حكاية ”سيدة القٌفّة” التي عمل عندها الملك فاروق سائق أجرة
تحل اليوم الأحد، ذكرى ميلاد الملك فاروق الاول، والذي وُلد في مثل هذا اليوم الموافق 11 فبراير في عام ١٩٣٦، والذي يعتبر واحدًا من أهم الحكام الذين تعاقبوا على تاريخ مصر، بل أنها يعد آخر الملوك الذين حكموا بشكل فعلي، قبل قيام الجمهورية.
عُرف عن الملك فارق رغبته الدائمة في التخلص من قيود الرسميات والحياة باندفاع الشباب، وهو ما أوقعه في العديد من المواقف الغريبة التي لم ينساها التاريخ، ومنها هذا الموقف الذي جمعه مع "سيدة القفّة"، والذي رواه الباحث في التاريخ طاهر أباظه.
في تفتيش إنشاص
فذات يوم كان الملك فاروق فى طريقه إلى تفتيش انشاص بسيارته الخاصة والغير معلومة للعامة وقد ركب سائقه الى جواره، وأثناء سيره بالطريق استوقفته سيدة ريفية حملت طفلها على كتفها وحملت قُفة على رأسها، ظنا منها بأنها سيارة أجرة لنقل الركاب بين القرى والأرياف .
وقف الملك سائلا السيدة عما تريد، فأجابت :"إنت رايح إنشاص يا ابنى؟" فأجابها بالايجاب، فقالت السيدة: "توصلنى لغاية تفتيش الملك بكام؟" فقال :"عاوزة تدفعى كام ؟"، أجابت السيدة : "و النبى ما معايا غير تلاتة تعريفة يا ابني .. خدهم ووصلني".
وهنا، أشار الملك للسائق أن يجلس فى المقعد الخلفي وقال لها :"ادخلى يا ست"، فقالت السيدة : "طيب خد العيل منى لما أحط القفة".
فأخذ الملك الطفل منها وحمله بين يديه ثم جلست السيدة إلى جواره وانطلقت السيارة فى طريقها لإنشاص .
أمر ملكي
وفي الطريق فهم الملك من السيدة الريفية أنها تقصد تفتيش إنشاص، لترجو ناظر التفتيش أن يؤجل لها بيع جاموسة محجوز عليها من التفتيش، لتأخرها فى دفع إيجار فدان تؤجره وتعطيه جنيها على الحساب لحين سداد الباقي، فأخذت الشفقة الملك و قال لها : "اسمعي .. خدى الورقة دى وإديها للناظر وهو يسيب لك الفلوس المتأخرة كلها".
وكتب الملك أمرًا على ورقة بيضاء تحمل توقيعه وأعطاها للسيدة التي لم تكن تعرف شخصيته، فلم يكن في ذلك الوقت قنوات تلفزيونية ولا إعلام مرئي.
ترددت السيدة فى أخذ الورقة وقالت :"يا ما يا سيدى جبت له وسايط، هو ده بيقبل رجا حد؟ وفر يا ابنى على نفسك الورقة وبلاش كسوف" .
فأصر الملط على إعطائها الورقة وأخرج ورقة من فئة العشرة جنيهات وأعطاها لها وهو يقول :" اتفضلي العشرة جنيه دول ادفعي منها الايجار و إدي الناظر الورقة"، فاندهشت السيدة وقالت :"ولما انت يا ابنى غني كده ليه بتشتغل سواق أومال؟!! " فأجابها الملك :"القسمة كده" .
قال لها الناظر: "هل قرأتي ما في الورقة؟"، فقالت السيدة إنها لا تعرف القراءة ولا الكتابة، فقال لها الناظر من أعطها الورقة والعشرة جنيهات هو الملك فاروق نفسه، وأنه كتب فيها بأنها معفاة من سداد الدين، فلم تصدق السيدة نفسها ولم يكن على لسانها إلا الدعاء للملك.
أقرأ أيضا:
«ابنة الملك فاروق».. حكاية حب الأميرة فريال الذى لم يكتمل في إيطاليا
حكايات لا تعرفها عن أسرار الملك فاروق مع ” حريم القصور ”