حكاية اللعنة التي طاردت ابنة كليوباترا وجعلتها تلقى نفس مصير والدتها

كليوباترا
كليوباترا

شخصية الملكة كليوباترا من أكثر الشخصيات التاريخية الثرية التي توقف عندها الكثيرون، ليس فقط بسبب دورها في التاريخ المصري، ولكن أيضًا بسبب تفاصيل حياتها ووفاتها وحتى ما حدث بعد ذلك.

ومن القصص الغريبة التر رواها التاريخ عن أسرة كليوباترا وزوجها مارك أنطونيو، أيضًا، قصة ابنتهما كليوباترا سيليني، التي عاشت حياة غريبة وكانت نهايتها على نفس طريقة والدتها.

مصير أبناء كليوباترا ومارك أنطونيو

بعد مقتل أنطونيو وانتحار كليوباترا عاد أوكتافيوس إلى روما سنة 29 قبل الميلاد ومعه الأسرى والسبايا، ومن بينهم أبناء كليوباترا من مارك أنطونيو، وكانوا 3 أبناء، توأمان ولد وبنت هم هيليوس وسيليني في العاشرة من العمر والثالث (فيلادلف) الأصغر منهما سنا.

وسلم أوكتافيوس الثلاث أطفال إلى شقيقته اوكتافيا مطلقة أنطونيو لتربية أبناء زوجها من كليوباترا تربية رومانية خالصة، ولكن توفى هيليوس وفيلادلف قبل بلوغهم سن الرشد وبقيت كليوباترا سيليني الثانية على قيد الحياة.

وعندما وضعت روما تاج الامبراطورية على رأس أوكتافيوس ونادت به أول امبراطور روماني على الغرب والشرق باسم (أغسطس قيصر) جعل يفكر في انشاء دولة جديدة قريبة من روما وعلى الساحل الأفريقي تخضع لتاج قيصر ويجلس على عرشها ملك وملكة ممن تربوا تربية رومانية خالصة .

زواج ابنة كليوباترا

وكان يقيم في روما وقتها الأمير جوبا الأفريقي ابن ملك نوميديا، وكان يوليوس قيصر قد هزم اباه وقضى على دولته وضمها إلى ممتلكات روما، وكان الأمير جوبا قد نشأ في روما نشأة لاتينية انسته أصله وما جرى لأبيه، وعندما بلغ السن المناسب أقامه أغسطس ملكا على موريتانيا الأفريقية بأسم "جوبا الثاني" وكانت مملكته تشمل الجزائر والمغرب وموريتانيا الحالية.

وأطلق الملك الجديد على عاصة مملكته سيزاريا او قيصرية اعترافا منه بفضل ولي نعمته أغسطس قيصر وفكر الأمبراطور في اعطائه زوجة تكون مثله مشبعة بروح روما وثقافتها فوقع اختياره على كليوباترا سيليني الثانية ابنة كليوباترا الملكة العظيمة والحلقة الوحيدة الباقية من نسلها ونسل مارك أنطونيو، وأصبحت ملكة مثل أمها.

واستدعاها قبل سفرها إلى عاصمة مملكتها وتحدث معها ومن ضمن كلامه معها قال لها :"لقد كان اسم هيليوس (الشمس) شؤما على اخيكي اسكندر فلعل اسم سيليني (القمر) يجلب لكي يا ابنتي الخير والسعادة .

الملكة كليوباترا سيليني

ازدهرت مملكة جوبا وزوجته وعاش شعبها في رخاء واطمئنان وتمكن ذلك الملك من تحقيق المعادلة الصعبة في إرضاء بلاده وشعبه وإرضاء روما في نفس الوقت، أما الملكة فلم تكن سعيدة مع زوجها الذي كان وقته كله للمملكة ولا يعطيها الا ما تبقى من وقت وهو القليل مما لم يسمح له بالأهتمام بها.

وكانت كليوباترا سيليني تعتبر نفسها أعلى من زوجها في الأصل والعراقة والنبل فهي ابنة كليوباترا الملكة العظيمة سليلة البطالمة العظماء ووالدها مارك أنطونيو النبيل الروماني العريق، والدماء التي تجري في عروقها مزيج من الدم اليوناني النبيل والدم الروماني النبيل فمن يكون جوبا الافريقي هذا.

وبالطبع مثل هذا التفكير وتلك العقلية لا يمكن أن تجعل زوجها سعيدا في حياته واذا اضفنا إلى ذلك انشغال الزوج ببناء مملكته وتشييد المعابد والقصور ورعاية الفنون والعلماء وتسليح الجيش، لذلك كان الزوجان الملكيان يعيشان غرباء عن بعضهما .

وكانت كليوباترا سيليني تتمتع بحقوق خاصة فرضتها روما على الملك جوبا بحجة أن كليوباترا رومانية اصيلة في حين أن زوجها غريب عن روما تبناه الامبراطور فاكتسب القومية الرومانية اكتسابا وليس اصيلا، وكانت تلك الحقوق هي طبع صورتها على النقود وعلى جدران المعابد والقصور، وأن تكون اوامرها نافذة على رجال الحرس والجيش حتى أن كانت ضد سلطة الملك جوبا اذا خطر لها ذلك وكثيرا ماخطر ببالها ولكنها لم تفعل.

نهاية كليوباترا سيليني

لم ترث الأبنة ذكاء وعقل والدتها، ولكن ورثت طيش وتهور والدها، وكانت قد تربت معها من صغرها فتاة صغيرة ابنة احد رجال كليوباترا المخلصين ومولودة مع كليوباترا سيليني في نفس اليوم حتى انهم اسموها (لونا) وهو القمر بالرومانية بينما (سيليني) هي القمر باليونانية.

وظلت لونا مع سيدتها حتى في روما وفي مملكتها وكانت اقرب انسان لها وتناديها بأختها، لذلك صارحتها انها تفكر في انهاء حياتها مثل والدتها وأن قمر سيليني سيغرب قبل الأوان مثل شمس هيليوس أخيها التوأم، وحاولت لونا أن تثنيها عن رغبتها ولكن فشلت ثم طلبت منها في النهاية أن تكون معها في ذلك، فقد كانت رغبة ابيها خادم كليوباترا المطيع قبل أن يقتله رجال أوكتافيوس، كان طلبه من ابنته لونا أن تكون مع سيليني في اي مكان تذهب اليه وأن تكون لها خادمة مطيعة كما كان ابوها مع والدتها الملكة.

في اليوم التالي ارتفعت الصرخات في القصر وذهب الملك ليجد جثتين هامدتين جثة زوجته وجثة وصيفتها، وقد توفيتا بالسم ووقف حزينا آسفا، ثم أمر بدفنهما سويا في حديقة القصر، وأعلن الحداد اربعون يومًا وانحنى مخاطبا جثة زوجته متناولا يدها قائلا :"لم نذق لذة الحياة معا ايتها الحبيبة ولم ننعم بالسعادة والهناء في هذا العالم، فلتسهر عليك الآلهة وأعدك انني سأعتني بولدنا بطليموس وابنتنا دروزيللا راجيًا أن يكونا في هذه الحياة اوفر منا حظا وسعادة وهناء ".

وفي حديقة القصر رقد القمران : كليوباترا سيليني ابنة كليوباترا ملكة مصر من زوجها مارك أنطونيو القائد الروماني وزوجة الملك جوبا الثاني، ومعها الوصيفة "لونا" ابنة الخادم المصري الذي حمل إلى كليوباترا العظيمة الحية المسمومة في سلة التين".

أقرأ أيضا:

عملوا البيتزا والكرواسون.. تعرّف على أشهر الأكلات عند الفراعنة

لن تصدق.. أول عبارة غزل في التاريخ قالها ملك لزوجة تزوج عليها 54 امرأة

تم نسخ الرابط