كارثة .. الإسكندرية ستغرق بحلول عام 2100
نظمت الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا ندوة مشتركة مع منظمة اليونسكو تحت رعاية الدكتور أحمد الجوهرى رئيس الجامعة بعنوان "تأثير التغيرات المناخية والزلازل علي التراث المعماري المصري المسجل ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي"
وعرض الدكتور سيد حميده أستاذ علوم التراث والتصميم المعماري بالجامعة المصرية اليابانية التقرير الاخير للبنك الدولي حول المخاطر والكوارث الطبيعية المرتبطة والناتجة عن التغيرات المناخية التي قد تتعرض لها مصر حاليا ومستقبلا وتناول من خلال عرضه اهم الكوارث والمخاطر الطبيعية التي شهدتها مصر منذ عام 1900 وحتي عام 2020 موضحاً انه لوحظ ارتفاع درجات الحرارة منذ عام 1900 حتي عام 2020 وذلك بمعدل 0.1 لكل عشرة سنوات وارتفاعها بمعدل 0.53 كل عشرة سنوات خلال الثلاثون عام الماضية كما لوحظ انخفاض معدلات الامطار بنسبة 22% خلال الثلاثون عام الماضية.
وأشار حميده إلى أن من أهم الكوارث الطبيعية التي شهدتها مصر منذ عام 1900 هي الزلازل والفيضانات بنوعيها السيول الناتجة عن الامطار الغزيرة وكذلك الفيضانات النيلية أيضا الفيروسات والامراض البكتيرية وكذلك الهبوط الارضي وتساقط الكتل الصخرية بالإضافة إلي العواصف الترابية والرعدية.
كما تناول موضوع المحاضرة ظاهرة التغيرات المناخية وأهم الكوارث الطبيعية الناتجة عنها وتأثيراتها المباشرة علي مواقع التراث العالمي بمصر وهي منطقة آثار أبومينا والقاهرة التاريخية ومدينة منف وأهراماتها وآثار النوبه من معبد أبوسمبل لمعبد فيله وكذلك منطقة آثار دير سانت كاترين وهي المواقع الستة المصرية المسجلة علي قائمة اليونسكو للتراث العالمي بالإضافة إلي موقع التراث الطبيعي وادي الحيتان بالفيوم.
كما تناولت المحاضرة أهم أحداث الفيضانات والسيول التي شهدتها مصر منذ عام 1957 حتي نوفمبر 2021 وأشار حميده إلى أإهم التغيرات في درجات الحرارة ومعدلات ارتفاعها خلال الثلاثون سنة الماضية وانخفاض معدلات الامطار أيضا بالرغم من ازدياد معدلات السيول والفيضانات علي المدن الساحلية وكذلك المناطق الجبلية في صعيد مصر.
وعرض حميده الوضع الراهن لمواقع التراث العالمي بمصر وكذلك تأثيرات السيول والفيضانات عليها خاصة سيول نوفمبر 1994 و2015 و 2020 و تاثيرها علي المواقع الاثرية في الاسكندرية ووادي النطرون وكذلك تاثير سيول نوفمبر 1994 علي مقابر وادي الملوك بالاقصر.
واستخدم حميده التحليل الرقمي باستخدام برامج بلاكسس وابكس ثري دي لدراسة تاثير السيول علي تلك المواقع الاثرية وكذلك وضع خطط وأساليب الحماية المناسبة لها وأكد من خلال الدراسة أن مدينة الاسكندرية معرضة للغرق في حال ارتفاع منسوب مياه البحر ثلاثة أمتار بحلول عام 2100 اذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع لأربع درجات.
و تطرق إلى أهم مشروعات الحماية للتراث المبني في مصر ومنها مشروع الحماية بالكتل الخرسانية لقلعة قايتباي بالأسكندرية بطول 700 متر وأيضا مشروع التخفيض لمنسوب المياة الأرضية بموقع كوم الشقافة بالأسكندرية وكذلك إنشاء أسوار وحوائط حول مقابر وادي الملوك بالاقصر لحمايتها من تاثيرات السيول المستقبلية كما أوصي حميدة في بحثه بزيادة ارتفاعها إلي 200 سم بدلا من 100سم.
وتناولت المحاضرت بعض التوصيات والحلول القائمة علي حلول الطبيعة لحماية تلك المنشآت التراثية الهامة.
وانتهي البحث ببعض الدراسات الرقمية لتحديد معامل الأمان لبعض الأعمدة الحاملة داخل بعض الآثار الجوفيه الهامة وكذلك تحديد مدي تأثير السيول والفيضانات علي المنشآت السطحية من خلال بعض النماذج الرياضية الحديثة
جدير بالذكر أن هذه الندوة تعتبر واحدة من سلسلة ندوات يقيمها مكتب اليونسكو بالقاهرة بالتعاون مع مركز الآداب و الثقافة بالجامعة المصرية اليابانية حول " التغيرات المناخية و الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية " منذ شهر مايو 2021.