ارتبط بشقيقة زوجته بعد وفاتها وخرجت جنازته من المسرح.. اصيب بالاكتئاب بعد وفاة زوجته ونجله..حكايات حزينة من حياة عبد المنعم إبراهيم

عبد المنعم
عبد المنعم

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكوميدي عبد المنعم ابراهيم الذي رسم البهجة على شفاة مشاهديه، حيث رحل في مثل هذا اليوم من عام 1987، أحزانه ومعاناته فى حياته الحقيقة، لم تحرمه من اسعاد جمهور الفنان الذي نجح في تقديم شخصية نسائية، يخفي وراء إبتسامته وضحكاته آلاماً عاشها في حياته، فالكوميديا التي قدمها على الشاشة كان وراءها حياة مليئة بالدراما والتراجيديا، ومن خلال هذا التقرير نستعرض أبرز المعلومات عن حياته.

ولد عبد المنعم ابراهيم ​محمد حسن​ الدغبشي فى 24 كتوبر عام 1924، بمدينة بني سويف، بسبب ظروف عمل والده، ولكن جذوره تعود لبلدة ميت حلاوة بمحافظة الغربية، وقد عاش في بني سويف ثلاث سنوات، قبل أن ينتقل مع أسرته للعيش في القاهرة.

حصل على دبلوم الثانوية الصناعية في بولاق وبعدها تعرف على الفنان ​عبد المنعم مدبولي​ وعدلي كاسب، وقدموا أعمالاً مسرحية على مسرح الأزبكية في عام 1942، ولكنه بعد تخرجه عمل في وزارة المالية ووقتها التحق بالدفعة الثانية بالمعهد العالي للفنون المسرحية والذي حصل منه على البكالوريوس في عام 1949، وقد قرر أن يستقيل من وظيفته الحكومية من أجل التفرغ للفن.

تتلمذ عبد المنعم إبراهيم على يد زكي طليمات، الذي قرر ضمه إلى فرقة المسرح الحديث وشارك في العديد من المسرحيات مثل "مسمار جحا" و"ست البنات"، وفي عام 1955 ترك الفرقة لينضم إلى فرقة ​إسماعيل ياسين​ بعدها بعام.

على الرغم من أن عبد المنعم إبراهيم حقق نجاحاً كبيراً في العديد من الأدوار التي قدمها، لكنه لم يحصل على البطولة سوى في عملين فقط، هما فيلم "طاقية الإخفاء" وهو الاشهر في مشواره وفيلم "أيامي السعيدة"، بينما حصل على فيلم "سكر هانم" بعد أن كان مرشحاً له إسماعيل ياسين، وقيل بأنه كانت هناك أوامر بأن لا يجسد إسماعيل ياسين شخصية امرأة مجددا بعد الآنسة حنفي، وقيل أيضا بأنه كان هناك خلاف على ترتيب التتر خاصة وأن الفيلم بطولة ​كمال الشناوي​، ليوافق على الأمر عبد المنعم ابراهيم.

تنوعت أعماله بين الكوميدي والتراجيدي وقدم شخصية المجنون في فيلم بين "السما والأرض"، وهو أشهر من تقمص شخصية المرأة في "فيلم "سكر هانم" وقلد ​هند رستم​ في فيلم "شائعة حب".

ومن أعماله أيضاً في السينما، "العمر واحد وامريكاني من طنطا و​شريك حياتي​ وحكم الزمان وقرية العشاق ووداع في الفجر وشياطين الجو وعشاق الليل ولن أبكي أبدا وإسماعيل ياسين في الاسطول وفتى أحلامي وغرام المليونير والهاربة وتوبة وكهرمان وإسماعيل ياسين في مستشفى المجانين وأحبك يا حسن وغلطة حبيبي ومع الأيام وشارع الحب وهذا هو الحب وحب من نار ولن أعود وعمالقة البحار وعاشت للحب وغراميات امرأة وبهية وسامحني والسفيرة عزيزة وحياة وأمل والأزواج والصيف والحب كده وأجازة نصف السنة وملك البترول والزوجة 13 وبين القصرين وآه من حواء والحقيقة العارية وعروس النيل وحياة عازب ولو كنت رجلا والعزاب الثلاثة والمراهقان والمدير الفني والحياة حلوة والقاهرة 30 وغرام في الكرنك والعيب والقبلة الأخيرة والمراية وحبي الأول والأخير وجفت الدموع والمطلقات وابنتي والذئب".

واستمر عبد المنعم إبراهيم في تقديم الأفلام حتى الثمانينيات، ومنها "الثعابين وبيت الكوامل وعودة مواطن والهانم "بالنيابة عن مين وسفاح كرموز والكماشة وسكة سفر"، وآخر فيلم قدمه كان "لا وقت للخداع"، والذي عرض بعد وفاته وبالتحديد في عام 1992.

وفي الدراما التلفزيونية قدم "لا إله إلا الله" و"أولاد آدم"، وشارك في الجزء الثاني لمسلسل "الشهد والدموع والبركان وحتى لا يختنق الحب وميراث الغضب ومحمد رسول الله وزينب والعرش والشوارع الخلفية وهي والمستحيل والحب والسنين والذين يحترقون".

كان عبد المنعم إبراهيم يجيد النطق باللغة العربية الفصحى، وقد إستغل المخرجون الامر فظهر بشخصية الشيخ الأزهري الذي يتحدث العربية الفصحى بخفة ظل، فقدم هذه الشخصية في أعمال مثل "إسماعيل يس في الاسطول والسفيرة عزيزة وغصن الزيتون والمراية"، ومسرحيات مثل "معروف الإسكافي".

توفيت والدة عبد المنعم إبراهيم قبل الإمتحان الأخير، وهو أول الأحزان التي مر بها في حياته، وبعدها بسنوات رحل والده اثناء مشاركته في مسرحية "عيلة الدوغري"، وبعد أن دفن ظهر عبد المنعم إبراهيم على المسرح، وتحمل بعدها مسؤولية أخوته الستة، وأيضا حينما توفي شقيقه اثناء مسرحيته سكة السلام، وقف على خشبة المسرح في اليوم نفسه.

كانت أكبر مآسي عبد المنعم إبراهيم حينما علم بأن زوجته وأم أبنائه الأربعة، ثلاث بنات وولد، أُصيبت بمرض خطير ويتبقى لها أيام وتفارق الحياة، وذلك في عام 1961، وكان حريصا على أن لا يظهر لها حقيقة مرضها، وألا يشعر أبناؤه بهول الحدث، وكان قد تعرف على زوجته حينما ذهب لخطوبة شقيقتها بترشيح من صديق له وحينما ذهب أعجب بزوجته بالفعل، لكنه عاد وتزوج شقيقتها بعد وفاتها من أجل رعاية الأبناء، وعاد وانفصل عنها بعدها بعشرة أيام إذ أنه لم يتحمل الشبه القوي بينها وبين زوجته الراحلة، كما عاش مأساة جديدة حين توفي إبنه طارق وهو في عمر 37 عاماً، متأثراً بمرض السرطان.

بعدها تزوج عبد المنعم إبراهيم من سيدة لبنانية، والتي عملت على رعاية أبنائه، وأنجبت منه "نيفين"، وفي 17 نوفمبر عام 1987 رحل عن عالمنا و دفن في قريته ميت بدر حلاوة وهي الوصية التي طلبها من أسرته، فلقد كان مرتبطاً بأصوله كما طلب أيضاً أن تخرج جنازته من المسرح القومي، لأنه عاشق للمسرح.

وقد قالت إبنته إن والدها كان يشعر بإقتراب الوفاة، على الرغم من أنه لم يمرض بشدة، ولكنه كان حزيناً لوفاة أصدقائه مثل الممثل محمد رضا.

تم نسخ الرابط