أسوة بسكان الضفة الغربية.. أهل غزة يطالبون بعودة حكم السلطة الفلسطينية للقطاع
حالة من السخط العام يعيشها سكان قطاع غزة تجاه وجود حركة حماس في القطاع بعد ما تسببت فيه الحركة من حرب مستمرة دون توقف على غزة، وهي الحرب التي اندلعت عقب تنفيذ قيادات حماس لمعركة طوفان الأقصى ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضى.
ووفقاً لأحدث الإحصائيات.. أعلنت وزارةُ الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس "الأربعاء"، ارتفاعَ عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية المستمرّة منذ 7 أكتوبر على غزة، إلى "21" ألفًا و"110" أشخاص.
وأوضحت الوزارةُ في بيانٍ أنّ غارات الاحتلال الإسرائيلي والقصف المدفعي أصابا "55" ألفًا و"243" آخرين.
وأشارت إلى أن "195" شخصًا لقوا حتفَهم، وأصيب "325" خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
وكان المكتب الإعلامي لحكومة غزة، قد أفاد أمس بأن أكثر من 7 آلاف شخص لا يزالون مفقودين تحت الأنقاض، فيما تجاوز عدد النازحين الذين خرجوا من منازلهم "1.8" مليون.
وقبل إندلاع الحرب عاش سكان القطاع معاناة كبيرة مع حكم حركة حماس بسبب الأحوال المعيشية الصعبة وانتشار البطالة والتضييق الإسرائيلي وكشفت نتائج استطلاع أجراه مركز الباروميتر العربي قبل بدء حرب غزة أن سكان غزة لم تكن لديهم ثقة كبيرة في حكومتهم التي تقودها حماس.
وعندما طُلب منهم تحديد مدى الثقة التي لديهم في سلطات حماس، قال عدد كبير من المبحوثين (44%) إنهم لا يثقون في حماس على الإطلاق؛ وكانت عبارة “ليس هناك الكثير من الثقة” ثاني أكثر الإجابات شيوعًا بنسبة 23%. وأعرب 29% فقط من سكان غزة عن ثقتهم “بقدر كبير” أو “كثيرا جدًا” في حكومتهم.
علاوة على ذلك، قال 72% إن هناك قدرًا كبيرًا (34%) أو متوسطًا (38%) من الفساد في المؤسسات الحكومية، واعتقدت أقلية أن الحكومة تتخذ خطوات حقيقية لمعالجة المشكلة.
كما ظهرت المشاكل الاقتصادية العنيدة التي تعاني منها غزة بوضوح في نتائج الاستطلاع ووفقًا للبنك الدولي، ارتفع معدل الفقر في غزة من 39% في عام 2011 إلى 59% في عام 2021.
وجاءت الحرب كالقشة التي قصمت ظهر البعير وأصبح سكان غزة غير راضين تماماً عن استمرار حكم حماس للقطاع خاصة بعد استيلائها على المساعدات الإنسانية القادمة لسكان القطاع، وظهرت أصوات عالية بينهم تطالب بعودة السلطة الفلسطينية للحكم مساواة بأشقائهم في الضفة الغربية حيث لا وجود للحرب والقصف المتواصل.
يأتي ذلك في ظل الحديث عن مستقبل قطاع غزة فيما بعد إنتهاء الحرب، وتزايد المطالبات الدولية بعودة حكم السلطة الفلسطينية له ورفض وجود حماس ، بينما ترفض الحركة بشكل قاطع هذه المطالبات حتى المقترحات التي تقدم وعلى رأسها المقترح المصري بتشكيل حكومة وطنية تكون حماس ممثلة بها.
وأعلن رئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس، أمس الأربعاء عن ثلاثة شروط لتتولى السلطة الفلسطينية المسؤولية في قطاع غزة، معتبرًا في الوقت نفسه أن السلطة لم تغادر القطاع حتى تعود إليه.
ويُشار إلى أن حركة حماس قد فازت بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، وبعد انهيار حكومة الوحدة الوطنية في القطاع، سيطرت الحركة على غزة في العام التالي، في ظل خلافات لا تزال قائمة مع حركة فتح والتي يتزعمها عباس.
وقال عباس خلال لقاء تلفزيوني إن الشروط الثلاثة لتولي السلطة الفلسطينية حكم القطاع مرة أخري هي وقف القتال في القطاع وقفًا شاملًا، وفتح الأبواب للمساعدات الإنسانية، ومنع طرق هجرة الفلسطينيين بكافة أشكالها خارج وطنهم.
وتابع عباس أن هذه النقاط الثلاث طلبناها، فبعد خروج قوات الاحتلال من القطاع أشار عباس إلى أنهم جاهزون لتحمل مسؤولياتنا التي نتحملها الآن، ونكمل تحمل مسؤوليات السلطة الفلسطينية في كل من غزة والضفة والقدس كدولة فلسطينية واحدة.