من أصل لبناني.. من هي ريما عبد الملك وزيرة الثقافة الفرنسية الجديدة؟
أعلنت رئيسة الحكومة الفرنسية المكلفة، إليزابيت بورن، تسمية ريما عبدالملك لتولي منصب وزيرة الثقافة الفرنسية، فمن هي؟
ريما عبد الملك، فرنسية لبنانية، ولدت في لبنان 1979، وانتقلت مع أهلها إلى مدينة ليون الفرنسية، وكانت في العاشرة من عمرها، وتخرجت من معهد العلوم السياسية عام 1999. ثم حازت على شهادة دراسات العليا في مجال التنمية والتعاون الدولي من جامعة بانتيون-سوربون في باريس.
وشغلت منصب مستشارة ثقافية لدى بلدية باريس ثم مستشارة لرئيس بلدية العاصمة في ذلك الوقت، برتراند ديلانو، وفى عام 2017، وعينت ملحقة ثقافية لدى السفارة الفرنسية في نيويورك.
وكانت المستشارة الثقافية لإيمانويل ماكرون، قبل أن تخلف روزلين باشيلو في وزارة الثقافة، بحسب محطة "بي.إف.إم" التلفزيونية الفرنسية.
وعلى الرغم من أن ريما، لا يعرفها الكثير، إلا أنها عملت في الظل لأكثر من عامين وعملت بشكل ملحوظ على إطلاق وتعزيز العمل الثقافي، إذ عملت مستشارة ثقافية للرئيس الفرنسي.
نقل موقع «مونت كارلو» أن عبدالملك، استطاعت «تنفيذ مشاريع مهمة على الصعيد الثقافي خلال تلك الفترة، رغم أنها غير معروفة على صعيد واسع لدى الرأي العام الفرنسي».
وأضاف الموقع أنها «ساهمت عام 2020 بتخفيف نقمة قطاع الثقافة جراء أزمة كورونا، من خلال اجتماع بين الفنانين وماكرون عبر الفيديو للاستماع إلى مطالبهم وهمومهم».
ووصفت صحيفة لوموند الفرنسية في تقرير سابق في يونيو 2020، ريما بأنها "أكثر مباشرة، والتزامًا".
وفي عام 2020، ظهرت ريما للمرة الأولى عبر اجتماع عن طريق الفيديو مع الفنانين، في محاولة لنزع فتيل غضب عالم الثقافة في خضم وباء (كوفيد-19).
وبعد العمل خلف الكواليس، وصلت ريما عبد الملك اليوم إلى رأس وزارة الثقافة الفرنسية.
وعرفت ريما بحبها للمسرح، وطورت شغفها لحبها للمسرح حتى بات مهنتها، إذ بدأت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين كمديرة برامج في Clowns Without Borders (من 2001 إلى 2006).
وبالرغم من أنها غير معروفة في عالم السياسة الفرنسية، إلا أنها لم تواجه معارضة كبيرة من قبل رجال ونساء الثقافة في فرنسا ولا حتى من قبل السياسيين. بالعكس فصدرت العديد من التصريحات الإيجابية بشأنها. كالذي أدلى به وزير الثقافة السابق والرئيس الحالي لمعهد العالم العربي جاك لانج الذي قال بخصوصها: "ريما شخصية ممتازة ولديها دراية معمقة ودقيقة بعالم الثقافة. تعيينها هو بمثابة رسالة واختبار في آن واحد".
أما جاسبير جانزير، الذي عمل معها في بلدية باريس قبل أن يصبح مستشارا لفرانسوا هولاند في مجال الاتصال، فأكد أن "ريما أهدت حياتها كلها للفن. فهي امرأة مثقفة وذكية وتملك حساسية ثقافية كبيرة وتحب بشكل غير مشروط الفنانين والمثقفين والكتاب والمترجمين".
وتعبيرًا عن هذا الحب، خصصت ريما عبد المالك زيارتها الميدانية الأولى إلى مهرجان كان السينمائي حيث التقت بالعديد من الفنانين والممثلين. فيما صرحت أن من بين الخطوات الأولى التي ستتخذها كوزيرة للثقافة، جلب فئات الشباب إلى القاعات "السوداء" وحثهم على مشاهدة الأفلام السينمائية.
هذا، وهنأ فريديريك هوكار وهو رئيس الفيدرالية الوطنية للمجتمعات المحلية من أجل الثقافة تعيين ريما عبد المالك وزيرة للثقافة وكتب في تغريدة على تويتر: "تحياتي الجمهورية والصادقة لريما عبد المالك. رهانات الثقافة كبيرة اليوم خاصة بعد سنتين من جائحة كوفيد-19. الفيدرالية ستكون شريكًا في الحوار الذي يجب أن يكون بناء وصارم". فهل ستنجح ابنة بلد الأرز في مواجهة التحديات الكثيرة على الرغم من قلة الإمكانيات المالية؟