إعلان 22 نوفمبر .. حينما حاول مرسي تحصين نفسه لكن السحر انقلب على الساحر
22 نوفمبر 2012 .. تمر اليوم ذكرى حدث من أهم الأحداث التى كانت بمثابة الشرارة التى أشعلت غضب المصريين بكامل طوائفهم وكانت سبباً من أسباب انطلاق ثورة 30 يونيه وقضت على حكم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.
ففي مثل هذا اليوم أصدر الرئيس الإخواني المخلوع محمد مرسي الإعلان الدستوري المكمل والذي جاء بالقرارات الكارثية التى وأدى إلي قيام الثورة ضده.
وتمثلت هذه القرارت في إعادة التحقيقات والمحاكمات للمتهمين في القضايا المتعلقة بقتل وإصابة المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير وجعل القرارات الرئاسية نهائية غير قابلة للطعن من أي جهة أخرى منذ توليه الرئاسة وحتى إقرار دستور جديد وانتخاب مجلس شعب جديد.
بالإضافة لذلك كان من ضمن القرارات تعيين النائب العام من بين أعضاء السلطة القضائية بقرار من رئيس الجمهورية لمدة أربع سنوات تبدأ من تاريخ شغل المنصب مما ترتب عليه إقالة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود واستبداله بالمستشارطلعت إبراهيم وتمديد فترة اللجنة التأسيسية بفترة سماح شهرين لإنهاء كتابة دستورا جديدا للبلاد وتحصين مجلس الشورى واللجنة التأسيسية بحيث لا يمكن حل أيا منهما كما حدث لمجلس الشعب الذى تم حل بحكم من المحكمة الدستورية.
وصدر هذا الإعلان في ظل أجواء مشحونة سياسياً منها القضاء ببراءة جميع رموز نظام مبارك وضباط الداخلية المتهمون بجرائم قتل متظاهرين في ثورة الخامس والعشرين من يناير
ومحاولة مرسي تنحية النائب العام عبد المجيد محمود عن منصبه عن طريق تقديم وظيفة سفير في الفاتيكان له وكان قد وافق في باديء الأمر ولكنه بعد ذلك رفض الأمر وحدثت على إثر هذا الموضوع بلبلة أدت إلى اتهام الرئيس المصري بالضعف وعدم القدرة على اتخاذ القرارات.
بالإضافة إلى حادث تصادم قطاري الفيوم وحادث قطار أسيوط الذي قتل فيه حوالي 47 تلميذا وأدى إلى انقلاب الرأي العام ضد حكم الإخوان ووصف مرسي بالضعيف في مواجهة الفساد المستشري في أجهزة الدولة .
وتعرض المتظاهرين في ذكرى أحداث محمد محمود إلى البلطجة والإرهاب في نفس مكان حدوث مجزرة 2011 حيث ألقى مجهولون قذائف مولوتوف عليهم من على أسطح المباني المجاورة وذلك قبل صدور الإعلان بأيام.
وقد أدى هذا الإعلان إلى حالة من الغضب بين صفوف القوى السياسية المعارضة حيث اجتمعت في مقر حزب الوفد رافضة هذا الإعلان واستقال سمير مرقص مساعد الرئيس والعديد من مستشاري الرئيس المستقلين منهم سكينة فؤاد وسيف الدين عبد الفتاح وعمرو الليثي وفاروق جويدة ومحمد عصمت سيف الدولة من مؤسسة الرئاسة احتجاجا على صدور الإعلان الدستوري ولعدم الاستماع إليهم وتجاهلهم.
بينما أعلن المفكر القبطي الدكتور رفيق حبيب مستشار الرئيس ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة الإخواني انسحابه من العمل السياسي بما في ذلك أي دور في مؤسسة الرئاسة أو الحزب.
واعتبر المجلس الأعلى للقضاء في مصر أن الإعلان الدستوري الذي أصدره محمد مرسي يتضمن "اعتداء غير مسبوق" على استقلال القضاء وأحكامه وأن المجلس هو المعني بكافة شؤون القضاء والقضاة مبديا "اسفه" لصدور هذا الإعلان.
وأصدر المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية بيانًا أكد فيه رفضه للإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي وإعتبره متعارض مع كل المبادئ السياسية ويدفع في اتجاه الشقاق بين أبناء الوطن والذي بدت ملامحه في الأفق (على حد تعبيره).
كما أصدر اتحاد كتاب مصر بيانا أعلن فيه رفض الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي والذي أثار حركة احتجاجية واسعة في مصر وأشار البيان إلى "رفع دعوى قضائية ضد الرئيس بشأن هذا الإعلان".
وأبدت عدة دول ومنظمات أجنبية قلقها منها الولايات المتحدة الامريكية كما أعلنت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في جنيف إن بعض مواد الإعلان الدستورى الذي أصدره الرئيس محمد مرسى تتعارض مع العهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وتتنافى مع الوصول إلى العدالة والإنصاف واستقلال السلطة القضائية.
بينما كانت القوى المؤيدة للإعلان متمثلة في حزب النور السلفي وحازم صلاح أبو إسماعيل وأنصاره من السلفيين وحركة قضاة من أجل مصر الإخوانية التى أصدرت بياناً أعلنت فيه تأييدها لقرارات رئيس الجمهورية.
وتجمع مؤيدو القرار أمام قصر الاتحادية حيث ألقى مرسي خطابا وتجمع المتظاهرون المعارضون للقرار في ميدان التحرير وفي عدة محافظات خرجت مظاهرات مؤيدة ومعارضة إلى جاءت ثورة 30 يونيو وإعلان 3 يونيو.
ومن تبعات الإعلان الدستوري الخسائر الفادحة التى تلقتها البورصة المصرية وتقدر بنحو 37 مليار جنيه (6.1 مليار دولار) من رأسمالها السوقي والتي تعتبر ثالث أكبر خسائر يومية منذ ثورة 25 يناير واختفت طلبات الشراء على كثير من الأسهم المصرية وشهدت السوق عمليات بيع قوية من المستثمرين الراغبين في الفرار بما تبقى من أموالهم والتخلص من الأسهم.
كما حرق مجهولون عدة مقرات للإخوان ولحزب الحرية والعدالة بعدة محافظات وسقط قتيلين ومئات الجرحي جراء المظاهرات التي انطلقت رافضه ومؤيدة للإعلان.