ما حكم تفقه المرأة في أمور تخدش الحياء؟

الحياء
الحياء

تلقى برنامج (بريد الإسلام) عبر إذاعة القرآن الكريم، رسالة مفادها: "ما حكم تعليم المرأة أمور الدين؟"، وأجاب عنها الدكتور صبري عبد الرؤوف، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، قائلا، إنه قد جاء في صحيح البخاري في باب تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الرجال والنساء مما علمه الله عز وجل، روي أبو سعيد أنه جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يومًا نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله، فقال "اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا" فاجتمعن فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله".

وذكر عبد الرؤوف أن هذا الحديث يدل على أهمية طلب العلم النافع وأن هذا الحق مكفول للرجال والنساء؛ حيث لم ينكر النبي صلي الله عليه وسلم على المرأة التي سألته أن يخصص يومًا للنساء ليتعلمن فيه ما ينفعهن، بل أجاب النبي صلي الله عليه وسلم المرأة، وحدد يومًا يعلم النساء كما يعلم الرجال مما علمه الله عز وجل.
وأضاف أن عائشة رضي الله عنها قالت "نعْمَ النِّسَاءُ، نِسَاءُ الأَنْصَارِ، لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ"، لافتًا النظر إلى أن الفقهاء قد استدلوا على حق المرأة في الفقه، بما جاء في سورة آل عمران، حيث يقول الله عز وجل "فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ".

وأشار عبد الرؤوف إلى وجود داعيات متخصصات، حيث أعدت وزارة الأوقاف مؤخرًا مجموعة من الواعظات المؤهلات المتخصصات من ذوات الخبرة وتحت إشراف متخصصين وسطيين للقيام بواجبات الدعوة من خلال الواقع، وقد تم تكليفهن وتدريبهن على يد واعظين متخصصين ليعلمن النساء أمور دينهن، لافتا إلى أهمية متابعة عملهن على أرض الواقع، وضرورة تعلم أساسيات الدين حتى لا يضل الناس بسبب الجهل.

ونوه عن وجود فقيهات في التاريخ الإسلامي؛ حيث لا يخفى على أحد دور أم المؤمنين السيدة عائشة، والسيدة أسماء بنت يزيد، والسيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق، والسيدة أم سليم، والسيدة أم عمارة وغيرهن كثيرات رضي الله عنهن.

وأوضح أنه يجب على المرأة أن تتعلم من أمر دينها ما يجب عليها وجوبًا عينيًا كالعقيدة الصحيحة والصلاة والصيام، ونحو ذلك، وينبغي عليها أن تتعلم من غير ذلك ما ينفعها في أمر دينها ودنياها.

تم نسخ الرابط