بالفيديو.. تعرف على أبرز 5 مشاهد مؤثرة في وفاة الرسول
يواصل الدكتور عمرو خالد الداعية الإسلامي، عرض معلومات جديدة عن النبي الكريم لم تعرفها من قبل عن أخلاقه وزوجاته ومولده ولحظات وفاته، وذلك في سادس حلقات برنامجه الجديد "في ذكرى مولده"والذي يعرض على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وكذلك موقع "يوتيوب".
وقال "خالد" إن هذا البرنامج الهدف منه أن تعرف كل شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم وتحبه وتتعلق به في شكل كبسولات صغيرة ولكن تجد نفسك متعلق بالنبي جدًا وتحبه جدًا، وهذا البرنامج تستطيع أن تنشره في كل مكان وتعلمه للشباب الصغير والأطفال لأنه يجمع كل شيء عن رسول الله".
وأضاف الداعية الإسلامي "العجيب أنه ونحن نتكلم عن مولد النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وجدت نفسي يجب أن أحدثكم عن 5 مشاهد مؤثرة من وفاة النبي صلوات الله وسلامه عليه، فأحيانًا عندما تفقد شخص غالي تحبه جدًا تتذكر قيمته أكثر وتحبه أكثر وتتعلق به اكثر، ونحن نتكلم عن المولد عندما أذكر لك وفاة النبي سيمتلئ القلب أكثر بشدة بحب رسول الله، فمشهد الفقد يجعلك تتعلق أكثر بحب النبي صلى الله عليه وسلم، ومشهد الفقد به ملخص لكلمات النبي الأخيرة في رسالته للأمة ومهم ونحن في يوم مولده نذكركم بها ونقول لكم هذه هي رسالة النبي الأخيرة لنا.. سنقدم وفاة النبي بنية أن تحبه أكثر في يوم مولده، من أجل أن يكون من المولد إلى الوفاة حلقة الاتصال في هذه الحلقة تجعل القلب متعلق برسول الله، ويجعل مولد النبي نقلة لكم من أجل أن تعيش على رسالته والتي لخصتها لحظات الوفاة".
وتابع الدكتور "خالد": "المشهد الأول من وفاة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ألا وهو حجة الوداع، فكان حجة رسولنا المصطفى ومعه 100 ألف من المسلمين والانتصار الكبير والنجاح الكبير، فرسالته صلى الله عليه وسلم اكتملت وتتنزل الآيات { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}، فيبكي سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويقول إن بعد كل اكتمال نقصان، فكان "الفاروق" حكيمًا فهكذا هي الدنيا، وأدرك أن هناك أمر ما سوف يحدث"، مضيفا "ولكن الذي فهم الرسالة أكثر سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما نزلت الآيات وهم راجعين من حجة الوداع { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ () وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}، بكى الصديق وقالوا له لماذا تبكي فهذه سورة الفتح ولكنه قال هذا نعي رسول الله، فأدرك سيدنا أبو بكر الصديق المعنى من الآيات".
وأردف الداعية الإسلامي بالقول "المشهد الثاني ألا وهو أشواق النبي، فبعدما عاد النبي صلى الله عليه وسلم وبعد أن عاد من حجة الوداع بـ 15 يوم بدأ يشتد عليه المرض ولكنه طلب طلب غريب جدًا ألا وهو الأشخاص الذين يريد النبي المصطفى أن يسلم عليهم قبل الرحيل وهناك ثلاثة أنواع من الناس: الأولى قال النبي (خذوني إلى شهداء أحد ومن بينهم عمه سيدنا حمزة رضي الله عنه ووقف أمامهم وقال (السلام عليكم يا شهداء أحد أنتم السابقون وأنا إن شاء الله بكم لاحق)، وهو في طريق العودة من شهداء أحد على المدينة بكى وقال (اشتقت إلى إخواني) فقالوا ألسنا بإخوانك يا رسول الله، قال (لا أنتم لست إخواني، أنتم أصحابي، أما إخواني فمسلون يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني).. فالنبي يشتاق إلينا ونحن لا نشتاق له أهذا يعقل، فهو شيء يدعو للخجل والكسوف والاستحياء، فالنبي يتذكرنا قبل وفاته وتشتاق لنا ونحن لا نصلي عليه ولا نعمل بسنتك".
ولفت "خالد" إلى أن "أما النوع الثالث من الناس الذين اشتاق لهم النبي هي ابنته السيدة فاطمة رضي الله عنها، فعندما عاد من زيارة شهداء أحد وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يمرض، وكان من عادة رسولنا الكريم عندما يعود إلى بيته يمر أولا على بيت السيدة فاطمة ويقبلها في جبهتها ولكن لم يستطيع فكان متعب، فشعرت السيدة فاطمة وقبل أن يموت النبي بيوم قال لها (يا فاطمة سرًا فبكت، ثم قال لها سرًا آخر فتبسمت) فالسيدة عائشة رضي الله عنها قالت لها (ماذا قال لك النبي)، فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله، وبعد أن مات النبي صلوات الله وسلامه عليه قالت لها (في المرة الأولى قال لي في أذني إني ميت الليلة فبكيت، وعندما وجدها تبكي قال لها أنت أول أهلي لحاقًا بي فابتسمت)"
واستكمل الداعية الإسلامي "المشهد الثالث وهو آخر خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فعندما اشتد المرض والتعب على رسول الله قال لزوجاته (أتأذنون لي أم أمرض في بيت عائشة) فأراد أن يقوم فما استطاع، فجاء علي بن ابي طالب رضي الله عنه وابن عباس رضي الله عنه وحملوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت السيدة عائشة، فالناس لأول مرة يروا النبي المصطفى محمولاً فبدوؤا في التجمع بداخل مسجد الروضة الشريفة ويعلنون مرض رسول الله وازدحم المسجد، فسمع النبي أصواتهم فقال: "ما هذا؟" قالت: الناس يخافون عليك يا رسول الله، فقال: "احملوني إليهم"، فأراد أن يقوم فما استطاع فصبوا على وجهه سبع قرب من الماء وقام وحملوه على المنبر، وقال آخر كلماته: "أيها الناس كأنكم تخافون علي؟"، فقالوا نعم يا رسول الله.. أيها الناس موعدكم معي عند الحوض، والله كأني أراه من هنا، والله ما الفقر أخاف عليكم ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تتنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم.. أيها الناس إن عبدًا خيره الله بين الدنيا وبين لقاء ربه فاختار لقاء الله".
وأضاف: "لم يفهم أحد من هو هذا العبد إلا شخص واحد هو أبو بكر الصديق الذي ارتفع صوته بالبكاء إلى درجة النحيب وقام وقال له: "فديتك بأبي، فديتك بأمي، فديتك بأهلي، فديتك بمالي فديتك بكل ما أملك". فنظر الناس لأبي بكر كيف استطاع أن يقطع آلام النبي، فقال لهم الرسول: "دعوا أبا بكر فما من أحد منكم كان له علي فضل إلا كافأته به إلا أبا بكر لم أستطع مكافأته فتركت مكافئته لله عز وجل"، ثم بدأ النبي يقول خطبته الأخيرة وقال: أيها الناس أبلغوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة، ثم قال (أرى في أعينكم الخوف، موعيدي معكم ليس الدنيا موعيدي معكم عند الحوض أسقيكم من يدي شربة لا تظمأوا بعدها أبدًا) ثم قال النبي (أيها الناس أوصيكم بالنساء خيرًا، أوصيكم بالنساء خيرًا، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء.. أيها الناس الله الله في الصلاة،، الله الله في الصلاة).. ثم قال النبي (أيها الناس من كان له علينا دين فلا يستحي وليطلب ماله فإني أريد أن ألقى الله طيب النفس، أيها الناس من جلد له ظهرًا فهذا ظهري فليقتص مني، أيها الناس من كنت قد سببت له عرضًا فهذا عرضي فليقتص مني، أيها الناس من أخذت منه مالا فهذا مالي فليقتص مني) فقام رجل فقال يا رسول الله لك علي 3 دراهم قال النبي (جزاك الله خيرًا.. يا عباس سد له دينه) وابتسم النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقف يدعو ( آواكم الله، حفظكم الله، نصركم الله، ثبَّتكم الله، أيَّدكم الله، موعيدي معكم عند الحوض)، ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته مرة أخرى"
وأوضح الدكتور عمرو خالد "المشهد الرابع هو يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فقد توفاه الله عند الفجر، صلى رسولنا المصطفى صلاة الفجر ثم فتح باب السيدة عائشة الذي يطل على المسجد فرأى المسلمون يصلون وأبو بكر يصلي بخهم إمامًا فابتسم وكان آخر ابتسامة لرسول الله هي ابتسامة للصلاة، ثم عاد وعند شروق الشمس في لحظة مولده أيضًا، ولد يوم الاثنين ومات يوم الاثنين وهاجر أيضًا يوم الاثنين، يقول انس بن مالك (دخل النبي المدينة يوم الاثنين فأضاء بها كل شيء، ومات النبي في المدينة يوم الاثنين فأظلم منها كل شيء)، مضيفا "لحظات الوفاة تسردها السيدة عائشة وتقول (نام في صدري ثم سمعته يقول بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى، فعلمت أن جبريل عليه السلام في البيت، وعلمت أنه يخيره وكذلك ملك الموت في البيت يسأله بين لقاء الله وبين البقاء في الدنيا فيقول بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى، ثم نزلت يد النبي صلى الله عليه وسلم وثقلت رأسه في صدري، فعلمت أنه قد مات فلم أدري ماذا أفعل، فما كان من غير أني خرجت من باب حجرتي التي تطل على المسجد)، فوجد الناس تخرج من هذا الباب الذي لم يكن يخرج منه إلا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت لهم بصوت عالي (مات رسول الله، مات رسول الله) فانفجر المسجد بالبكاء، أما عمر بن الخطاب فأمسك بسيفه وقال لهم من قال أنه قد مات قطعت رأسه، إنما ذهب إلى لقاء ربه كما ذهب موسى إلى لقاء ربه وسيعود".
ويستكمل "خالد" بالقول "أما اثبت الناس كان أبو بكر فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم غرفته فوجد النبي فتأكد أنه قد مات فقبله في رأسه وقال (طبت حيًا وطبت ميتًا يا رسول الله، واه حبيباه، واه رفيقاه، واه نبياه) ثم خرج وقال لعمر بن الخطاب اسكت من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حيًا لا يموت، يقول عمر بن الخطاب (كأني لم أسمع هذه الآية إلا ذلك اليوم، فهدني هدًا وخرجت إلى الصحراء لأبكي بصوت عالي)، أما علي بن أبي طالب فصار كالأطفال يأخذونه بيده وهو يدري، وأما عثمان بن عفان فصار كالأطفال الصغار يبكي.. وعندما جاء وقت صلاة الظهر صعد بلال يؤذن للصلاة فلم يستطع أن يكمل الآذان كلما يقول أشهد أن محمدًا رسول الله، أما السيدة فاطمة فوقفت تقول (يا أَبتاه أَجابَ ربّاً دعاه.. يا أَبتاهُ إِلى جنّة الفردوسِ مأواهُ.. يا أَبتاهُ إِلى جبريل ننعاهُ.. يا أَبتاه مَن ربّه ما أدناهُ) ثم قالت يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم".
واختتم الدكتور عمرو خالد، سادس حلقات برنامجه الجديد "في ذكرى مولده"، بالقول "المشهد الخامس والأخير ألا وهو ينتفض أبو بكر والصحابة حتى يكملوا رسالة رسول الله {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}، ويبدأ الصحابة بحبهم للنبي المصطفى يحيوا السنة النبوية ومجد الإسلام وحضارة الإسلام، ويحيوا الإيمان والإحسان وينتشر الإسلام ووصل إلينا من ذلك اليوم"، مضيفا "في ذكرى مولد النبي ذكرت لكم وفاة النبي لعل القلوب تنتفض وتقول (أنا على خطاك يا رسول الله وأحبك وسأكثر من الصلاة عليك وامشي على طريقك وسوف أنجح في الدنيا وسوف أعبد الله حتى ألقاك عند الحوض تسقيني من يدك شربة هنيئة لا أظمأ بعدها أبدًا) .