حسن عابدين.. والده رفض دخوله الفن وطرد من أمام قبر الرسول.. اعتزل الفن واعاده الشعراوى للتمثيل.. حكم عليه بالإعدام والسرطان أنهى حياته
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان حسن عابدين، الذى ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1931، جسد العديد من الأدوار الفنية المختلفة ما بين الأب الحنون والموظف المطحون والإنسان الطيب البسيط، أدواره المختلفة صنعت نجوميته، حياته الفنية هادئة
والتى بدأها فى الستينات، ولكن مشواره مع الشهرة كان بعد أن تخطى عمر الأربعين، ولكن حياته الشخصية مليئة بالصعوبات من خلال هذا التقرير نستعرض أبرز الخطوات في حياتها
ولد حسن عابدين في مدينة بني سويف في الصعيد، ينتمي لعائلة عابدين وكان والده من أعيان بني سويف، وقد تزوج والده مرة واحدة لكنه انجب 15 ولداً، وكان ترتيب حسن عابدين الرابع بين اشقائه، وكان والده أمياً لا يجيد القراءة والكتابة لكن حسن عابدين تربى على الثقافة والفكر والسياسة، فكان والده يعقد صالوناً سياسياً وثقافياً كل خميس في القرية، وهذا ما جعل حسن عابدين محباً للفن، لكن والده كان يرى التمثيل عيبا ولا يليق بإسم العائلة، وفي المرحلة الإبتدائية ظهرت براعة حسن عابدين في اللغة العربية والإلقاء.
وشارك أيضا في التمثيل في الفرق المدرسية، وبعد حصوله على الثانوية العامة وظفه والده في محكمة بني سويف القاهرة لكي ينضم للمسرح العسكري، وكان أصدقاؤه في ذلك الوقت حسن حسني وإبراهيم الشامي، فكانت بداية مشواره مع الفن من خلال المسرح العسكري، وقدّم العديد من الأعمال المسرحية.
شارك حسن عابدين في حرب فلسطين عام 1948، وقد قتل مجموعة من الصهاينة وأصيب بعد فترة، وتم أسره وحكم عليه بالأعدام هو وصديقه الممثل ابراهيم الشامي لكنّ زملاءهم نجحوا لاحقا في تحريرهم، وكان عمره لم يتجاوز الثامنة عشر.
تزوّج زواجاً تقليدياً بأوامر والده، بعد عودته حيث خشي والده أن يتكرر الموقف ففاجأه بقرار زواجه من إبنة عمه، التي كان يربيها والده في منزله، لكونها يتيمة، وبالفعل تزوج زواجاً تقليدياً لكن الحب نشأ بينهما بعد الزواج، ورزقا بطارق وإيمان وهبة وخالد.
كانت بدايته الفنية في الستينيات، ولكن بأدوار صغيرة للغاية، ومع بداية السبعينيات بدأ حسن عابدين يحصل على أدوار أكبر نسبياً في أعمال، مثل "بريء في المشنقة والشيطان امرأة ومسلسل الدوامة وفيلم العذاب فوق شفاه تبتسم والساعة تدق العاشرة".
في عام 1975 كانت ضربة الحظ بالنسبة لحسن عابدين، وذلك بعد النجاح الذي حققه من خلال مسرحية نرجس، والتي شارك في بطولتها أمام سهير البابلي والتي كانت وقتها واحدة من أهم نجوم المسرح، وظل بعدها يقدم أدواراً مختلفة في السينما والدراما التلفزيونية، ومنها "لا شيء يهم وعلى من نطلق الرصاص وسنة أولى حب والمطلقات وفيفا زالاطا وفرصة عمر وسيقان في الوحل واللسان المر وليالي الحصاد والغربة وآه يا زمن والدنيا لما تلف"، حتى حصل على البطولة المطلقة في أعمال درامية بعد أن تجاوز عمر الأربعين ومنها "أهلا أهلا بالسكان وأنا وانت وبابا في المشمش ونهاية العالم ليست غداً"، وكان آخر عمل شارك فيه هو فيلم "عنبر الموت" في عام 1989.
في عام 1980 كان حسن عابدين يقوم بأداء العمرة، ووقف أمام قبر الرسول محمد، فقام أحد المسؤولين بطرده من أمام القبر بسبب عمله كممثل بعد التعرف عليه، فبكى بشدة وقرر وقتها الإعتزال وترك مهنته، إلا أن صديقه الفنان إبراهيم الشامي نهاه عن ذلك وذهب به إلى الشيخ الشعراوي، الذي أشاد بأعماله فشعر بقيمتها بعد أن علم بأن الشيخ الشعراوي يشاهدها، فقرر أن يستكمل مشواره.
وفي فيلم "درب الهوى" قدّم حسن عابدين شخصية شخص مازوخي، فكان يقول كلمته التي اشتهر بها "بحب اللي تهزقني"، ولكن لاحقاً تبرأ من الفيلم وأسقطه من حساباته، وحكى نجله خالد في تصريحات بأن المخرج حسام الدين مصطفى زار والده في المنزل ومعه نسخة الفيلم، وبعد قليل سمع والده منفعلاً وقال للمخرج "أنا استأمنتك وأنت غير أمين على مستقبلى الفنى"، وطرده من البيت، وخرج له وهو يشاهد الفيلم وطلب منه الشريط وكسره بيده من شدة الانفعال، وألقاه فى سلة المهملات.
على الرغم من أن حسن عابدين كان ثاني ممثل بعد عمر الشريف يقدم حملة اعلانية، لكنه قرر أن يرفض أية إعلانات وذلك بعد تعرضه لحملة من الإنتقادات، بسبب تقديمه لحملة إعلانية لمياه غازية، وقد دخل وقتها في نوبة إكتئاب شديدة بسبب الهجوم عليه، على الرغم من نجاح الحملة التي قام بها.
عانى حسن عابدين من سرطان الدم، الذي أنهى حياته في 5 نوفمبر عام 1989، عن عمر ناهز الـ58 عاماً.