رئيس وزراء لبنان يكشف تفاصيل المحادثة مع ولي العهد السعودي
كشف رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، السبت، تفاصيل الاتصال الهاتفي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال ميقاتي في تصريحات لصحيفة "النهار" اللبنانية إنه: "بمسعى وجهد من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي لا يدخر جهدا لدعم لبنان، جرى تواصل اليوم بينه وبين ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان وبيني فتح الباب أمام صفحة جديدة من العلاقات بين لبنان والمملكة".
وتابع: "نريدها علاقات لا يعتريها أي شوائب، كما كانت دائماً وتاريخياً. فنحن لا ننسى وقوف المملكة وسائر دول الخليج إلى جانب لبنان واللبنانيين في كل الأوقات، ونقدّر أيضاً إحتضانهم اللبنانيين بروح الأخوة".
وأضاف ميقاتي: "أكدت لولي عهد السعودية عزم لبنان على العمل لتعود العلاقات إلى سابق عهدها، وأن الحكومة ملتزمة بتنفيذ الإصلاحات الأساسية التي من شأنها أن تفتح الباب مجددا لدعم لبنان في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها على الصعد كافة".
وأوضح: "أجريت اتصالين هاتفيين مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ودولة رئيس مجلس النواب نبيه بري لوضعهما في صورة الاتصال مع الرئيس ماكرون والأمير محمد بن سلمان، فعبرا عن ارتياحهما وشددا على تمسكهما بأفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية والدول العربية الشقيقة كافة، لاسيما دول مجلس التعاون الخليجي".
كما دعا ميقاتي جميع الأطراف في لبنان إلى أن "تقدر دقة الأوضاع والظروف وعدم الإقدام على أي أمر أو التدخل في أي شأن يسيء إلى الأشقاء العرب ويلحق الضرر باللبنانيين.. وقد آن الأوان للالتزام مجدداً بسياسة النأي بالنفس وعدم اقحام أنفسنا ووطننا بما لا شأن لنا به".
فيما قالت وكالة الأنباء السعودية "واس" إنه خلال الاتصال، أبدى رئيس الوزراء اللبناني تقدير لبنان لما تقوم به المملكة العربية السعودية وفرنسا من جهود كبيرة للوقوف إلى جانب الشعب اللبناني والتزام الحكومة اللبنانية باتخاذ كل ما من شأنه تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون.
كما أكد ميقاتي رفض كل ما من شأنه الإساءة إلى أمن المملكة واستقرارها، حسب وكالة الأنباء السعودية "واس".
وحسب الوكالة السعودية "تم الاتفاق بين الدول الثلاث على العمل المشترك لدعم الإصلاحات الشاملة الضرورية في لبنان. كما تم التأكيد على حرص المملكة العربية السعودية وفرنسا على أمن لبنان واستقراره".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن أنه أجرى مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، في إطار مبادرة لحلحلة الأزمة بين الرياض وبيروت.
وقال الرئيس الفرنسي قبيل مغادرته السعودية في ختام جولة خليجية قصيرة، إن "السعودية ولبنان يريدان الانخراط بشكل كامل" من أجل "إعادة تواصل العلاقة" بين البلدين في أعقاب الخلاف الدبلوماسي الأخير.
وفي تصريحات لصحيفة "النهار" اللبنانية، قال ماكرون "في الوقت الحاضر السعودية أخذت في عين الاعتبار الأمرين: استقالة وزير الإعلام اللبناني بعد ما قاله من تصريحات وموقف، وتصريحات الرئيس ميقاتي القوية بالنسبة للسعودية، فأعتقد أن هذا اللقاء يمثّل إعادة التزام للسعودية في لبنان وعمل وثيق بين فرنسا والسعودية إزاء هذا البلد".
وأكد ماكرون أنه سيبذل كل الجهود لإعادة فتح المجالات الاقتصادية والتجارية مع لبنان وأنه سيعمل لمساعدة الشعب اللبناني فيما يخص الاحتياجات الطارئة إن كانت بالنسبة للطاقة أو الحاجات الإنسانية.
وأشار ماكرون إلى أنه سيتصل غداً بالرئيس اللبناني ميشال عون، قائلاً: "عن لبنان، الرسالة كانت واضحة بين السعودية وفرنسا وإننا توصلنا إليها معاً وقد أبلغناها معاً في اتصالنا للرئيس ميقاتي. والآن سنعمل معاً على تنفيذ هذا البرنامج معاً".