هل انتهي شهر العسل بين أمريكا وإسرائيل؟.. «حرب غزة» كلمة السر في فضح العلاقة بين بايدن ونتنياهو
هل انتهي شهر العسل بين بايدن ونتنياهو؟ سؤال أثير على خلفية تزايد التوتر والخلافات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الفترة الأخيرة، فبالرغم من أن بايدن وصل إلى إسرائيل فور اندلاع الحرب على غزة وأعطى دعمه اللامحدود لتل أبيب، إلا أنه بعد مرور شهرين على الحرب، ظهرت علامات تصدع بينهما إلى العلن.
وفي هذا التقرير يرصد "الموجز" أبرز الوقائع التي تسببت في انتهاء شهر العسل الأمريكي الإسرائيلي.
خلاف بين إسرائيل وأمريكا حول طريقة خنق تمويل حماس
وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم الأحد، عن أحدث خلاف بين جو بايدن وبنيامين نتنياهو، حيث أوضحت أنه على الرغم من أن إسرائيل والولايات المتحدة تعملان معًا لخنق وسائل تمويل حماس، فقد نشأ نزاع بين البلدين يحبط هذه الجهود.
ووفقًا للتقرير، قدمت إسرائيل قائمة بعدد من المنظمات الخيرية التي تدعي أنها تعمل في خدمة حماس أو تحت إدارته، لكن الأمريكيين امتنعوا حتى الآن عن فرض عقوبات على العديد من هذه المنظمات.
وبحسب التقرير فقد امتنعت إدارة بايدن لأنها لم تقتنع بأن هذه ليست منظمات تسعى بإخلاص إلى إيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في القطاع.
خلافات بايدن ونتنياهو حول هدنة غزة
موقف أخر أظهر مدي عمق الخلاف بين بايدن ونتنياهو، حيث أكد الرئيس الأمريكي أنه أجرى محادثات مكثفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، في الأيام الأخيرة، حضّه خلالها على وقف مؤقت لإطلاق النار، كما دعت إدارة بايدن إسرائيل إلى تنفيذ هدنة إنسانية تسمح بالإفراج عن بقية الرهائن المحتجَزين لدى حماس، إلا أن نتنياهو لم يُنفذ تعليمات بايدن ويصر على عدم التوصل لأي اتفاق.
وفي 11 ديسمبر الماضي، خلال إضاءة شمعة الحانوكا في البيت الأبيض، قال بايدن: "لدي خلافات مع بعض القادة الإسرائيليين".
وأضاف: "أنا أعرف بيبي (نتنياهو) منذ 51 عامًا، وهناك صورة على مكتبه عندما كان شابًا في الخدمة الخارجية وكنت سيناتور بعمر 35 عامًا، وكتبت عليها: "بيبي، أنا أحبك ولكني لا أتفق مع أي شيء لعين تعيّن عليك قوله."
وتابع مُفجرًا مفاجأة: "الأمر نفسه تقريبا اليوم"، ولم يوضح بايدن الخلافات التي برزت حديثًا بينه وبين نتنياهو.
خلافات حول نهج نتنياهو إزاء السلطة الفلسطينية
وتُشير تقارير إسرائيلية وأمريكية إلى أن هناك خلافات بين نتنياهو وبايدن حول النهج الذي قرره نتنياهو إزاء السلطة الفلسطينية برفضه عودتها إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب والخضوع لرفاقه بالحكومة برفض تحويل أموال المقاصة إلى السلطة الفلسطينية ورفض إدخال عمال فلسطينيين من الضفة الغربية إلى إسرائيل.
وتقول واشنطن إن السياسات الإسرائيلية تجاه السلطة الفلسطينية من شأنها أن تُفجر الأوضاع في الضفة الغربية رغم جهود السلطة الفلسطينية للحفاظ على الهدوء فيها.
بايدن: حكومة نتنياهو هي الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل
كما ظهرت للعلن خلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، في منتصف شهر ديسمبر الماضى، إذ حذر بايدن من أن إسرائيل تفقد الدعم الدولي لحملتها العسكرية ضد حماس.
وفي حديثه إلى مانحين ديمقراطيين في واشنطن، انتقد بايدن الحكومة الإسرائيلية المتشددة، وقال إن "نتنياهو بحاجة إلى تغيير نهجه".
وأضاف بايدن: "أعتقد أن عليه أن يتغير، وأن الحكومة الحالية في إسرائيل تجعل من الصعب عليه التحرك"، واصفًا حكومة نتنياهو بأنها "الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل".
وحذر بايدن من أن الدعم الأمريكي للحملة العسكرية ضد حركة حماس يتضاءل مع استمرار القصف العنيف على قطاع غزة، وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية "لا تريد حل الدولتين"، معبرًا في الوقت ذاته عن مخاوفه من فقدان واشنطن لقيادتها الأخلاقية في العالم، بسبب دعمها لإسرائيل.
خلافات حول مستقبل قطاع غزة بعد الحرب
كما أن هناك خلافات بين بايدن ونتنياهو بشأن حل الدولتين ما بعد الحرب، حيث باتت الولايات المتحدة الأمريكية تدعم صراحة قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وهو ما يرفضه نتنياهو.
وفي منتصف شهر يناير الماضي، كشف تقرير إسرائيلي عن اجتماعات "متوترة" عقدها وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مع مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، برزت خلالها "الفجوة" بين تصور واشنطن وتل أبيب لمستقبل قطاع غزة، في "اليوم التالي" للحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي.
و بحسب ما نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين رفيعي المستوى في حكومة بنيامين نتنياهو؛ ذكرت أن الاجتماعات التي أجراها بلينكن أظهرت عديد المواضيع الخلافية، بما في ذلك خلال اجتماعه مع كابينيت الحرب، حيث طالب بدمج "حل الدولتين" بالرؤية الإسرائيلية لـ "اليوم التالي" للحرب.
وقال بلينكن إنه: "كما أن لديكم، أنتم الإسرائيليون تطلعات، الفلسطينيون لديهم تطلعات كذلك؛ عليكم قبول هذا الأمر".
بايدن يصف نتنياهو بـ "الأحمق
وفي منتصف شهر فبراير الماضي، كشفت تسريبات من داخل الحملة الانتخابية لبايدن، عن وصف الأخير لنتنياهو بـ "الأحمق" في 3 مناسبات على الأقل، وذلك بحسب ما نشرته شبكة إن بي سي الأمريكية.
وأعرب بايدن عن إحباطه في عدد من المحادثات الخاصة بعضها مع مانحي حملته الانتخابية للترشح لولاية ثانية، بسبب عدم قدرته على إقناع إسرائيل بتغيير تكتيكاتها العسكرية في قطاع غزة، ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه العائق الرئيسي، بحسب ما ورد في تقرير لشبكة ان بي سي.
وقال بايدن إنه يُحاول إقناع إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار لكنه لم يجد من نتنياهو إلا معاندة، وقال إنه "يعطيه الجحيم" ومن المستحيل التعامل معه.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي، ردًا على سؤال حول تصريحات بايدن الخاصة بشأن نتنياهو، إن الزعيمين تربطهما علاقة وصفها بالمحترمة. وقال المتحدث: "لقد كان الرئيس بايدن واضحًا بشأن اختلافه مع رئيس الوزراء نتنياهو، لكن هذه علاقة مستمرة منذ عقود وتحظى بالاحترام في العلن وفي السر".
ووفقًا لتقرير شبكة ان بي سي فإن فظاظة بايدن بشان نتنياهو خلف الأبواب المغلقة وكذلك فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي في تغيير التكتيكات في غزة، تُشير إلى أن الديناميكية بين الزعيمين يمكن أن تقترب من نقطة تحول.
خلافات حول العملية العسكرية على رفح
ونشبت خلافات بين بايدن ونتنياهو بسبب العملية العسكرية على رفح، ووفقًا للبيت الأبيض، قال بايدن لنتنياهو في مكالمة هاتفية إنه يعتقد أن "العملية العسكرية في رفح لا ينبغي أن تستمر دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ" لحماية ودعم الفلسطينيين الذين يحتمون هناك، وركز الجزء الأكبر من محادثتهما التي استمرت 45 دقيقة على الاتفاق الذي تمت مناقشته منذ فترة طويلة ولكن تم تأجيله مرارًا وتكرارًا بين إسرائيل وحماس لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة مقابل وقف العمليات العسكرية وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.
واتخذ بايدن لهجة أكثر حدة، ووصف الهجوم العسكري الإسرائيلي في غزة بأنه "مبالغ فيه".
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، نقلاً عن مصادرَ مطلعة، أن بايدن وكبار مساعديه باتوا أقرب للقطيعة مع نتنياهو أكثر من أي وقت مضى منذ بدء الحرب في قطاع غزة، مشيرةً إلى أنهم لم يعودوا ينظرون إليه كشريك يمكن التأثير عليه.
وأوضحت واشنطن بوست، أن إحباط بايدن من نتنياهو، والذي يتراكم منذ أشهر، ظهر بوضوح، عندما قال إن الحملةَ العسكرية الإسرائيلية في غزة "تجاوزت الحد"، مُعتبرة أن هذا التصريح كان "التوبيخَ الأشدَّ حتى الآن".
وعلق نتنياهو سريعًا على تصريحات الرئيس الأمريكي، بأنه يُقدر دعم بايدن لإسرائيل منذ بداية الحرب، ولكنه لا يعرف بالضبط ما الذي كان يقصده بذلك، وذلك في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز".
اقرأ أيضًا
الرئيس الأمريكي جو بايدن يغطي على جرائم إسرائيل بهذه الطريقة