شهوات الجنس والنفس.. كيف تنعم بمتاع الحياة الدنيا؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

وردت في كثير من آيات القرآن الكريم ذكر كلمة المتاع والتي اقترنت كثيراً بالحياة الدنيا، كما جاء في قول الله تعالي:﴿ فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الشورى: 36].

ومتاع الحياة له صور كثيرة ومتعددة وهو من ضمن نعم الله التي منحها لعباده. 

تحدث الدكتور عبد الصبور مرزوق مدير رابطة العالم الإسلامى سابقا رحمه الله فى حديث سابق عن معنى متاع الحياة الدنيا فى قوله تعالى"زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ "

وذكر"مرزوق" في حلقة أعادت إذاعتها شبكة القرآن الكريم في برنامج (حديث الصباح)، أن الآية تتحدث عن الدوافع الفطرية التى أودعها فينا الحق تبارك وتعالى لتكون الحافز لنا للاهتمام بالحياة من خلال التمتع بما فطر به من شهوات الجنس والنفس وبما يمتلك من أسباب السيطرة والتمكن فى هذه الدنيا.

وأوضح أن هذه الأية تحدد مصادر يتمنى كل إنسان أن يتوفر له منها أكبر نصيب وهى المصدر الأول هو الميل الفطرى من الرجال إلى النساء وهو ميل طبيعى ومشروع يتحقق من أجل استمرار الحياة بشرط تطبيق تعاليم الإسلام فيه بمعنى أن يكون الزواج سبيلاً للتعفف من جهة وإلى تكثير الوجود الإسلامى من جهة أخرى وهذا ما أوضحه حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام لما قال 'حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة'.

ومعنى هذا أن العلاقة بين الجنسين ليست غاية ولا ينبغى أن تكون كذلك ويجب اعتبارها وسيلة لحفظ النوع الذى هو وسيلة لغايات أخرى فى عمارة الكون وتحقيق المهمة المنوطة لهذه الأمة فى إقرار الحق والعدل والتمكين فى أرض الله وحين يضل الإنسان عن هذا الفهم تتدنى العلاقة بينهما من معناها الرفيع إلى مستوى الحس الغليظ الذى لا خيرفيه ويتحول الإنسان من عابد إلى مفتون وما بين الحالتين الفرق بين الإنسان والحيوان.

والدافع الثانى هو دافع حب البنين فهو مرغوب فيه اذا كنا نريد تنشئة جنود لهذه الأمة يرفعون رايتها ويمثلون مبادئها ويكونون نماذج لما تدعو إليه أخلاقيات هذا الدين على النحو الذى أشار إليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:"تَزَوَّجُوا الوَدُودَ الوَلودَ ، فإني مُكَاثِرٌ بكم الأمم يومَ القيامةِ ".

وأوضح أنه إذا تحول حب الأولاد إلى رغبة فى التفاخر والاعتزاز بالقبليات والعصبيات فهذا تحريف للفطرة وانتكاس لها .

والدافع الثالث هو امتلاك مصادر السيطرة والتمكن بالمال و التى سمتها الآية والقناطير القنطرة من الذهب

وأوضح أن هذا المصدر يجب أن يستخدم كما شرعه الله وفيما يسره الله لعباده ليكون لهم وللناس نعمة لا نقمة على النحو الذى حدده الحديث النبوى حين قسم الخيل أقسام ثلاثة حسب غاية استخدامها؛ صنف كلة خير اذا كان اقتنائه للجهاد فى سبيل الله، وصنف فيه الوزر إذا كان اقتنائها للخيلاء والإستعلاء وصنف فيه الستر اذا كان للمنفعة وقضاء الحاجة.

وفى نهاية حديثه قال إن الإسلام يضع بين أيدينا مفاتيح سعادتنا فى الدنيا ومفاتيح نجاتنا فى الآخرة.

تم نسخ الرابط