هل يترشح المشير خليفة حفتر لرئاسة ليبيا؟
قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي محمد الزبيدي إن كثيرين يعقدون الآمال على الرئيس الشرعي المقبل الذي سيختاره الليبيون في انتخابات أواخر ديسمبر المقبل، لحل العديد من المشكلات المزمنة، التي تعاني ليبيا منها منذ أكثر من عقد من العنف غذّته تدخلات أجنبية، لم تحقق آمال الليبيين الذين انتفضوا، بحياة كريمة ودولة قانون.
وأضاف أن الانتخابات القادمة ستعمل على توقف التدخلات الأجنبية السلبية في شؤون ليبيا الداخلية، ونضج الناخب الليبي في اختيار من يمثله بعيداً عن القبلية والمناطقية، وصولاً إلى قبول جميع الأطراف السياسية نتائج صندوق الاقتراع. حيث يتطلّع المواطن الليبي إلى حياة أفضل عقب نهاية عهد القذافي، لكن للأسف الشديد حدثت خيبة أمل ودخلت البلاد في حروب مستمرة ومعاناة في المعيشة وتردي الخدمات.
وأكد أنه في هذه الفترة الحاسمة لليببا، فهي بحاجة إلى رجل قوي أمين، رجل وطني لا يملك أجندات خارجية ولا يتبع جماعات او تنظيمات دولية، رجل يفرض هيبة الدولة ونفوذها، ويقضى على الفوضى والنهب والارهاب والاجرام، حتى تتمكن ليبيا من الإستقرار ولذلك فإن حفتر هو الرجل المناسب لتولي الرئاسة في ليبيا.
وتابع المحلل، أن الخطوة الأولى التي اتخذها المشير خليفة حفتر أحدثت هزة في كيان الجماعات المسلحة في العاصمة الليبية وتنظيم الإخـوان بشكل دفعهم لتوحيد صفوفهم حتى يتمكنو من مواجهته بكافة الطرق تخوفاً من قيادته لليبيا. فقدرته على مجابهة تنظيم الإخوان، الذي تحكم في المجموعات المسلحة من وراء الستار، وتمكن من الدولة لفترة طويلة، تجعله الأجدر على مواجهة الفتنة وضبط سرقة المال العام المستمرة لسنوات.
من جهة أخرى، يحاول قادة الغرب الليبي عرقلة الوصول إلى الانتخابات وتعطيل مسار القاعدة الدستورية للاقتراع. حيث أن موقفهم الرافض لإنتخاب الرئيس بشكل مباشر، يعود إلى علمهم بأنه حال تحقق ذلك فسيخرجون من المشهد. لأن الشعب الليبي لا يريد السياسيين السابقين من المنطقة الغربية ورموز الإخوان من باشاغا، والمشري، ومن كان في حكومة السراج خصوصًا بعدما فتحوا البلاد على مصراعيه أمام الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة، فضلًا عن عقدهم اتفاقيات مع دول أجنبية ولعل أبرزها مع تركيا التي سُمح لها بإنشاء قاعدة عسكرية والتحكم في مقدرات وثروات الشعب الليبي.
وأوضح أن الغرب الليبي ليس لديه مرشح قوي لمنافسة المشير خليفة حفتر في الإنتخابات لأن ليس لديهم تأييد شعبي في الشارع الليبي فمعهم أصبح الشعب محتاج يعاني من أزمة مادية خانقة من عدم صرف المرتبات وانقطاع الكهرباء وانعدام الأمن والإستقرار. حيث مازالوا يشاهدون من بيوتهم البسيطة التي عانت من الحرب لعشر سنوات، مال الدولة الذي طالما كان نهباً للصوص والفاسدين وأمراء الحرب والسياسيين وجماعة الإخوان في العاصمة طرابلس.
ويرى الزبيدي، أن إحلال الاستقرار في ليبيا يتطلب إجراء الانتخابات في موعدها، حيث يصرّ البرلمان وقيادة الجيش والشعب الليبي على تنظيم الانتخابات في نهاية السنة كما هو مقرر، ويتطلع الليبيون عبر الانتخابات إلى حياة أفضل واستقرار سياسي وأمني، وغير ذلك سيؤدي بالبلاد إلى الإنقسام والعودة إلى الحرب.
وأكد أنه لو نجح أمراء الحرب وأصحاب المصالح في تأجيل الانتخابات يلزم على المشير خليفة حفتر أن يلبي مطالب الشعب ويقوم بإجراء الإنتخابات في الشرق الليبي ويعطي للمواطنين الليبيين الفرصة لإختيار رئيسهم لا سيما لو عرفنا أن البلاد تختزن في أرضها وبحرها وسمائها ثروات طائلة تبدأ من النفط والغاز والذهب واليورانيوم والحديد والسيلكون والفوسفات وغيرها والثروات الزراعية والحيوانية والسمكية وصولا إلى الطاقات البديلة، ما يجعلها قادرة على أن تكون واحدة من أغنى دول العالم، وعلى أن توفر الرفاه لشعبها، لهذا على المشير أن يكون صوت الشعب الليبي ويعيد بناء جسور الثقة بين مختلف الأطراف، وأن تكون ليبيا واحدة بالجميع وللجميع.