من هم أولي الألباب؟.. شيخ الأزهر يوضح
يقول المولى عز وجل في سورة آل عمرانِ"رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ﴿193﴾ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿194﴾ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَاأُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ ۖ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوالَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَاالْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ﴿195﴾".
أوضح الدكتور محمد سيد طنطاوي رحمه الله شيخ الأزهر السابق، خلال حلقة من برنامج (مع القرآن الكريم) بإذاعة القرآن الكريم، أن في هذه الآيات الكريمة السابقة كان توضيح لصفات أولي الألباب، وأنهم يذكرون الله عزوجل، قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في الكون، ثم جاء توضيح لبعض صفات أولى الألباب كما وصفهم المولى سبحانه وتعالى؛ حيث حكي الخالق عز وجل عن لون من دعاء المؤمنين الصادقين وهو دعاء يدل على قوة الإيمان،فمن دعاء هؤلاء الأخيار قولهم على سبيل التضرع والخضوع لله عزوجل رب العالمين، أنهم سمعوا المنادي يدعو للإيمان فاستجابوا للنداء وَآمنوا بدعوته دون تسويف، والمنادي يقصد به رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصف بهذا الوصف دلالة على اعتنائه التام بتبليغ الدعوة وحرصه على تبليغها للناس تبليغها تامًا، وكذلك دعوا ربهم عز وجل، أن يغفر لهم ذنوبهم بأن يسترهم وأن يكفر عنهم سيئاتهم وأن يزيلها وأن يحولها إلي حسنات وأن يحشرهم مع عباده الأخيار الأبرار، ونلاحظ في هذا الدعاء أنهم يطلبون من الخالق عز وجل :غفران الذنوب، وتكفير السيئات، والوفاة مع الأبرار، وهذه المطالب تدل على زهدهم في متع الدنيا وتدل على صفائهم وقوة إيمانهم، وأنهم جمعوا في دعائهم بين غفران الذنوب وتكفيرالسيئات،فلا يبقى عقاب ولا أثر للسيئة.
وتابع "طنطاوي" أنه كان من دعائهم أيضًا في الآية التالية" رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَاعَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿194﴾"، فهولاء الأبرار في دعائهم بعد طلب التكفير والغفران ارتقوا في الدعاء إلي طلب الثواب الجزيل، بسؤال الله عز وجل أن يعطيهم ما وعده سبحانه وتعالى لمن صدَّق الرسل واستجاب لدعوتهم وألا يفضحهم يوم المحشر على رءوس الأشهاد، وأنه سبحانه وتعالى لا يخلف وعده، ثم اختتموا الدعاء بطلب الثواب الجزيل يوم القيامة شعورا منهم بالتقصير أمام نعم الله عز وجل التي لا تعد ولا تحصي، وكانت النتيجة استجابة الله عز وجل لدعائهم، حيث يقول الله عز وجل "فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى" أي أجابهم، حول هذه الآيات الكريمة قال الحسن : (مازالوا يقولون ربنا ربنا حتى استجاب سبحانه وتعالى لهم) ، وقال جعفرالصادق : من حزبه أمر فقال خمس مرات ربنا أنجاه الله عز وجل ممايخاف وأعطاه ما أراد.