«المبروك» يعالج العقم والامراض المزمنة بهذه الطريقة
العجلة العجلة، الساعة الساعة، أشتاتا أشتوت، يا سريح يا مريح روح هناك وانت شبيح، يا زوربيح يا رومبيح تعالى ومعاك الحل مليح .. كلمات قد لا تقوى الألسنة على النطق بها، ويكون التلعثم لسان حال ناطقها، وهناك من يتقن هذه العبارات وغيرها، ويؤديها بشكل مبالغ فيه يستطيع من خلاله إيهام ضحاياه بأن له علاقة بعالم الجان، وينجح بعباراته التى لا يفهمها هو أو غيره، فى إسقاط الكثير من ضحاياه فى شباك النصب، فيرتدى جلباب الدجل مدعيا قدرته على حل جميع المشكلات التى يعانى منها الناس، ويستعين بأحد أصدقائه ليستحدمه فى الترويج له بأنه صاحب كرامات، وقادر على علاج الأمراض المزمنة، ولديه قدرة بارعة فى علاج العقم، وفك الأعمال السحرية، وغيرها من الأعمال التى يمكنه بها إنهاء أزمات الكثير من الأسر التعيسة، وبمجرد أن تضحك له الدنيا يظن أنه سيظل فى مأمن وأن الأقدار ستتركة يشيع فى الأرض فسادا، إلا أن الحقيقة الغائبة عن المتورطين فى عالم الجريمة أنه لا يصح إلا الصحيح، وهو ما حدث فى الجريمة التى كانت دليلا للقبض على أخطر دجال فى محافظة القليوبية، بعدما ارتكب الكثير من جرائم النصب والاحتيال وتطورت جرائمه إلى الاغتصاب للراغبات فى الإنجاب، والباحثات عن فرصة جيدة للزواج وغيرهن من أصحاب الحوائج اللاتى سقطن فى براثن الخطيئة مع الدجال.
البيضة والحجر
داخل منطقة منشاة ناصر، كان الفشل حليفا لأحد الأشخاص الذى تذوق الأمرين فى رحلة البحث عن وظيفة، وبينما كان يشاهد التليفزيون استوقفته مشاهد الفنان أحمد زكى، بفيلم البيضة والحجر، عندما انخرط فى ممارسة الدجل بشتى طرقه، وراح يدير الفكرة، وجلس باحثا عن طريقة لتنفيذها، واستعان بأحد أصدقائه ليشاركه نشاطه مقابل نسبة من الأموال التى ستعود عليهما من ضحاياهما، وبعد الاتفاق، انطلق شريك العاطل فى الحوارى وشوارع القرية يتحدث عن كرامات الشيخ المبروك، قاهر الأمراض المستعصية، ووجدت حكاوى شريك الدجال صداها لدى البعض من أهالى المنطقة، وشيئا فشيئا بدأ التزاحم هو المشهد الرئيسى أمام وكر الدجال، وأتقن الدجال اللعب بالبيضة والحجر، وأمام المكاسب المادية لم يستطع الدجال إنهاء مشروعه الإجرامى، لكن الأموال التى اكتنزها كانت تجعله يلهث أمام إغراءات الضحايا.
العقم والجن
وبعد فترة بدأ الدجال يعلن عن قدرته لعلاج العقم لدى الزوجات، وكان يطلب من ضحيته زيارته وحدها، وبعد عدة جلسات معها يخبرها بأن هناك "جان"، يسكن جسمها وهو المانع لحملها، وعلية طرد "الجان" من جسدها تتطلب معاشرتها، ويبدو أن هناك من وافقت وكانت ضحية بأموالها وجسدها للدجال، إلى أن شاءت الأقدار له أن يسقط فى قبضة المباحث، عندما زارته إحدى السيدات، وحاول التعدى عليها جنسيا بحجة إخراج "الجن" من جسدها، لتستطيع الحمل فيما بعد من زوجها، وطلب منها مقابلتها في أحد الأماكن ومعها مبلغ 3 آلاف جنيه، يحصل عليها قبل ممارسة الجنس معها، إلا أن السيدة لم تقتنع بكلماته وأسرعت على الفور إلى قسم شرطة منشأة ناصر، وأكدت تحريات ضباط مباحث قسم مكافحة جرائم النشل بمديرية أمن القاهرة، قيام عاطل مسجل خطر، بإدارة مسكنه لأعمال الدجل والنصب على المواطنين .. وبتقنين الإجراءات تم ضبطه حال تواجده بوكره بصحبة اثنتين من ضحاياه .. وبسؤالهما عن سبب تواجدهما أقرا بحضورهما لإدعاء الأول قدرته على القيام بأعمال الدجل، وبتفتيش مسكن المتهم المضبوط تم العثور على كمية كبيرة من المضبوطات التى تؤكد ممارسته لنشاطه الآثم، ومبلغ مالى.
بداية الخيط
وأقرت إحداهما بأنها تعرفت على "الدجال" عن طريق أخرى، والتى أخبرتها بقدرته على علاج العقم الذى تعانى منه، وأقنعتها بالتوجه إلى "الدجال"، ووصفته لها بأنه "الشيخ المبروك" وسينهى لها مأساتها التى تسببت فى اضطراب حياتها الزوجية .. وبإخطار مديرية الأمن، كشفت التحريات الأولية أن الضحية متزوجة منذ فترة طويلة، وترددت على الكثير من الأطباء لعلاجها من العقم، لكن الطب عجز عن حل أزمتها، حيث أكد لها الأطباء أنها لا تعاني من أية أمراض تمنعها من الحمل، إلى أن جمعتها الصدفة بإحدى السيدات التى أقنعتها باحتمالية أن يكون أحد الأشخاص قام بإيذائها بعمل سفلى، وأخبرتها بكرامات الشيخ المبروك، وقدرته على المعجزات، وفك أعمال السحر، فأدارت الأمر فى عقلها وقررت أن تذهب إليه، وعندما ذهبت إليه أقنعها بأن جسمها "ملبوس من قبل الجن"، وهو السبب الحقيقى والخفى في عقمها، وأخبرها بأنها لن تحمل إلا إذا نفذت طلبات الأسياد دون استفسار، حيث طلب منها مبلغا من المال، لإخراج الجن من جسدها، وطلب منها أن تحضر معها 3 آلاف جنيه، فارتابت فى أمره وحررت بلاغا ضده .. وبمواجهته انهار واعترف بتفاصيل جريمته وأقر بأن الضحية التى أسقطته زاغت فى عينيه لشدة جمالها وأنوثتها الطاغية، وأنهى اعترافه بالندم الشديد على جرائمه وقال : "طمعت فى جمالها، لكن الطمع فعلا بيقل ما جمع".