أسرار جديدة عن زلزال 7 أكتوبر .. طوفان الأقصى لازال مستمرا

الموجز

لازالت عملية طوفان الأقصى تبوح بكثير من أسرارها حيث جاء في تقرير استخباراتى رفيع المستوى للمخابرات المركزية الأمريكية ، أنه "بعد عبور 10 مقاتلين من كتائب القسام إلى إسرائيل يوم 7 أكتوبر اتجهوا شرقاً على متن 5 دراجات نارية، وللحظة بدا أنهم غير متأكدين من المكان الذي سيتوجهون إليه، ولكن أحدهم أخرج خريطة للمجمع الاستخباراتي العسكري، وبعد وصولهم إليه وجدوا باباً مفتوحاً للمبنى المحصن، وساروا تجاه غرفة مليئة بأجهزة الكمبيوتر في المركز، وكان هناك جنديان يحتميان تحت سرير في الغرفة تم استهدافهما".

وأشارت التقارير إلى أن "مشاهد الفيديو كشفت تفاصيل لكيفية تمكّن مقاتلي الحركة من مفاجأة أحد أقوى جيوش الشرق الأوسط، من خلال التخطيط الدقيق والمعرفة غير العادية بأسرار إسرائيل ونقاط ضعفها، ما مكّن حماس من اجتياح جبهتها مع غزة بعد وقت قصير من طلوع الفجر وهو الأمر الذي صدم الإسرائيليين بشدة".

وذكرت التقارير أن مقاتلي حماس استخدموا الطائرات بدون طيار لتدمير أبراج المراقبة والاتصالات الرئيسية على طول الحدود مع غزة، ما أدّى إلى فرض نقاط عمياء واسعة على الجيش الإسرائيلي.

ونقلت التقاريرعن مسؤولين إسرائيليين، لم تكشف عن هويتهم، أن "حركة حماس فتحت فجوات في الحواجز الحدودية باستخدام المتفجرات والجرارات، ما سمح لـ200 مقاتل بالدخول في الموجة الأولى، ثم 1800 آخرين في وقت لاحق من ذلك اليوم".

وقال المسؤولون: "بعد اقتحام إسرائيل، اجتاحوا ما لا يقل عن 8 قواعد عسكرية، وشنوا هجمات في أكثر من 15 قرية ومدينة على متن دراجات نارية وشاحنات صغيرة".

وأوضحت الوثائق ومقاطع الفيديو أن الهجوم كان مُنسقاً، إذ جرى تكليف فرق من المقاتلين للقيام بأهداف محددة، فمع اجتياح بعضهم للقواعد العسكرية، اندفع البعض الآخر نحو المناطق السكنية، ولفتت الصحيفة إلى أن مقاتلي حماس اجتاحوا معظم القواعد الحدودية الإسرائيلية، إن لم يكن كلها، الموجودة على طول الحدود.

وأظهرت لقطات من الكاميرات المثبتة على رؤوس عناصر حماس، بما في ذلك فيديو الهجوم على مركز الاستخبارات، هؤلاء المقاتلين الذين كانوا من لواء النخبة المدرب تدريباً عالياً، وهم يقتحمون الحواجز في قواعد عدّة في ضوء الصباح الباكر، وكانوا يعرفون بالتحديد أماكن خوادم الاتصالات في العديد من هذه القواعد، وقاموا بتدميرها.

ومع تعطل الكثير من أنظمة الاتصالات والمراقبة، لم يتمكن الإسرائيليون من معرفة خبر قدوم قوات الكوماندوز، كما أنهم وجدوا صعوبة في طلب المساعدة والرد، وفي كثير من الحالات، لم يتمكنوا من حماية أنفسهم.

وأظهرت وثيقة تخطيط تابعة لحماس، عُثّر عليها مستجيبو الطوارئ الإسرائيليين في إحدى القرى، أن الحركة عينت عناصر لمهمة اقتحام "الكيبوتس" (مستوطنة زراعية وعسكرية) من زوايا محددة، بعد تقدير عدد القوات الإسرائيلية المتمركزة في المواقع القريبة منها، والمركبات التي كانت تحت تصرفهم، والمدة التي ستستغرقها قوات الإغاثة للوصول إليهم.

موعد التخطيط للهجوم

ومن جانبها نشرت "نيويورك تايمز" إن الوثيقة مؤرخة في أكتوبر 2022، ما يشير إلى أن التخطيط للهجوم بدأ العمل عليه منذ عام.

ووفقاً لما نقلته الصحيفة عن 4 ضباط ومسؤولين كبار إسرائيليين، فقد تمركز مهاجمون آخرون في مكان آخر على تقاطعات طرق رئيسية لنصب كمين للتعزيزات الإسرائيلية.

وكان لدى بعض الوحدات تعليمات محددة باحتجاز إسرائيليين لاستخدامهم كورقة مساومة في عمليات تبادل الأسرى المستقبلية مع إسرائيل، إذ جاء في الوثيقة: "خذوا الجنود والمدنيين كسجناء ورهائن للتفاوض بهم"، حسب ما جاء في الصحيفة.

وأشارت "نيويورك تايمز" في تقريرها إلى أن سرعة ودقة وحجم هجوم حماس أدّى إلى ترك الجيش الإسرائيلي في حالة من الفوضى، كما ترك المدنيين لعدّة ساعات بعد ذلك للتعامل مع الوضع بأنفسهم.

وقالت الصحيفة إن مركز الاستخبارات هذا الذي يقع بالقرب من غزة كان من أوائل الأماكن التي استعادتها إسرائيل، إذ وصل الجنود وقوات الاحتياط من وحدات مختلفة إلى القاعدة من اتجاهات مختلفة، في وقت متأخر من الصباح، وتغلبوا على المقاتلين العشرة الذين صوروا هجومهم بالفيديو.

ووفقاً للضابط الإسرائيلي الكبير، "ففي أجزاء أخرى من جنوب إسرائيل، وصلت التعزيزات الأولى من وحدة كوماندوز إسرائيلية بطائرات هليكوبتر، وتبعتها وحدات عمليات خاصة أخرى، بما في ذلك قوات البحرية الإسرائيلية ووحدة استطلاع مدربة على العمل في عُمق الخطوط، وليس على الأراضي الإسرائيلية".

تم نسخ الرابط