له أنواع ودرجات.. كل ما تريد معرفته عن «اليقين» بالله
تمر على كثير من الناس لحظات، يقعون فيها فريسة لوساوس شيطانية تهدف إلى زعزعة الإيمان في قلوبهم واللعب في عقولهم لإضعاف يقينهم بالله عز وجل، وهو ما يثير العديد من التساؤلات لدي البعض حول كيفية التغلب على هذه الحالة وعدم الانجراف إليها.
ورد إلى برنامج (بريد الإسلام) عبر إذاعة القرآن الكريم، رسالة من مستمع يقول فيها: إنه يشكو من ضعف يقينه بالله على الرغم من أنه يصلى ويصوم ويؤدى حقوق الله فكيف يكون يقينه بالله قوياً راسخاً ؟
وأجاب عن الرسالة الدكتور محمد قاسم المنسى أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة، قائلاً إن اليقين هو أعلى درجات العلم والإيمان وهو نور فى القلب يبدد الشكوك والأوهام وينشئ حالة من القوة والثبات فى مواجهة الحوادث والأزمات ولا يكفى أن يكون لدى الإنسان أى قدر من اليقين ولكن لابد من اليقين القوى الذى يساعده على اقتحام الأخطار والرضا بأحكام الواحد القهار.
وتابع "المنسي" أن الأمر يحتاج إلى تقريب فكرة اليقين على النحو الآتى: فقد كان سيدنا إبراهيم مؤمناً بأن الله قادراً على إحياء الموتى لكنه كان إيماناً مبهماً لا برهان عليه لذلك طلب سيدنا إبراهيم التفصيل فى الأمر لكى يصل للإيمان الذى لا يهتز أمام الشكوك التى تطرأ على الإنسان فطلب الله منه أن يقوم بتجربة توصله لليقين كما فى قولة تعالى " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ."
ومن هنا وصل سيدنا إبراهيم لأعلى درجات اليقين فانتقل من يقين القدر والاستدلال إلى يقين المشاهدة والانكشاف وهذا أعلى أنواع اليقين .
وذكر أستاذ الشريعة، أننا نعيش فى عصر ضعف فيه اليقين فى أى درجة من درجاته سواء علم اليقين أو حق اليقين أو عين اليقين لذلك نحن فى حاجة إلى تقوية اليقين فى قلوبنا من خلال الأمرين التاليين:أولاً التفكير فى بديع صنع الله فالقرآن يربط بين اليقين ومطالعة أسرار الخلق كما قال تعالى "وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ" ،ثانياً النظر والتأمل فى تصاريف القدر وتدبير شئون الملك والتحكم فى مصائر البشر وتوجيه الأحداث طبقاً للإرادة الألهية.