فى ذكرى ميلاده.. أحزان فى حياة نجم الكوميديا عادل خيرى
فنان كوميدي أسعد الملايين بأعماله المسرحية والفنية وكان يحلم بأن يكون خليفة نجيب الريحانى وكانت له احلام فنية وشخصية أنهاها مرض السكر، هو الفنان الكوميدي عادل خيري الذي ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1931، في حي روض الفرج بمدينة القاهرة وعاش هناك مع والده المؤلف المسرحي والسينمائي والشاعر العظيم بديع خيري، كان شغوفاً ومحباً للعلم ولذلك درس عادل خيري في كلية الحقوق وحصل على ليسانس ودبلوم الشريعة الإسلامية وكذلك دبلوم الاقتصاد السياسي.
أحب التمثيل منذ الدراسة الثانوية واشترك في فريق التمثيل بكلية الحقوق ثم احترف التمثيل مع فرقة نجيب الريحاني، قدم عدة مسرحيات من أشهرها مسرحية “إلا خمسة، بدأ ا الراحل مسيرته الفنية في عام 1955 عندما شارك في مسرحية “الستات لبعضيهم”، ثم شارك في فيلم “لقمة العيش” والذي تم عرضه في عام 1960 والذي ظهر فيه بشخصية رجل وهو فتحي وشخصية شقيقته أيضاً فتحية، تألق في الأدوار الكوميدية التي كانت تسند إليه، كان من أهم أعماله الفنية هي مسرحيته الشهيرة “إلا خمسة” والتي تم عرضها في عام 1963، وتعتبر هي آخر ما قدم في عالم الفن قبل أن ينتقل إلى رحمة الله تعالى في مارس عام 1963، وقدم معها أيضاً أول مسرحية له بعنوان “أحب حماتي” وذلك بمشاركة الفنان حسن فايق والفنان نجيب الريحاني، لمع في الكوميديا وتميز بخفة ظله وكان بينه وبين ماري منيب عدة إفيهات أضحكت الجمهور حتى الآن فقد أبدع في وقوفه على المسرح أمام ماري منيب وغيرها من الفنانين، فقدم معها أيضاً: “كان غيرك أشطر”، “كنت حليوة”، “ياما كان نفسي”، “30 يوم في السجن”، “استنى بختك”، “أوعى تعكر دمك” وغيرها فهو تألق كثيراً في العروض المسرحية التي قدم منها القليل لأنه رحل عن عالمنا وهو شاب في مقتبل العمر.
تزوج من السباحة والرياضية بطلة العالم في السباحة بإيطاليا وعابرة المانش أيضاً إيناس حقي ورزق منها بثلاث بنات هن عزة وعبلة وعطية، وقد قام بتأسيس مكتب للمحاماة مع زوجته.
كانت له عدة تصريحات منها عندما قالفى أحد اللقاءات مع الفنان وتحديداً في عام 1960 أي قبل وفاته بثلاث سنوات : “أنا أحمق وعندما اشتبك مع أي إنسان أفترض فيه أن يحتملني لأنني مريض سكر، وعندما أهدأ أعترف بأنني أخطأت واعتذر له، فالمرض لا يبرر الاعتداء على الناس”، وأضاف أنه كان يعمل في النهار بالمحكمة من الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشر ظهراً يترافع عن قضايا الناس، ثم يتجه إلى العمل في المسرح ليجري بروفات أعماله المسرحية، و صرح أيضاً عن أفضل الأدوار التي قدمها بالنسبة له فقال: “دور الدكتور في مسرحية “لزقة انجليزي” لأنني لا استغرق فيه أكثر من ثلاث دقائق فقط، وهو دور قصير جداً يكاد يكون كومبارس، لكنه يثير عاصفة من الضحك فهذا الدكتور يتم استدعائه على عجل لكي يعالج مريض في هذا البيت، وما يكاد يدخل البيت حتى يلاحظ أهل البيت أنه مريض وموهوم، وبدلاً من أن يعالج مريضهم فهو يشكو لهم من الأمراض التي يعانيها ويستمع إلى وصفاتهم البلدية ويكتبها لكي يعالج نفسه”.
الفنان عادل خيري الذي عرف بالكوميديا والمزاح طيلة فترة حياته الفنية، أصيب بمرض السكري الذي ورثه عن والده الفنان الكبير بديع خيري ثم أصابته الأدوية التي كان يتجرعها من أجل علاج السكر بمرض تليف الكبد، كان بيت الفنان بديع خيري ملئ بالمآسي والمتاعب وليس بيتاً سعيداً كما ظن الكثيرين.
عندما كان عمره 29 عام اشتد عليه المرض لدرجة أنه كان يقف على المسرح وأثناء الراحة بين الفصول يذهب ليأخذ الدواء والحقن ثم يعود إلى عمله مرة أخرى، ولكن عندما تمكن منه مرض تليف الكبد لم يذهب إلى العمل المسرحي مرة ثانية وكلف الفنان محمد عوض صديقه المقرب أن يقوم بأداء دوره في العروض المسرحية إلى أن يصبح في حال أفضل، وكان الفنان محمد عوض من القلائل في الوسط الفني الذين صادقهم عادل خيري.
أصبح عادل خيري مقيماً في المستشفى طيلة الوقت ولا يتحرك منها وتقول ابنته عطية في أحد اللقاءات: “بيت جدي بديع خيري لم يكن سعيداً، بل على العكس فقد كان البيت كئيباً جداً، جدي كان مريضاً بالسكر مما دفع الأطباء إلى بتر أصابع قدميه العشرة وعاش حياته على كرسي متحرك، وكانت جدتي وهي قريبة جدي مريضة أيضاً بالسكر وقد فقدت بصرها قبل أن تتوفى بثلاث سنوات ثم توفي والدي بعدها وهو في الثانية والثلاثين من عمره بعد أن قضى في عالم الفن 7 سنوات فقط”.
وأضافت عطية قائلة: “حكت لي والدتي أن والدي قبل وفاته قد شعر بالملل من البقاء طويلاً في المستشفى والابتعاد عن المسرح وعن جمهوره، فقرر الذهاب إلى المسرح وقدم العرض الذي كان يقدمه صديقه الفنان محمد عوض، وعندما توجه إلى خشبة المسرح انفجر الجمهور في التصفيق الحار لفترة طويلة مما جعله يبكي دون أن يشعر فقد تأثر بمشاعر الجمهور الذي كان سعيداً بعودته، ولكنه توفي بعد ذلك اليوم بعدة أيام وكأنه كان يرغب في أن يودع عمله وجمهوره قبل أن يتوفى