التجنيد القسري للأطفال في اليمن أزمة تلاحق الحوثيين.. والمنظمات الحقوقية تدق ناقوس الخطر
على مدار عشر سنوات، جندت جماعة الحوثي عشرات الآلاف من الأطفال وساقتهم إلى المعسكرات الحوثية، واستخدمتهم كوقود لمعاركها في مختلف جبهات القتال، مستغلة ظروفهم المعيشية السيئة وحاجاتهم بالغذاء.
وألقت العديد من منظمات حقوق الإنسان الضوء علي هذه الظاهرة، كما دقت العديد من التقارير ناقوس الخطر من نتائج هذه الممارسات على المدى البعيد.
ميليشيا الحوثي تستحدث مراكز تدريب عسكرية لطلاب المدارس
وكشفت "منظمة ميون" لحقوق الإنسان عن أن ميليشيا الحوثي استحدثت مراكز تدريب عسكرية لطلاب المدارس في كل المناطق الخاضعة لسيطرتها في اليمن.
وأشارت المنظمة إلى أن "عشرات الأطفال المجندين قدموا الخميس الماضي، عرضاً عسكرياً أمام القيادي الحوثي محمد الحوثي في ختام الدورات العسكرية المفتوحة التي أقامتها لهم جماعة الحوثي في معسكرات تدريب بمنطقة سحار بمحافظة صعدة".
واستنكرت المنظمة التجنيد القسري للأطفال مؤكدة أن هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الأطفال في اليمن يعد مرحلة جديدة وخطيرة من الانتهاكات، ويقوض جميع الجهود الدولية على مدى السنوات الماضية الهادفة لوقف تجنيد الأطفال في اليمن.
وكشفت المنظمة عن أن جماعة الحوثي استدرجت عشرات الآلاف من الأطفال واستخدمتهم كجنود في صفوفها عقب تخريجهم في ما تسميها "دورات مفتوحة" ضمن معسكرات تدريب عسكرية تقع ضمن مناطق سيطرتها.
وتابعت أنه منذ مطلع 2024 استدعت جماعة الحوثي آلاف الأطفال المشاركين في المراكز الصيفية للعام 2023 بالمناطق الخاضعة لسيطرتها باعتبارهم قوات احتياط يتم إعادة تدريبهم عسكرياً للتأكد من جاهزيتهم للقتال.
ومنذ عدة أيام، سلط تقرير لمنظمة سام للحقوق والحريات الضوء، والذي نشر تحت عنوان "أعيدوا لي ابني حين تُصبح الطفولة ثمنًا للوصول إلى السلطة"، علي ظاهرة تجنيد الأطفال في اليمن، مؤكدًا أنها أصبحت مشكلة اجتماعية وحقوقية وقانونية في اليمن خلال سنوات الحرب، ولافتًا إلى أن جميع الأطراف زجت بالأطفال في الأعمال القتالية.
وأوضح التقرير أن "سيطرة جماعة الحوثي عام 2014 على صنعاء، سارعت من وتيرة تجنيد الأطفال بصورة كبيرة"، منوهًا الى أن جماعة الحوثي "اعتمدت على الأطفال في كثير من الأعمال القتالية واللوجستية".
كما ألقي التقرير الضوء على أن الظروف العامة السياسية والقانونية هي التي ساهمت في تفاقم مشكلة تجنيد الأطفال، والأسباب المتعددة التي ساهمت في تجنيد الأطفال بصورة كبيرة، ودفعت بعض الأسر إلى المخاطرة بأبنائهم بالذهاب إلى جبهات القتال، إضافة إلى بعض الآثار التي تركتها على الأسر والأطفال، مع التأكيد على ضرورة التحرك الفوري لوقف هذه الجريمة بحق الأطفال".
التجنيد القسري للأطفال في اليمن
أما الحكومة اليمنية فقد أكدت أن جماعة الحوثي، على مدار عشر سنوات، استدرجت عشرات الآلاف من الأطفال من مقاعد الدراسة، وساقتهم بلا رحمة، إلى المعسكرات الحوثية، في أوسع عملية تجنيد قسري للأطفال في تاريخ الإنسانية.
ودعا وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إلى إعداد قائمة سوداء بقيادات وعناصر جماعة الحوثي، المتورطة في جريمة التجنيد القسري للأطفال، وإدراجهم في قوائم العقوبات.
وجدد الإرياني دق ناقوس الخطر من نتائج هذه الممارسات على المدى البعيد، حيث سيفيق العالم ذات يوم على جيش من الإرهابيين، بعد انتزاع عشرات الآلاف من الأطفال من مقاعد الدراسة للمعسكرات الحوثية، وما سيشكله ذلك من تهديد على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، وما نشهده اليوم من انتهاكات حوثية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، إلا نموذج لتلك المخاطر الجسيمة.
هيومن رايتس ووتش تُحذر من تجنيد الأطفال
وسبق أن حذرت "هيومن رايتس ووتش" من التجنيد القسري للأطفال في اليمن، وقالت إن الحوثيين جندوا الآلاف من الأطفال ممن لا تتجاوز أعمار بعضهم 13 عامًا في قواتهم المسلحة منذ 7 أكتوبر 2023.
وأضافت أن ميليشيا الحوثي تستدرج العديد من الأطفال بحجة مناصرة القضية الفلسطينية، فيما يساق المجندين للقتال في الصفوف الأمامية في جبهات مأرب ومدينة تعز المحاصرة منذ تسع سنوات.
اقرأ أيضا
جماعة الحوثيين لبريطانيا وأمريكا: سفنكم هدفًا مشروعًا لنا وسنظل نهاجمها