لعنة الكراسى الموسيقية.. مشكلات نقباء الموسيقيين من أم كلثوم وعبد الوهاب إلى أستقالة هانى شاكر
قدم النجم هاني شاكر استقالته من رئاسة نقابة المهن الموسيقية بشكل رسمي مكتوب وموقع بخط يده للنقابة وجاء نص الاستقالة كالتالي:
السادة أعضاء مجلس نقابة المهن الموسيقية والسادة اعضاء الجمعية العمومية المحترمين أرجو قبول استقالتي كنقيب للمهن الموسيقية وأنني قررت الانسحاب من موقعي هذا والعودة إلي صفوف زملائي الفنانين دون الخوض في تفاصيل كثيرة ومبررات لا تقبل المناقشة.
وطالب عدد كبير من نجوم الغناء والموسيقى الفنان هانى شاكر بالتراجع عن قرار استقالته من نقابة الموسيقيين، الذى جاء على خلفية مؤتمر النقابة الأخير والذى شهد اشتباكات وتراشق بالألفاظ بين الأعضاء، كان طرفاها سعيد أرتيست عازف الإيقاع ومغنى المهرجانات حسن شاكوش، إذ جاء الأخير للاعتذار عن التصريحات التي صدرت عنه فى حق عازفى الإيقاع.
ولم تكن هذه هي المشكلة الأولي التي تنهي مسيرة أحد نقباء الفن، فتوجد حكايات كثيرة أنهت المسيرة النقابية لموسيقين كبار، ومن خلال هذا التقرير نستعرض تاريخ نقباء الموسيقيين، والتى تم تدشينها عام 1942، وشهد تاريخها صراعات بين أكبر نجوم وأقطاب الغناء والتلحين في مصر.
كانت البداية مع كوكب الشرق أم كلثوم التي أسست النقابة في بداية الأربعينيات لهدف إنساني وهو مساعدة أعضاء النقابة والوقوف إلى جوار الحالات الحرجة وأصحاب المظالم، ولكنها فوجئت بأن الموسيقار محمد عبد الوهاب يعترض على أن يكون نقيب الموسيقيين المصريين امرأة.
ومثّل اعتراضه صدمة لكوكب الشرق خصوصا أن إليها يرجع الفضل في فكرة النقابة وتدشينها، ومع ذلك سمحت بأن يكون هناك انتخابات بينها وبينه وقامت بعمل حملة انتخابية في الدورة الأولى، وبعد انتخابات نزيهة وعادلة داخلية للموسيقيين فازت كوكب الشرق بالمنصب، ونجحت في هذا المكان وحققت مقاصده الإنسانية والاجتماعية والفنية مما دعم جبهتها ومحبيها، وعزز موقفها في الانتخابات السنوية للنقابة لدرجة أنها فازت بالمنصب 7 دورات كاملة منذ عام 1942 إلى عام 1952.
وتغيرت الأمور بعد ثورة 23 يوليو وكأن هناك انقلابا حدث على كوكب الشرق، إذ أطاحت بها الإذاعة المصرية في البداية باعتبارها محسوبة على النظام الملكي وغنت للملك فاروق، وبعدها أقصيت أم كلثوم رغما عنها من النقابة التي أنشأتها، ولم يدم الأمر طويلا خصوصا بعد لجوئها إلى الكاتب الكبير مصطفى أمين الذي تحدث مع الرئيس جمال عبد الناصر ودعم الرئيس موقف أم كلثوم، وبعد إنصاف الرئيس جمال عبد الناصر لها عادت أم كلثوم للإذاعة ولمنصب النقيب، ثم تحولت النقابة إلى نقابة مستقلة.
وتولى بعدها الموسيقار محمد عبد الوهاب منصب النقيب، في حين رفضت أم كلثوم الترشح مرة أخرى واكتفت بنشاطها النقابي وتاريخها السابق.
وفي عام 1958 تولى الملحن عبد الحميد عبد الرحمن، رئاسة النقابة وفي هذا العام حل الرئيس جمال عبدالناصر جميع النقابات، وقرر إعادة تشكيلها من جديد، بينما ظلت نقابة الموسيقيين في حكم التجميد حوالي 20 عاما.
وفي السبعينيات تمت إعادة العمل بها مرة أخرى، وشهدت صراعا جديدا بعيدا عن أم كلثوم وعبد الوهاب حيث تصارع على منصب النقيب الموسيقيان أحمد فؤاد حسن، وصلاح عزام، وتناوبا على منصب النقيب لعدة سنوات، وأعقبهما على كرسي النقيب الموسيقار حلمي أمين وشنت عليه الكثير من الحروب والاتهامات طوال توليه هذا المنصب.
المصير نفسه واجه النقيب الذي تلاه وهو الموسيقار الكبير الراحل حسن أبو السعود حيث واجه الكثير من الأزمات خلال توليه المنصب، لكنه صمد وواجه عقبات كثيرة واستقر لفترة طويلة في منصب النقيب حتى وافته المنية.
وواجه نقيب الموسيقيين الملحن منير الوسيمي حربا شرسة عندما تولى منصب النقيب في عام 2011 مع اندلاع ثورة 25 يناير حيث احتسبه الكثيرون مواليا لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وحل مجلس النقابة، وعين الفنان إيمان البحر درويش نقيبا للموسيقيين.
ولم يهنأ درويش كثيرا بالمنصب حيث سحبت النقابة الثقة منه بعد فترة، وتم انتخاب مصطفى كامل نقيبا للموسيقيين، واشتد الصراع بين درويش وكامل ووصل للاتهامات والعنف وساحات المحاكم حتى تم انتخاب الفنان هاني شاكر لمنصب النقيب وفاز به ليدخل هذه المرة بقدميه إلى الصراع الدائر والاتهامات مع منافسه مصطفى كامل حتى انتهى الصراع بالانتخابات واكتساح شاكر للنتيجة وتصدره المشهد بتولي منصب النقيب لفترة جديدة.