حكايات وأسرار لا تعرفها عن حامل البردعة الفنان زكى طليمات
رحل في مثل هذا اليوم من عام 1982، الفنان الكبير ورائد المسرح، زكي طليمات، الذي يعتبر من رواد المسرح وقدم العديد من الأدوار الفنية المختلفة وأبرزها دور الدوق آرثر في الفيلم الشهير “الناصر صلاح الدين الأيوبي” ومن لا يعرفه يتذكره من خلال هذا الدور فقد كان طيلة الفيلم يسعى لكسب قلب فرجينيا جميلة الجميلات، أسس المسرح المدرسي في عام 1937 وتم تعيينه في منصب أول مدير للمعهد العالي للتمثيل في عام 1944.
ولد زكي طليمات لأب سوري الجنسية وجده من أسرة عريقة من مدينة حمص ولكنه انتقل إلى القاهرة لكي يعمل بالتجارة، وكان هناك ميلاد الابن الفنان المتألق الذي نشأ وتربى في حي عابدين بالقاهرة وسط والده ووالدته المصرية التي تعود أصولها إلى الدولة الشركسية.
حصل طليمات على شهادة البكالوريا في المدرسة الخديوية الثانوية وبعد أن أنهى دراسته التحق بمعهد التربية ثم كان ضمن البعثة التي سافرت إلى فرنسا لدراسة التمثيل في المسرح الكوميدي فرانسيز والأوديون بالعاصمة باريس، ومن هناك حصل على دبلوم في الإلقاء والأداء وحصل أيضاً على شهادة في الإخراج، شغل بعد ذلك منصب مراقب المسرح المدرسي منذ بداية عام 1937 حتى عام 1952، أما المسرح القومي فقد تم تعيينه مديراً له في عام 1942 وحتى عام 1952، كما عمل مدير عام للمسرح المصري وعميداً لمعهد التمثيل، ثم مشرفاً فنياً على المسرح العربي بدولة الكويت، وفي تونس عمل مشرفاً فنياً على فرقة البلدية في عام 1954 وحتى عام 1957، تزوج زكي طليمات من روز اليوسف بعد انفصالها عن زوجها محمد عبد القدوس ورزقت منه بابنتهما آمال زكي طليمات، رحل عن عالمنا في يوم 22 ديسمبر عام 1982 عن عمر يناهز 88 عام.
الفنان المصري الراحل زكي طليمات الممثل والمخرج والمؤلف الذي قدم العديد والعديد من الأعمال الفنية المتنوعة، قدم عدة مسرحيات في فترة الثلاثينات ومنها مسرحية “أهل الكهف” والتي تم عرضها في عام 1935 وكان المخرج لها، ثم أخرج مسرحية “اللص” في عام 1949، وفي عام 1956 أخرج مسرحية “تاجر البندقية”، وتوالت أعماله الفنية المتميزة، ولم تكن بدايته في الحياة الفنية كممثل بل كان معاون بدار الأوبرا.
كان كاتباً مبدعاً فكتب الكثير من المقالات في المجلات العربية والجرائد ومن أهمها جريدة الهلال، المقتطف، الفكر العربي، الكويتية وغيرها، أبدع وتألق في ترجمة العديد من المسرحيات العالمية ومنها مسرحية “الجلف”، مسرحية “الوطن”، “المعركة” وغيرها، حصل على العديد من الجوائز ومن أهمها نيشان الافتخار من درجة كوماندور من الحكومة التونسية، كما حصل على جائزة الدولة التشجيعية من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية وذلك في عام 1950، قدم دور الدوق آرثر في فيلم “الناصر صلاح الدين الأيوبي” وهو من أبرز الشخصيات التي قدمها مع الفنان القدير أحمد مظهر ونادية لطفي وليلى فوزي وغيرهم، وظل يمتعنا بأعماله إلى أن رحل عن عالمنا في عام 1982.
أسس الفنان الراحل زكي طليمات جمعية الحمير والتي وجهت نشاطها لدعم الحركة المسرحية وانضم إليها كبار الأدباء والفنانون والمثقفون آنذاك وعلى رأسهم عباس محمود العقاد، طه حسين، السيد بدير، مصطفى حسين، توفيق الحكيم ونادية لطفي التي انضمت للجمعية بناءً على طلب زكي طليمات، وكان لها ألقاب يحصل كل شخص بها على لقب معين، فكان يحصل العضو الجديد على لقب جحش صغير أو حرحور ويتدرج في الألقاب حتى يصل إلى لقب حامل البردعة أي الحمار الكبير، والذي وصل إليه زكي طليمات.
وتحول نشاط الجمعية إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين وجمع التبرعات ورعاية المرضى ودعم المستشفيات، ورغم ذلك واجهت الجمعية كثير من العثرات ممن اعتبروا اسمها غير لائق ولكنهم استطاعوا أن يتجاوزا كل ذلك، وبفضل هذه الجمعية وأعضائها أعيد افتتاح معهد الفنون المسرحية من جديد، وقد ترأست نادية لطفي الجمعية حتى رحيلها في بداية عام 2020 والتي حكت عنها قبل رحيلها بعامين وطلبت من المحاور طالما سيتحدث عنها أن يقول لها “يا حضرة الحمارة”.
تم تأسيس محفل ماسوني سمي باسم “محفل الفنان” وضم مجموعة من كبار الفنانين وذلك في عام 1947، انضم إلى هذا المحفل الفنان الراحل يوسف وهبي الذي كان رئيساً للمحفل كما ضم أيضاً الفنان زكي طليمات، محسن سرحان، محمود المليجي، حسين رياض، كمال الشناوي، سراج منير، أنور وجدي وغيرهم وكانت أخبار هذا المحفل وما يحدث فيه تتسرب إلى الصحف، وقد ظن البعض أن هؤلاء الفنانين مؤمنين بالمبادئ الماسونية وأنهم تركوا ديانتهم ولكن هذه أحاديث خاطئة وكل ما في الأمر أن ذلك كان بسبب الحملة الفرنسية حتى أن الفنانين الذين أصبحوا أعضاءً لهذا المحفل قاموا بعمل مسرحية تحت عنوان “الماسونية”.
وقع الفنان المصري زكي طليمات في حب الفنانة امتثال فوزي لكنه لم يستطع الزواج منها بسبب أنها قتلت على يد أحد البلطجية، ثم وقع في حب الكاتبة العظيمة روز اليوسف وذلك بعد أن انفصلت عن زوجها الفنان محمد عبد القدوس، والتقى بها أول مرة عندما ذهب إليها مع أحد الكتاب المسرحيين ففتحت لهما الباب وفي يدها سكين وحبة بطاطس تقشرها، فقامت بسؤاله قائلة: “طب زكي فهمناها لكن إيه طليمات دي؟، بتعرف تقشر بطاطس؟” فقال لها: “لأ” فسألته: “طب بتعرف ترقص؟”، تعجب من أسئلتها وقال لها: “إيه علاقة كل ده بالمسرح والفن؟!” فقالت له: “لما تعرف العلاقة بينهم هتبقى ممثل بجد”، ومن هنا كان إعجابه بها الذي تحول إلى حب ثم تزوجها ورزق منها بابنته آمال.