حسابه عسير.. تعرف على المدح المذموم
يحرص بعض من الناس في تعاملاتهم على مدح الآخرين و الإطراء عليهم كنوع من المجاملة أو تحسين العلاقات وهو سلوك مقبول، ولكن عندما يزيد المدح والإطراء بشكل مبالغ فيه يتحول مع الوقت لنوع من النفاق والمجاملة الزائفة والتي نهى عنها الإسلام.
تناول دكتور سيد عبدالفتاح بلاط الأستاذ بجامعة الأزهر أثراً لوهب بن منبه" إذا سمعت الرّجل يمدحك بما ليس فيك! فلا تأمنه أن يذمّك بما ليس فيك "،وقد ورد فى سبب هذا الأثر أنه قال رجل لوهب بن منبه: إن فلانا شتمك، قال: أما وجد الشيطان رسولا غيرك وبينما هم كذلك جاء الشاتم فقام إليه وصافحة وتبسم فى وجهه وقال له هذا الأثر.
وذكر "بلاط" في حديثه ببرنامج ( مع الصحابة والتابعين ) عبر إذاعة القرآن الكريم، أن مدح الإنسان بما ليس فيه هو من المدح المذموم المنهى عنه لأنه قد يؤدى إلى الفتنة فيعتقد الممدوح أن له فضلاً على غيره وربما يتطرق الكبر والرياء إلى قلبه وربما يظن أنه فاق السابقين واللاحقين فاتكل على ذلك وترك العمل أو قصر فيه وربما حمله المدح على الظلم فعن أبى موسى قال سَمِعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلًا يُثْنِي علَى رَجُلٍ ويُطْرِيهِ في مَدْحِهِ، فَقالَ: أهْلَكْتُمْ - أوْ قَطَعْتُمْ - ظَهَرَ الرَّجُلِ.
وقال ابن بطال : حاصل النهي أن من أفرط في مدح آخر بما ليس فيه لم يأمن على الممدوح العجب لظنه أنه بتلك المنزلة ، فربما ضيع العمل والازدياد من الخير اتكالا على ما وصف به.
ولذلك تأول العلماء في الحديث الآخر "احثوا في وجوه المداحين التراب "أن المراد هنا من يمدح الناس في وجوههم بالباطل، وأوضح أن مدح الناس بما ليس فيهم نوع من الكذب المحرم ، وقال تعالى(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، والكذب علامة من علامات النفاق ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب".
وقال محمد بن ادريس الشافعى من نمّ لك نمّ بك, ومن نقل إليك نقل عنك, ومن إذا أرضيته فقال ماليس فيك, كذلك إذا أغضبته قال فيك ماليس فيك.
وفى نهاية حديثه أوضح د .بلاط عقاب من يقول فى الناس بما ليس فيهم فعن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما قال سمعت رسول الله يقول من قال في مؤمنٍ ما ليس فيه أسكنه اللهُ رَدْغَةَ الخَبالِ حتَّى يخرُجَ ممَّا قال.
وقال إن ردغة الخبال هى مكان فيه عصارة أهل النار من الدم والصديد.