الجيل الجديد من الفتيات لديه من الوعي والإصرار والطموح ما يؤهله للتفوق في مختلف المجالات
اجمعت السيدات المشاركات في الجلسة الثانية من مؤتمر المديرات التنفيذيات Women CEO والتي جاءت تحت عنوان "القيادة التنفيذية للمرأة في القطاع الخاص نحو تنافسية عالمية" على أن الجيل الحالي من الفتيات والسيدات لديهن قدرات وتصميم على النجاح في العديد من المجالات بداية من التعليم مرورًا بمجالات العمل وحتى الوصول للمناصب القيادية في نواحي الحياة، واستعرضن جميعهن قصص نجاحهم للوصول إلى تلك المناصب القيادية التي يحتللنها، مؤكدات على أن السيدات ليس عليهن الاختيار بين الحياة العملية والشخصية لكن يمكنهن النجاح في الاثنين معًا.
قالت منال حسن الرئيس التنفيذي للاستدامة بشركة السويدي إلكتريك ونائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة السويدي إليكتريك، إن السيدات خلال الفترة الأخيرة بدأن في الحصول على الفرصة لكن مازالت هناك بعض الصعوبات في القوانين التي يجب التركيز عليها في قطاعات اقتصادية عريضة لتأهيل السيدات للعمل فيها. وأضافت أن البيانات العالمية تشير إلى أنه على الرغم من وصول السيدات الي مناصب قيادية وإنما مازالت رواتبهن أقل مقارنة بقرنائهن من الرجال في نفس الدرجات الوظيفية.
أشارت منال حسن أنها مع بداية عملها في الشركة في ٢٠٠٧ كان عدد الموظفات لا يتعدى ١٠% حاليا بلغت نسبة تمثيل السيدات ٢٧% بالإضافة إلى سيدتين في مجلس الإدارة وعدد كبير من السيدات في الإدارة العليا لشركة السويدي.
واتفقت معها عبير لهيطة، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة المصرية للنقل والخدمات التجارية "إيجيترانس" حيث قالت إن قطاعات مثل قطاع النقل مازال يعاني من فجوة كبيرة في تمثيل المرأة لاسيما في العالم العربي، مشيرة إلى أننا بدأنا نشهد تواجد أكبر للسيدات في تلك المجالات لكن مازالت هناك جهود مطلوبة لتشجيع الفتيات على العمل في تلك المجالات منها النقل على وجه الخصوص، وأضافت إن هناك عدد من السيدات تشارك في قيادات القطاع لكن مازالت النسب ضئيلة مؤكدة على أن رغبة السيدات في التواجد هي ما ستدعم انتشارهن بصورة أكبر.
ومن جانبها، أشارت باكينام كفافي، الرئيس التنفيذي لشركة طاقة عربية، إنها في بداية عملها لم تواجه صعوبات فيما يتعلق بالنوع وإنما كان الأمر يتعلق بكفاءتها في العمل مؤكدة على أننا بلغنا حاليا التمكين مشيرة إلى أن اي مرأة لا تريد العمل بمنطق أنها أقل من الحصول على منصب معين فإن هذا يرجع إلى نظرة المرأة نفسها.
أشارت إلى أن الحكومة بها تمثيل من السيدات بنسبة جيدة جدا وبالنسبة للأعمال فإن السيدات قد حصلن على التمكين بشكل كامل مؤكدة على ضرورة إعطاء الفرصة للسيدات من الجيل الأصغر لإظهار جهود الفريق وهو ما يعكس قدرتهن على بناء المشروعات جنبًا إلى جنب مع الرجال.
وأكدت شازيا سيد، المدير التنفيذي لشركة يونيليفر شمال إفريقيا والمشرق العربي والشام، على أن تمكين المرأة أصبح شيء لا يجب الوقوف عليه نظرا لأن العالم يحتاج إلى تعاون أكثر من جدل حول عمل وتمكين المرأة، وأضافت أن عدد السيدات في مجالس الادارة يجب أن يكون ٥٠% وليس عدد محدد مشيرة إلى ضرورة تغيير ثقافة النظر للمرأة مشيرة إلى أن الجيل الجديد ليس لديه مثل تلك التخوفات المتعلقة بالنوع أو الفرق في التنوع وإنما يركز فقط على قدرته على تحقيق النجاح سواء من الرجال أو السيدات لا سيما في عالم يواجه العديد من الصعوبات الاقتصادية والتضخم وغيرها.
من ناحيتها بيَنت عبير صالح، العضو المنتدب لشركة مصر للتأمين التكافلي "حياة"، أن الجيل الحالي من الفتيات أصبحن ذوات قدرة قوية جدا على الحصول على الوظائف مؤكدة على طموح وتصميم الفتيات من الجيل الجديد للعمل والنجاح
قالت إن الجيل الجديد لا يحتاج إلى تمكين وإنما الفتيات حاليا لديهن وعي حقيقي حول مستقبلهن وطموحهن ومساحات تعلمهن وحتى أكثر من الذكور والفتيات في أجيال سابقة بما يشير إلى قوتهن في مجالات التعلم والعمل.
وأشارت هدى منصور، مدير عام التحول الرقمي بشركة SAP جنوب أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، إن التمكين يبدأ من نشأة الفتاة حيث أن التربية تضع الفتيات في مكانة فارقة من البداية. وبيّنت إنها في بداية عملها كان هناك ٣٠% فارق في رواتب الرجال والسيدات في المملكة المتحدة وعند وصولها للقيادة العليا شهدت فروق كبيرة في الرواتب في مجال تكنولوجيا المعلومات بالعديد من الشركات مؤكدة على ضرورة سن القوانين التي تمنع التفضيل في التعيينات والرواتب بناء على النوع أو غيره من الاختلافات.
ولفتت إلى أن الفرص المتاحة للجيل القادم أفضل كثيرا من الجيل السابق حيث كانت هدى منصور هي المرأة الأولى التي تتولى هذا المنصب في مصر وربما في المنطقة وبالتالي كانت هناك الكثير من المتطلبات على عاتقها.
أشارت إلى أن السيدات متواجدات في شركات التكنولوجيا لكن المناصب العليا هي التي مازالت تواجه ندرة من السيدات، مشيرة إلى أنه يجب إعطاء الفرصة للسيدات للتقدم من خلال الدعم الفني والتقني للفتيات والتركيز على الشخصيات المتميزة من الفتيات والسيدات على وجه الخصوص.
وشهد مؤتمر CEO Women حضور عدد من القيادات الحكومية والقيادات النسائية التنفيذية الهامة، وقام بإلقاء الكلمات الافتتاحية كل من كلمة معالي الدكتور مصطفى مدبولي، دولة رئيس مجلس الوزراء المصري، وقامت بإلقاء الكلمة نيابة عن سيادته معالي الدكتورة مايا مرسى، رئيس المجلس القومي للمرأة، والدكتورة حنان نظير، مدير وحدة سياسات سوق العمل بوزارة التخطيط ومستشار الوزيرة للمجلس القومي للأجور نيابة عن معالي الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وسعادة الأستاذة إسراء منصور عسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بالمملكة العربية السعودية والسيدة كرستين عرب، ممثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر، والأستاذة الدكتورة فاديا كيوان، المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية والدكتورة أفنان بنت عبد الله الشعيبي، المديرة التنفيذية لمنظمة تنمية المرأة في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي رئيسة المجلس القومي للمرأة، بالإضافة إلى كلمة الشركة المنظمة للمؤتمر أون إير جروب والتي القتها الدكتورة منى مراد، أمين عام المؤتمر والمدير التنفيذي للشركة المنظمة، والدكتور محمد الشناوي القائم بأعمال رئيس جامعة الجلالة.
ويهدف مؤتمر CEO Women للاحتفاء بالنماذج الناجحة من السيدات والمديرات التنفيذيات اللواتي حققن نجاحات على المستوى المحلي والإقليمي، بالإضافة إلى تنمية وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين سيدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وتعزيز دور المرأة العربية في اتخاذ القرارات وإدارة المؤسسات الاقتصادية. وتعد المملكة العربية السعودية هي ضيفة الشرف للنسخة الأولى من المؤتمر لتسليط الضوء على الجهود المتواصلة والمثمرة التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية لتحقيق المساواة بين الجنسين في المجالات المتنوعة وذلك في إطار الخطوات الإصلاحية التي قامت بها المملكة لدعم المرأة وتمكينها في كافة المجالات المهمة في البلاد، وإشراكها في الحراك التنموي لبرامج «رؤية 2030».
وتتضمن فعاليات المؤتمر مجموعة من الجلسات النقاشية التي تتناول موضوعات عدة حول المرأة المصرية والعربية ودورها في مختلف المجالات وذلك في إطار الجهود الرامية لتمكين المرأة الاقتصادي في المنطقة العربية. ويشمل المؤتمر جلسات نقاشية تتناول فرص المرأة في قطاعات محددة كالقطاع المصرفي والمالي في جلسة بعنوان "تعزيز الفرص الاستثمارية في القطاعي المصرفي والمالي"، وجلسة "القيادة التنفيذية للمرأة في القطاع الخاص والعام نحو تنافسية عالمية". بالإضافة إلى جلسة نقاشية أخرى تتناول فرص التعليم للمرأة بعنوان "التعليم وبرامج التأهيل الإداري ومشروعات التنمية المستدامة" واستعراضًا لجهود قطاعات التحول الرقمي ومشاركة المرأة بها، ستناقش الجلسة الأخيرة "تعزيز الفرص في قطاع تكنولوجيا المعلومات ومستقبل التكنولوجيا المالية".