أبرزها الزوجية والمهنية.. كيف تتعامل مع الأسرار ؟

حفظ الأسرار
حفظ الأسرار

في حياة كل إنسان كثير من الأسرار والأمور الشخصية التي يحتفظ بها لنفسه ولا يرغب في الإفصاح عنها للأخرين ولكن أحياناً يسمح البعض بمشاركة هذه الأسرار مع الأشخاص المقربين جداً لهم لضمان الحفاظ عليها وعدم إفشائها، وفي بعض الأوقات يفاجئ البعض بقيام هؤلاء الناس بإفشاء تلك الأسرار مما قد يتسبب للبعض في كثيرمن المشكلات ، ولهذا سوف نستعرض في السطور التالية موقف الشريعة الإسلامية من حفظ الأسرار وحكم إفشائها.

قال الدكتور محمد عبد السلام خزيم، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة عين شمس، إن حفظ الأسرار من ركائز وأركان حماية الحياة الخاصة للإنسان، لافتًا الانتباه إلى أن الشريعة الإسلامية قد عنيت بحفظ الأسرار عناية كبيرة، وحرمت إفشاء الأسرار لما في ذلك من إضرار بحرمة الحياة الخاصة وكشف لخباياها.

وأوضح خزيم، في برنامج (الدين المعاملة) بإذاعة القرآن الكريم، أن من النصوص النبوية الدالة على حرمة إفشاء الأسرار، ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ: يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ" متفق عليه، وفي هذا الحديث النبوي الشريف تصريح بذم المجاهرين بعمل المعصية.

وأضاف أن الإنسان قد أمره الله بحفظ أسرار نفسه، وقد استدل جمهور الفقهاء بهذا الحديث على حرمة إفشاء الأسرار، كما استدلوا منه أيضًا على وجوب ستر المعاصي وعدم المجاهرة بها.

وتابع خزيم أن الشريعة الغراء أمرت بالحفاظ على الأسرار الزوجية، لكونها من أشد الأسرار الشخصية لأي إنسان، كما أن من الأسرار الواجب الحفاظ عليها أيضا الأسرار المهنية إذ لا يجب إفشاء الأسرار المهنية في غير الحالات التي تقتضيها الضرورة أو المصلحة العامة، لأن الإفراط أو التفريط فيما يتعلق بحق المهن يعد خيانة، إذ المهن أمانة، مستدلا بما ورد من السنة النبوية المطهرة، عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ فضرب بيده على منكبي ثم قال: يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزيٌ وندامة، إلا من أخذها بحقِّها، وأدى الذي عليه فيها"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة".

وأشار إلى أن هناك مهنا تتطلب طبيعتها عدم إفشاء أسرارها والحفاظ على سريتها كالطب والمحاماة والبريد وغيرها من المهن مما يتصل بأسرار الناس وخصوصياتهم التي تعد من الحياة الخاصة للناس، حيث يجب أن تحاط بالحماية والسرية حفاظا على حرمات الناس.

وقال خزيم أن الشريعة الإسلامية حافظت من خلال حفظ الأسرار على حرمة الحياة الخاصة للإنسان، ومن ثم ينبغي علينا الالتزام بما جاء فيها، مما يحقق السعادة والأمان المجتمعي.

تم نسخ الرابط