شاهد.. فوائد لا حصر لها في هذه العبادة

الموجز

قال الدكتور عمرو خالد الداعية الإسلامي، إن ذكر الله هو أقوى وسيلة تجعلك تقلع عن الذنب وتبعد عنّه، وتتوقّف عن ارتكاب خطأ كبير في حياتك لاتستطيع بدونه أن تتوقف عنه"، موضحا أن "علاقة الذكر بالمعصية تكمُن في تصرُّفات العقل الباطن"، مبينًا أن العقل الباطن "عندما يخزّن بداخله شيئًا بعينه ينعكس على تصرّفاته في الحياة، وعندما تذكُر الله كثيرًا، يبرمج عقلك الباطن على ذكر الله، وبالتالي عقلك الباطن يمتلأ بحُب الله، وتجد نفسك عازفًا عن المعصية".
وتابع خالد من خلال مقطع الفيديو المنشور على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"، قائلاً إن تصرُّفاتك في الحياة هي نتاج ما تخزّنه في عقلك الباطن، فأنت تستطيع أن تخزّن فيه أي شيء أنت تريده؛ وما ستخزّنه سيتم ترجمته لتصرُّفات في الواقع".

وأشار إلى أنه عندما تملأه بذِكر الله بوِرد ثابت من الذكر، لمدة 20دقيقة تذكر فيها الله سبحانه وتعالى، فإن "هذا يجبر عقلك الباطن أن تتصرّف بصورة تلقائية، دون أن تبذل محاولات قاسية لإيقاف الذنب، وبذكر الله ستجد نفسك تلقائيًا تبعد عن أصدقاء السوء، ولو تتعامل مع الإنترنت بطريقة خاطئة، ستجد نفسك بدون أي مجهود بدأت تصلّح طريقتك في التعامل معه، وبتحدّد ما يُرضي الله، وما لا يُرضيه".
وأرجع ذلك إلى أن "عقلك الباطن يدفعك بصورة لا إرادية حسب الحاجة المخزّنة فيه، وكثرة الاستغفار تملأ العقل الباطن بتقوى الله، وكثرتها فيه تجعله يجُلّ الله ويخاف منّه ويشعر بعظمته وتقديسه".
وتابع الداعية الإسلامي شارحًا: "الذكر يملأ عقلك الباطن بحُب الله وبالخوف منّه، لذلك عندما تكلم ربنا عن الذكر في القُرآن قال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا".. وهذه الكثرة خاصة بالذكر، فلم يقل: صلّوا كثيرًا، ولم يقل زكّوا كثيرًا، لكن الشيء الوحيد الذي أمرنا ربّنا به، وطلب منا أن نفعلها كثيرًا هو "ذِكر الله".
واستشهد بالعديد من الآيات، ومنها قوله تعالى: "وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ "، "كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا"، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا"، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".
ولاحظ أنه "كلما وردت الذكر في القُرآن جاءت مقترنة بها كلمة "كثيرًا"، حتى يمتلأ عقلك بالفكرة، وتنعكس على تصرُّفاتك في الحياة، وهذا ما يفعله ذكر الله في عقلك وقلبك".
ومضى خالد إلى القول: "تستطيع من خلال ذِكر الله كُل يوم 20 دقيقة أن تصفّي روحك وعقلك وقلبك، وتتخلّص من ذنب كبير في حياتك، اتّجه إلى ذكر الله، ولن تندم أبدًا".
ووصف عبادة الذكر بأنّها "خفيفة وسهلة، ليست لها شروط حتى تؤديها، لا تحتاج إلى وضوء، أو مجهود كبير، ولا إلى وقت معيّن.. فأنت تذكُر الله في أي وقت تريده، بدون شروط أو قيود".
ودلل بقوله الله تعالى: "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ ... "؛ معتبرًا أن "الذكر عبادة سهلة تستطيع أن تمارسها في أي وقت؛ لكن المهم أن تكون مركّزًا حتى يتأثر قلبك وعقلك".
وشدد خالد على أن "الذكر يستطيع أن يجعلك تحافظ على صلاتك، وخصوصًا صلاة الفجر، يجعلك تشعُر بحلاوة الصلاة، وبحلاوة القُرب من الله، يبعدك عن الذنوب والمعاصي".
وبين أيضًا أن "الذكر يجعل هناك ثبات في العلاقة مع الله، وهو أكتر شيء تقدر يبعدك عن الفحشاء والمُنكر.. ربّنا قال في القُرآن: "إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِۗض وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ... "؛ يعني ذكر الله يبعدك بصورة أكبر عن الفحشاء والمنكر".
واستطرد قائلاً: "فالصلاة تنهاك عن الفحشاء والمنكر، لكن يظل هناك جُزء في لبك يميل للذنب؛ عندما تداوم على الذكر يقطعه ويبعده عنّك، نتيجة إن عقلك الباطن مملوء بذكر الله وبحُب الله".
وأكد أن "ذكر الله أكبر في رضا الله عنّك، فالذكر هو أسرع وسيلة للوصول إلى الله؛ عندما تذكر الله.. ربنّا بجلاله وعظيم قدره يذكُرك؛ هو اللي قال: " فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ".
وتابع متسائلاً: "ماذا لو أن لو كُل أهل الأرض همّشوك ولم يذكروا اسمك، لكن الله سُبحانه وتعالى يذكُرك، ما قيمة الدُنيا في عينيك لو كُل أهل الأرض نسوك، ولم يهتمّوا بك؛ لكن ذِكرك في السماء عالِ.. أمَا يكفيك قول الله: "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ"؟!

تم نسخ الرابط