تعاون بين «روساتوم» و«نوريلسك نيكل» بشأن بناء محطات نووية منخفضة القدرة
وقعت شركة روساتوم الروسية، على اتفاقية نوايا وتعاون بشأن بناء محطات الطاقة النووية منخفضة القدرة لتزويد منطقة نوريلسك الصناعية بالطاقة من قبل مدير عام شركة روساتوم الحكومية "أليكسي ليخاتشوف" ومدير شركة التعدين والمعادن "نوريلسك نيكل" فلاديمير بوتانين.
تعاون بين «روساتوم» و«نوريلسك نيكل» بشأن بناء محطات نووية منخفضة القدرة
وأشارت الشركة إلى أن الاتفاقية الموقعة تنص على أن تقوم الشركات بدراسة الخيارات الممكنة، وتحديد الموقع ذي الأولوية لتشييد محطة الطاقة النووية منخفضة القدرة، وهيكلية المحطة والبنية التحتية اللازمة لبنائها وتشغيلها، وكذلك النظر في النموذج الأمثل لتنفيذ المشروع.
وينتمي نظام الطاقة في منطقة نوريلسك الصناعية إلى شركة الطاقة "نوريلسك-تايمير"، وهي جزء من مجموعة "نوريلسك نيكل"، ومع العلم أن نظام الطاقة هذا معزول جغرافياً وتكنولوجياً عن نظام الطاقة الموحد في روسيا، مما يفرض عليه متطلبات موثوقية على نحو يزيد عن المعايير النموذجية.
ومع الأخذ بعين الاعتبار الخطط التنموية الإستراتيجية، تدرس "نوريلسك نيكل" إمكانية بناء قدرات توليد جديدة، حيث يعتبر أحد الخيارات هو محطات الطاقة النووية منخفضة القدرة، وهنا لابد من التنويه إلى حقيقة أن شركة روساتوم الحكومية تتمتع بخبرة ناجحة في تشغيل محطات الطاقة الحرارية النووية العائمة ضمن نظام طاقة معزول مماثل، والحديث يدور عن مركز الطاقة "تشاون بيليبينو".
وفي السياق ذاته، علق فلاديمير بوتانين بهذا الشأن قائلاً: «تشهد منطقة نوريلسك الصناعية وشركة "نوريلسك نيكل" تطوراً ملحوظاً، وبالتالي نحن نرى أنه بعد عام 2030 سوف نحتاج إلى المزيد من الطاقة الكهربائية. وبالتالي قد يكون الحل بناء محطة للطاقة النووية، باعتبارها مصدر آمن للطاقة وبأقل قدر من التأثير على البيئة. وعليه فإن التعاون مع روساتوم سوف يسمح لشركة "نوريلسك نيكل" بالحصول على تقنيات الطاقة المتقدمة، وسوف يتيح المجال أمام الشركة الحكومية بتطوير استخدام محطات الطاقة النووية منخفضة القدرة في المناطق النائية في روسيا الاتحادية».
وبدوره أشار أليكسي ليخاتشوف قائلاً: «نحن نخطط ضمن إطار شراكتنا لدراسة احتياجات منطقة نوريلسك الصناعية واختيار المشروع الأكثر ملاءمة للتغذية الكهربائية، وكنموذج على ذلك يمكن اعتبار مشروع محطات الطاقة النووية منخفضة القدرة عالي التقنية القائم على أحدث مفاعل من نوع RITM-400،
إن مشاريعنا في مجال إنشاء محطات منخفضة القدرة تقترح مصدرًا موثوقًا للكهرباء مع تعريفة يمكن التنبؤ بتكلفتها على المدى الطويل للمستهلكين، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للطاقة النووية أن تساهم بشكل كبير في مكافحة مشكلة تغير المناخ بسبب عدم وجود انبعاث ثاني أكسيد الكربون أثناء عملية توليد الطاقة الكهربائية، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة للمناطق الشمالية من بلادنا، كل هذه المزايا تجعل من تقنيات محطات الطاقة النووية منخفضة القدرة مطلوبة لدى المستهلكين من الصناعيين الكبار، الذين يتعاملون بمسؤولية مع اختيار مصادر التغذية الكهربائية لمنشآت ومرافق الإنتاج الخاصة بهم ومناطق تواجدهم".
وتجدر الإشارة إلى أن شركة روساتوم تعمل بنشاط على تطوير مجموعة من المشاريع في مجال محطات الطاقة النووية التي تلبي احتياجات المناطق الشمالية النائية من روسيا من خلال التغذية الكهربائية اللامركزية.
وعلى وجه الخصوص يجري حاليًا تنفيذ مشروع لبناء محطة طاقة نووية منخفضة القدرة في ياقوتيا، حيث ستصبح هذه المنشأة قلب أحد أكبر مراكز الموارد المعدنية في روسيا وستوفر في المستقبل الطاقة الكهربائية للمؤسسات الصناعية، بما في ذلك حقل كيوتشوس وديبوتاتسكوي وتيرختياخ، بالإضافة إلى أنها ستلعب دورًا مهمًا في تطوير المنطقة، بحيث تصبح فيها الحياة مريحة.
ومشروع RITM-400 هو عبارة عن مفاعل نووي روسي يعمل بالماء المضغوط ضمن استطاعة محددة تتراوح من 80 إلى 90 ميغاوات، تم تطويره بواسطة شركة OKBM التي تحمل اسم أفريقانتوف، إذ يعد المشروع عبارة عن تطوير تراكمي لمفاعلات من نوع RITM-200 التي تعمل منذ عدة سنوات على أحدث كاسحات الجليد النووية للمشروع 22220 "أركتيكا" و"سيبيريا" و"أورال" وأثبتت كفاءتها وجدارتها بالنسبة لمؤشر الأمن والسلامة المطلقة في جميع مراحل دورة الحياة. وبالفعل قامت مؤسسات قسم هندسة الالات التابعة لشركة روساتوم الحكومية - حتى هذه اللحظة - بتصنيع وشحن تسعة مفاعلات من هذا النوع.
وتعد محطة الطاقة النووية العائمة هي محطة طاقة حرارية نووية عائمة تعتمد على مجموعة الطاقة العائمة "الأكاديميك لومونوسوف"، حيث تضم محطة الطاقة النووية العائمة مفاعلين من نوع "كاسحات الجليد" KLT-40S، وتم ربطها لأول مرة بالشبكة الكهربائية في شهر ديسمبر 2019، وتم تشغيلها تجاريًا في مايو 2020.
وتبلغ الاستطاعة الإجمالية لمحطة الطاقة النووية العائمة "الأكاديميك لومونوسوف"، التي يتم توفيرها لشبكة بيفيك الساحلية، دون استهلاك الطاقة الحرارية على الشاطئ، حوالي 76 ميجاوات، أما في حال إنتاج الطاقة الحرارية القصوى تبلغ الاستطاعة الإجمالية لمحطة الطاقة النووية العائمة حوالي 44 ميجاوات، حيث بلغ حجم توليد الكهرباء في المحطة النووية العائمة نهاية عام 2022 نحو 194 مليون كيلووات ساعة.