فرنسا تخدع العرب.. تقاتل بجيشها مع إسرائيل وتدعي مساندة الدولة الفلسطينة
في سياق العلاقات الدولية والصراعات الإقليمية، تظهر بعض الدول أحيانًا بوجهين، حيث يكون هناك اختلاف بين التصريحات الرسمية والواقع العملي.
ويعتبر تصريح وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، بشأن مستقبل قطاع غزة وحقوق الفلسطينيين، خطوة تهدف إلى إبراز التزام فرنسا بمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان.
ومع ذلك، يكشف مسح أجرته شبكة "أوروبا1" عن حقيقة تناقضية، حيث يشارك أكثر من 4,000 جندي فرنسي في الجيش الإسرائيلي في عملياته في قطاع غزة.
ويثير هذا الكشف تساؤلات حول مدى صدق الدول في تطبيق مبادئها السياسية والأخلاقية في الأزمات.
ادعاء مساندة الدولة الفلسطينية
وفي تصريحات لقناة "سي إن إن" الأميركية، ادعت وزيرة الخارجية الفرنسية، على عدم أحقية إسرائيل في تحديد مستقبل قطاع غزة، مشددة على أهمية الالتزام بمبدأ القانون الدولي.
ووصفت كولونا التصريحات الإسرائيلية حول إجبار الفلسطينيين في غزة على الهجرة بأنها غير مسؤولة.
كما ادعت الوزيرة الفرنسية دعم بلادها لحل الدولتين، مشيرة إلى أن غزة هي أرض فلسطينية وجزءًا من دولة فلسطين المستقبلية.
وأكدت التزام فرنسا بالعمل على تفادي أي تصعيد جديد في المنطقة، بما في ذلك في المناطق المجاورة مثل لبنان والبحر الأحمر.
موقف فرنسا من الحرب في غزة
وتعبيرًا عن موقف فرنسا في ظل التطورات الحالية في قطاع غزة، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال مقابلة مع "بي بي سي"، إنه يحث إسرائيل على وقف القصف الذي يؤدي إلى مقتل المدنيين.
وأعرب ماكرون عن تضامن فرنسا مع إسرائيل في مكافحة الإرهاب، لكنه أكد أنه لا يوجد مبرر لاستهداف المدنيين في غزة، مشيرًا إلى أن هذا الرد يجب أن يتم وفقًا للقواعد الدولية للحروب والقانون الإنساني الدولي.وأبدى قلقه من أن القصف المكثف قد يثير استياءً في المنطقة، مشددًا على ضرورة احترام القوانين الدولية.
وبعد الاتهامات التي وجهها الرئيس الفرنسي لإسرائيل بشن هجمات تستهدف المدنيين في قطاع غزة، جاءت تصريحاته بمكالمة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لتلمح إلى تبنيه لموقف أكثر توازناً، حيث أكد "ماكرون" أنه لا يلقي باللوم على تل أبيب بشكل مطلق عن إيذاء المدنيين بشكل متعمد، مع تأكيده على دعمه الكامل لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وهذا التغيير في المواقف يثير تساؤلات حول الموقف الفرنسي من التطورات في الشرق الأوسط، وربما يضع الدبلوماسية الفرنسية في سياق تحديات إضافية خلال هذه الفترة الحساسة.
آلاف الفرنسيون بصفوف الجيش الإسرائيلي بغزة
وفي تناقض يفضح الموقف الفرنسي النظري من تلك التصريحات النظرية مع حقوق الشعب الفلسطيني، كشف النائب الفرنسي توماس بورتس عن مشاركة أكثر من 4 آلاف جندي فرنسي في ارتكاب جراسم حرب، وعمليات إبادة، وجرائم ضد الإنسانية في غزة من خلال مشاركتهم مع جيش العدوان الإسرائيلي منذ اليوم الأول للحرب على غزة في الشابع من أكتوبر الماضي، حيث توافدت كتائب الجيش الفرنسي وشوهدت طوابير أفرادها في المطارات الفرنسية والإسرائيلية مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، وتفاخر الجنود الفرنسيين بتصوير ضحاياهم من الأطفال والعجائز وهم أشلاء.
وكان النائب البرلماني الفرنسي توماس بورتس، قد أكد عبر موقع "إكس" أن 4185 جندياً من الجنسية الفرنسية يشاركون في القتال حالياً في الجيش الإسرائيلي، وهي أكبر فرقة بعد الولايات المتحدة.
وأبدى استياءه من مشاركة الجنود الفرنسيين في ظل الاتهامات بارتكاب جرائم حرب من قبل الجيش الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية، معتبراً ذلك غير مقبول.