بدون نفاق.. كيف تتقي شر السفهاء؟
تلقى برنامج (بريد الإسلام) بإذاعة القرآن الكريم، رسالة من مستمع يقول فيها : أعمل موظفاً بإحدى المؤسسات الهامة ورئيسي فى العمل بذئ اللسان ولكننى أتلطف معه اتقاء شره ووصفني أحد زملائي بأننى منافق فهل هذا صحيح ؟
وأجاب الدكتور صبرى عبد الرءوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، قائلا إن التعامل مع السفهاء يكون فى غير نفاق أو مجاملة اتقاء لشرهم كما فعل رسول الله فقد جاء فى صحيح مسلم عن السيدة عائشة( أنَّهُ اسْتَأْذَنَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ فَقالَ: ائْذَنُوا له، فَبِئْسَ ابنُ العَشِيرَةِ - أوْ بئْسَ أخُو العَشِيرَةِ - فَلَمَّا دَخَلَ ألَانَ له الكَلَامَ، فَقُلتُ له: يا رَسولَ اللَّهِ، قُلْتَ ما قُلْتَ، ثُمَّ ألَنْتَ له في القَوْلِ؟ فَقالَ: أيْ عَائِشَةُ، إنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ مَن تَرَكَهُ - أوْ ودَعَهُ النَّاسُ - اتِّقَاءَ فُحْشِهِ)
وذكر أن هذا الحديث النبوي له دلالة واضحة أن الإنسان إذا اطلع على حال إنسان ويخشى أن يغتر غيره بجميل ظاهره فيقع في محظور ما فعليه أن يطلعه على ما يعرفه من حاله حتى لا يقع فى حبائله ويكون القصد من هذا النصح والإرشاد يدل على مداراة السفهاء والذين يجاهرون بالمعصية اتقاء شرهم ما لم تؤد إلى المداهنة فى دين الله عز وجل.
وقال إنَّ المدَاراة: بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو كلاهما معًا، وهي مباحة وربما استحبت. والمداهنة: ترك الدين لصلاح الدنيا ،وذكر أن رسول الله قد بذل من دنياه حسن سيرته والرفق فى مكالمته ولذلك لم يمدح الرجل ولهذا نقول مداراة السفهاء ،ولذلك لا بد أن نحسن التعامل معهم فى غير نفاق أو مجاملة اتقاء شرهم كما فعل رسول الله.