمي.
وكان هذا الكفر، أحمد عبده، يقع ما بين وابور تكرير المياه الخاص بالقوات البريطانية في مدينة السويس، وبين معسكرات هذه القوات الواقعة شمال المدينة، فأرادت القيادة البريطانية أن تشق طريقاً يصل هذه المعسكرات مباشرة بوابور المياه دون أن تتوسطه مساكن الأهالي القائمة في كفر أحمد عبده، لتأمين وصول المياه لهذه القوات، وذلك بعد تصاعد العمليات الفدائية في منطقة القنال وفي أعقاب إلغاء حكومة الوفد بزعامة النحاس باشا لمعاهدة عام 1936 .
كفر عبده بالإسكندرية
ولكن وفشلت بريطانيا في إقامه هذا الطريق لقيام أهالي الكفر بقطع الطريق بإستمرار، واستشهد الكثير من أهالي الكفر نظير الأعمال البطولية لمنع تأمين وصول المياه للقوات المحتلة، وأما في الإسكندرية وزيادة في "الكيد" للإنجليز، صدر قراراً من بلدية الإسكندرية بتحويل مسمى المنطقة التي يسكن بها القنصل البريطاني بالإسكندرية، وحيث كانت تقع دار المندوب السامي، السابقة إلى مسمى (كفر عبده) وذلك كيدا في الانجليز ولتخليد الشهداء.
كما قاموا أيضا بتغير مسمى الشارع الرئيسي بالمنطقة من شارع (المارشال اللنبي) إلى (شارع كفر عبده) ليذكر ذلك المسمى السكندريون بما تم من أعمال إجرامية قامت بها تلك الدولة التي قنصلها يسكن في هذه المنطقة .
أقرأ أيضا:
قرارات زمان... 200 جلدة وغلق الفرن عقوبة نقصان الخبز أو عدم تسويته
حكاية معزة السيدة نفيسة المباركة التي جمعت الذهب ولقنّت الجميع درسًا لا يٌنسى