حكاية الأمير المجنون الذي حاول قتل الملك فؤاد وهروبه من المصحة العقلية
يزخر تاريخ الأسرة العلوية التي حكمت مصر قبل قيام ثورة 23 يوليو، بالعديد من القصص الصادمة التي تبدو في تفاصيلها أشبه بقصص الأفلام السنيمائية التي تكاد تكون لا تٌصدق في بعض الأحيان.
ومن تلك القصص، تلك التي وقعت في 7 مايو 1898، حينما تعرّض الملك فؤاد، ووقتها كان أميرًا، إلى محاولة اغتيال قام بها نسيبه البرنس أحمد سيف الدين، وهو شقيق زوجة الأمير، الأميرة شويكار .
قبل هذا اليوم كان الأمير فؤاد مفلسًا وضائعًا، يٌعرف في الأوساط الملكية وحتى بين العامة بأنه سكير مقامر لا يمتلك المال، إلا أنه استطاع أن يوقع في شباكه الأميرة شويكار حفيدة إبراهيم باشا، وتزوجها بالفعل، إلا أنه عاش حياته بالطول والعرض، بينما هي حبيسة في قصر الزعفران، وكلما عاتبته على تصرف أحمق من تصرفاته الكثيرة اعتدى عليها بالضرب والشتائم أمام الخدم، بالإضافة إلى قيامه بالاستيلاء على أموالها بالتوكيل الذي حررته له لإدارة ممتلكاتها.
الأمير المفلس
الأميرة شويكار شكت لأمها الأميرة نجوان وشقيقها البرنس، فذهب سيف الدين لمعاتبته فتطورت المشادة لضرب بالأيدي والأرجل، انتصر فيها الأمير فؤاد ولقنه علقة ساخنة فأصر على الإنتقام وقتل زوج أخته، خاصة بعد أن أبلغته أن فؤاد طلب منها أن تضع له السم في الطعام لكي ترث ثروته الطائلة لكنها رفضت.
وبالفعل، انطلق البرنس بسيارته المكشوفة إلى «كلوب محمد علي» للثأر وبعد فاصل من تبادل الشتائم بالتركية والفرنسية صوب البرنس مسدسه وهو يصيح بهيستريا «هقتلك يا فؤاد»، وأطلق ثلاث رصاصات، الأولى في الفخذ، والثانية في العنق بالقرب من الحنجرة، وفي الغالب كانت السبب في وفاته بعد ذلك بسنوات طويلة، والثالثة في البطن .
تمكنت الحراسة من الإمساك بالبرنس وتم نقله إلى قسم عابدين، ونقل الأمير أحمد فؤاد بسيارة الإسعاف بين الحياة والموت إلى المستشفى، وتم إتقاذ حياته بمعجزة .
مصحة عقلية
أما البرنس أحمد سيف الدين، فقد تم الحكم عليه بسبع سنوات سجن، وفي الإستئناف استعانت الأسرة بأسطورة المحاماة وقتها إبراهيم الهلباوي، والذي فاجأ الجميع في المحكمة بقوله أن البرنس غير متزن وليس في كامل قواه العقلية ويستحق الذهاب إلى المستشفى للعلاج وليس السجن، وفعلا خففت المحكمة الحكم إلى خمس سنوات قضى منها عامين ثم استجاب السلطان حسين كامل لإلتماسات الأسرة وأصدر عنه عفوا بشرط السفر للعلاج في مصحة نفسية في انجلترا واستمرار التحفظ على أمواله وعدم التصرف فيها لأنه ليس كفأ لإدارة هذه الأموال .
ومن هناك استعان البرنس بمخبر خاص أمريكي استأجرته الأسرة هرّبه من المصحة ونجح في إيصاله إلى الأستانة حيث انتقلت الأسرة للعيش هناك، وفيها أقام وتزوج ودٌفن أيضًا لكنه أبدا لم ينجح في الحصول على أمواله، خاصة وحكم مصر ذهب إلى الأمير المفلس "أحمد فؤاد" بمعجزة، بعدما تنازل الأمير كمال الدين حسين عن الحكم ورفض خلافة والده السلطان حسين كامل، وتدخلت انجلترا ليذهب الكرسي إلى الأمير المفلس ويصير سلطانًا ثم ملكًا بعد حصول مصر على الإستقلال.
أقرأ أيضا:
حكاية ”سيدة القٌفّة” التي عمل عندها الملك فاروق سائق أجرة
«ابنة الملك فاروق».. حكاية حب الأميرة فريال الذى لم يكتمل في إيطاليا