من هو ”الصحابي” الذي كان دخله 18 مليون جنيه شهريا؟
كشف الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، عن ثروة الإمام الليث بن سعد مؤكدا أن الدخل الشهري للإمام الليث بن سعد كان كبيرًا جدا يقارب بالحسابات المعاصرة 18 مليون جنيه شهريًا، وما وجبت عليه الزكاة فقط، حيث كان ينفق أمواله على الفقراء متأسيًّا بذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم في سعة العطاء.
وقال إنه كان يمثل قيمة العطاء الوطني، وله عطاء متدفق ومجهود مشكور في ترسيخ ودعم التعايش السلمي.
وأضاف خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج "نظرة" على قناة "صدى البلد"، مساء الجمعة، أن المحققين ذكروا أن
وتابع: "بجانب العطاء المادي للإمام الليث بن سعد كان له عطاء واضح وملموس في الآراء المُؤَسِّسة للتعايش واحترام الآخر؛ فقد ذكر أبو عمر الكندي في كتاب «الولاة والقضاة»: أن موسى بنَ عيسى واليَ مصر في عهد الخليفة هارون الرشيد أَذِن للنصارى فِي بُنْيان الكنائس التي هُدِمَتْ، فبُنيت كلُّها بمشورة الليث بْن سعد وعبد الله بْن لَهِيعة -وهما أعلم أهل مصر في زمنهما-، وقالا: هُوَ من عِمارة البِلاد، واحتجَّا بأن عامة الكنائس التي بِمصر لم تُبْنَ إلَّا فِي الْإِسْلَام فِي زمَن الصحابة والتابعين".
وأوضح المفتي أنّ الإمام الليث بن سعد -رحمه الله- يُعد من أبرز فقهاء مصر على مر العصور، ويلقِّبه المحققون بفقيه مصر، وهو يستحق هذا اللقب عالي القدر لغزارة علمه، وقد عاش في القرن الثاني الهجري وعاصر الإمام مالكًا رضي الله عنه وقيل عنه إنه فاق في علمه وفقهه الإمام مالك بن أنس، غير أن تلامذته لم يقوموا بتدوين علمه وفقهه ونشره في الآفاق، مثلما فعل تلامذة الإمام مالك، وكان الإمام الشافعي يقول: «الليث أَفقه من مالك إِلا أَنَّ أَصحابه لم يقوموا بِه».
وتابع: "إننا نؤيد ونبارك الدعوات المطالبة بقيام المحدثين والباحثين بتجميع فقه وآراء ومرويات الإمام الليث بن سعد من بطون الكتب والأصول، فهو مصدر فخر واعتزاز للمصريين؛ نظرًا لسماحته وفقهه، فضلًا عن قربه من العهد النبوي وعهد الصحابة الكرام".