دموع شرير السينما.. حكايات مأسوية في حياة حسن البارودى

حسن البارودي
حسن البارودي

يحتفل عشاق الفنان الراحل حسن البارودى، اليوم بذكرى ميلاده حيث ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1898، تميز بنبرة صوت مميزة تستطيع أن تميزها من بين ألف صوت.

فلا يستطيع أحد أن ينسي المشهد الشهير الذى قال فيه: "قناوى يابنى.. البس بدلة الفرح.. هاجوزك هنومة»، ومثل قمة النفاق في فيلم"الزوجة الثانية" مع الفنان شكري سرحان والفنانة سعاد حسنى عندما قال لزوجها المطحون فى العمل أبو العلا، محاولا إقناعه بتطليق زوجته ليتزوجها العمدة، قائلا :"ماتعصلجش ياابوالعلا، إنطاع ياابنى، ده احنا غلابة، والله لما ندن على مدنى ماحدش هيسمعنا،الأكابر بس اللى بيتسمع كلامهم.. بيأمروا واحنا اللى ننفذ..واطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم".

ترك البارودى فى الفن بصمة لا تنسي على الرغم من أنه لم ينال أدوار بطولة مطلقة أبدًا
ولد حسن البارودي فى القاهرة، وتفتحت مواهبه التمثيلية في فرق المسرح المدرسي في فترة ما قبل ثورة 1919 وبدأ حسن البارودي حياته الفنية.

في عام 1923 ألتحق بفرقة حافظ نجيب ثم فرقة رمسيس ثم فرقة فاطمة رشدي وظل يتنقل من فرقة إلي أخرى حتى شكل فرقة مسرحية مع الفنانة نجمة إبراهيم جال بها المحافظات ووصل حتى السودان واستقر بها لسنوات قبل أن يعود لمصر ليواصل مشواره الفني.

قدم الفنان حسن البارودي العديد من المسرحيات يذكر منها الجمهور تلك التي عرضت علي شاشات التلفزيون مثل "سكة السلامة" و"السبنسة" أما مشواره السينمائي فقد بدأه في عام 1934 بدوره في فيلم "ابن الشعب" ثم في عام 1941 قدم "عاصفة على الريف"، توالت بعد ذلك أدواره في الأربعينات مثل أدواره في أفلام "علي بابا والأربعين حرامي" و"بنت ذوات" و"أولاد الفقراء" و"العامل" و"كرسي الاعتراف"، و"الافكاتو مديحة" و"بلال مؤذن الرسول" و"حلاق بغداد" و"درب المهابيل" و"لحن الوفاء" و"إسماعيل ياسين في البوليس" و"الفتوه" و"باب الحديد" واستمر عطاء حسن البارودي في الستينيات ليقدم "زقاق المدق" و"أمير الدهاء" و"الطريق" إلي أن قدم في عام 1973 آخر أدواره في فيلم "العصفور" قبل أن توافيه المنية في عام 1974.

سجل للتليفزيون فى رمضان برنامج البنورة المسحورة 30 حلقة، وكان من أنجح البرامج، وفاز فى استطلاع لرأى المشاهدين كأفضل عمل تلفزيونى ، كما سجل للإذاعة ما يقرب من 540 حلقة من كتاب الأغانى لأبى الفرج الأصفهانى، وكان برنامج يومى يقوم فيه بدور الأصفهانى، وشارك فى هذا البرنامج كل ممثلى مصر.

فى نهاية الخمسينات جاء الممثل شارلتون هيستون ومعه المنتج يبحثون عن ممثل عربى بمواصفات خاصة للمشاركة فى فيلم الخرطوم، وشاهدوا عددا من الأفلام العربية ووقع اختيارهم على الفنان الكبير حسن البارودى وفوجئوا بأنه يتقن اللغة الإنجليزية ، ثم شارك البارودى وفى فيلمين آخرين هما فيلم «ثلاث قصص مصرية»، والفيلم الألمانى «روميل يغزو القاهرة".

قال عنه المخرج الأمريكى "جورج راتوف"إن صوته يساوى مليون جنيه "، وعندما سألوا أم كلثوم عن أكثر صوت يعجبها من الممثلين، قالت: حسن البارودى يغنى على المسرح بصوته وتعبيراته.

تزوج البارودي مرتين، الأولى من الفنانة رفيعة الشال وله منها ابنة، ثم تزوج مرة أخرى من خارج الوسط الفنى وأنجب ثلاثة أولاد.

قال نجل البارودي، في إحدي اللقاءات أن نهاية والده كانت عندما تسلم خطاب عام 1965 يفيد بإحالته إلى المعاش، ولكن ذلك لم يكن مرضي له، لأنه كان يرى نفسه مازال قادراً على العطاء رغم بلوغه سن المعاش، وحاول الفنان حسن البارودي العودة للعمل إلا أن أحداً لم يستجب لشكواه، فاعتكف في منزله وأصيب العمى، وعندما توفي صديقه المقرب حسين رياض، دخل في نوبة اكتئاب شديدة، وكان ذلك في أواخر أيام حياته.

تم نسخ الرابط