أمرين لا تتركهما في التوكل على الله.. ما هما؟

التوكل على الله
التوكل على الله

يعتبر التوكل من أعظم العبادات التي أمر الله بها عباده المؤمنين، لقول الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) سورة الأنفال.

والتوكل على الله له ضوابط وشروط لكي يتحقق ويجلب لك خير الدنيا والآخرة يتلخصان في أمرين الثقة بالله والأخذ بالأسباب، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ؛ تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا» أخرجه الترمذي.

وقال الدكتور محمد سيد أحمد المسير الأستاذ بجامعة الأزهر سابقا - رحمه الله- في حديث سابق أعادت شبكة القرآن الكريم إذاعته إن التوكل على الله فى الحقيقة عمل قلبى قائم على حسن الثقة بالله مع الأخذ بالأسباب المأمور بها والاجتهاد فى تحصيله فالمسلم يباشر عمله بنشاط ثم يترك الأمور لله مؤمناً بالحكمة القرآنية "وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"

وذكر أن هناك أمر قرآنى ونهى يحددان سلوك المسلم فالأمر قوله تعالى ( خذوا حذركم) والنهى ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)

فعلينا أن نحتاط فى الأمر احتياطاً كاملاً بقدر ما منحنا الله من عقل وقبل ذلك وبعده نقول كل من عند الله وبهذا يعيش المسلم منشرح الصدر بعيد عن أمراض القلب والحيرة.

وأوضح"المسير" أن سيدنا رسول الله كان يعد للأمر عدته ويأخذ بالأسباب ويباشرها فكل غزواته قائمة على التخطيط المحكم الدقيق بل إن هناك دراسات للعسكرية الإسلامية تبرز مدى المقدرة الفائقة فى التخطيط الحربى لرسول الله حين اختفى مع أبى بكر ثلاثة أيام فى الغار أثناء الهجرة ووضع خطة محكمة فقد استخلف على فى فراشة ليوارى عنه المشركين واستأجر أبو بكر رجلاً يدلهما على الطريق وكان عبد الله بن أبو بكر يستطلع أخبار المشركين فى مكة ثم يأتيهما ليلاً فيخبرهما

ومعه عامر بن فهيرة بالغنم ليزيل أثار الأقدام وشاركت أسماء فى حمل الزاد.

وأضاف أن وصية رسول الله للأعرابى عندما أراد أن يهمل ناقته أعقلها وتوكل

وتحدث فى نهاية الحلقة عن مواقف عمر الرائدة عندما أراد الذهاب للشام وهو خليفة المسلمين فقبل أن يدخل دمشق بلغه أن بها طاعون فانقسم الناس فريقين قال بعضهم لاندخل على الوباء فنلقى بأيدينا إلى التهلكة وقالت طائفة بل ندخل ونتوكل ولا نفر من الموت فرجعوا إلى عمر وسألوه عن رأيه فقال نرجع ولا ندخل على الوباء فقال له المخالفون أتفر من قدر الله فقال عمر أفر من قدر الله إلى قدر الله هنا أخبرهم عبد الرحمن بن عوف حديثاً عن رسول الله يقول فيه : "إذا سَمِعْتُمْ بالطَّاعُونِ بأَرْضٍ فلا تَدْخُلُوها، وإذا وقَعَ بأَرْضٍ وأَنْتُمْ بها فلا تَخْرُجُوا مِنْها "

تم نسخ الرابط