انعقاد المنتدى الدولي للطاقة النووية «ATOMEXPO-2022» بحضور 3 آلاف مشارك

انعقاد المنتدى الدولي
انعقاد المنتدى الدولي للطاقة النووية

انعقد في نوفمبر الحالي 2022 المنتدى الدولي للطاقة النووية «ATOMEXPO-2022» في دورته الـ12 في مركز «سيريوس» التعليمي بمدينة سوتشي جنوب روسيا.

وشارك في أعمال المنتدى أكثر من 3 آلاف شخص من المتخصصين والضيوف القادمين من أنحاء ورسيا و65 دولة قريبة وبعيدة وبينهم رجال أعمال ومسؤولون من الهيئات الحكومية والمنظمات الدولية.

حمل منتدى هذا العام شعار «الربيع النووي: خلق مستقبل مستدام»، حيث كانت آفاق تطور صناعة الطاقة النووية العالمية موضوعا رئيسيا لمناقشات الجلسة العامة في اليوم الأول من أعمال المنتدى، التي جاءت بحضور أليكسي ليكاتشيف، المدير العام لشركة روساتوم الحكومية الروسية للطاقة النووية؛ وبيتر سييارتو، وزير العلاقات الاقتصادية الخارجية والشؤون الخارجية في هنغاريا؛ ونَيْ زانيلا دوس سونتوس، المدير العام لشركة ENBPar البرازيلية؛ وفيكتور كارانكفيتش، وزير الطاقة في جمهورية بيلاروس؛ وألب أرسلان بيرقدار، نائب وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي؛ ووزير العلوم والتكنولوجيا في جمهورية بنغلاديش، يافش عثمان.

خلال الجلسة نظر المجتمعون في إمكانات وسيناريوهات تطور صناعة الطاقة النووية في ظل الأزمة التي يمر بها العالم حاليا بسبب ارتفاع حاد في أسعار الوقود الهيدروكربوني وحالة من وعدم استقرار الذي يشهدها والاضطرابات في سلاسل الإمداد وتعطيل السلاسل اللوجستية والتكنولوجية. وأجمع المشاركون في الجلسة على أنه في الظروف الراهنة يمكن للطاقة النووية السلمية أن تلعب دورا محوريا في حل الصعوبات الحالية التي تواجهها الدول وأن تصبح محركا لتنمية اقتصاداتها لعقود قادمة.

وكان موضوع إمكانات استخدام محطات الطاقة النووية منخفضة القدرة في صدارة الجلسة العامة التي جرت في اليوم الثاني من أعمال المنتدى بمشاركة كل من ميخائيل تشوداكوف، نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ وكيريل كوماروف، النائب الأول للمدير العام- مدير قسم التنمية والأعمال الدولية في شركة روساتوم؛ وتاون خان، وزير شؤون الكهربة في ميانمار؛ وتالايبك إبرايف وزير الطاقة في جمهورية قيرغيزستان؛ ورومان كوبين، حاكم إقليم تشوكوتكا الروسي المتمتع بالحكم الذاتي؛ وأشخاص آخرين. خلال الجلسة تم التأكيد على أنه في المستقبل المنظور ستشهد روسيا نشر محطات نووية أرضية منخفضة القدرة ذات الوحدات.

كما لفت ممثلو روساتوم إلى أن خطط الشركة بشأن المحطات النووية المنخفضة القدرة تشمل نشرها علا نطاق واسع في روسيا وعرضها على العملاء في خارجها، بما في ذلك للاستخدام في مناطق بعيدة عن شبكة الإمداد المركزية بالكهرباء والدول الجزرية والبلدان ذات الحاجة المحدودة للكهرباء والمنشآت الصناعية الكبيرة. وتمتلك روساتوم القدرات الضرورية لإطلاق الإنتاج التسلسلي لمثل هذه المحطات. ووفقا لكيريل كوماروف، فإن تكلفة الوقود لا تتجاوز 3-5 ٪ من إجمالي تكاليف إنتاج كيلو واط من الطاقة الكهربائية، ما يعني أن أشعار الكهرباء المولدة من الطاقة النووية قابلة التنبؤ على مدى عقود.

ناقش المشاركون في برنامج الأعمال الخاص بالمنتدى خيارات تمويل عملية التحول إلى الطاقة الخضراء، حيث أشاروا إلى أن مصادر الطاقة المتجددة تشهد تطورا سريعا وزيادة حصتها في مزيج الطاقة للدول في ظل الجهود الرامية إلى مكافحة تغير المناخ، كما تحدثوا عن مخاطر الركود الاقتصادي وسبل تجنب أزمة الطاقة.

وكانت مسألة تحويل وسائل النقل العمومي إلى العمل بالكهرباء موضوعا هاما آخر بين مواضيع المنتدى. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن روساتوم تبني حاليا في مدينة كالينينغراد (غرب روسيا) مصنعا ضخما لإنتاج بطاريات الليثيوم أيون لإطلاقه في منتصف عام 2025. ومن المخطط أن تزود 50 ألف سيارة كهربائية بأجهزة تخزين الكهرباء سنويا، وفي الوقت نفسه تسعى الشركة إلى بناء ثلاثة مصانع أخرى مماثلة بنفس الإنتاجية. أما منتجات المصنع الأول المزمع إنشاؤه فقد حجزها المستفيدون بشكل مسبق.

وفي المنتدى الذي استمرت أعماله خلال يومين، تم توقيع نحو 50 اتفاقية في مختلف المجالات، بما فيها اتفاقيات مع شركاء أجانب. على سبيل المثال، وقعت روساتوم وجمهورية بوروندي «خريطة طريق» حول التعاون فيما يتعلق بتقييم آفاق التوليد النووي في هذا البلد. ووُقّعت وثيقة مماثلة مع نيكاراغوا. كما تم توقيع مذكرة مع زيمبابوي في مجال تعليم وتدريب العاملين في صناعة الطاقة النووية في هذا البلد الإفريقي.

وتم توقيع حزمة من الاتفاقيات مع جمهورية بيلاروس، بما فيها اتفاقية حول توريد المعدات الطبية الروسية لعلاج السرطان. كما تخطط روساتوم للتعاون مع جمهورية أوزبكستان في مجال الطب، وتحديدا، في تطوير تقنيات إنتاج النويدات المشعة تلبية لاحتياجات الطب النووي. وأيضا تم توقيع اتفاقية حول إعداد كراسة الشروط والمواصفات الخاصة بإنشاء محطة للطاقة النووية منخفضة القدرة في جمهورية قيرغيزستان.

وأكد المدير العام لشركة روساتوم ألكسي ليخاتشوف، أن الدول الحديثة بـ«نادي منتجي الطاقة النووية» التي ترغب في المراهنة على مصادر منخفضة الكربون، ستعطي زخما جديدا قويا لتنمية صناعة الطاقة النووية خلال السنوات 20-30 القادمة.

تم نسخ الرابط