حسمتها «الإفتاء».. ما حكم تهنئة المسيحيين بعيد السيدة العذراء؟
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية،غدًا الأحد، بعيد السيدة العذراء وذلك بعد صوم دام لمدة 15 يومًا، ويحرص كثير من المسلمين على تقديم التهنئة لإخوانهم الأقباط في هذه المناسبات، ولكن يتزامن مع هذه الروح الطيبة ظهور جماعات التطرف بعدد من الفتاوى التحريمية لتهنئة المسيحيين بعيدهم، وهو الأمر الذي تصدت له المؤسسات الدينية بكل حزم.
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا مانع شرعًا من مجاملة و تهنئة المسيحيين بأعيادهم أو مواساتهم في أي مناسبة تحل بهم، وأن هذا هو التطبيق الأمثل للإسلام، وليس في ذلك خروج عن الدين، أو فيه نوع من الحرمة كما يرى بعض المتشددين، فالدين يُسرٌ لا عُسرٌ، ولما ورد في "صحيح البخاري": «وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ».
ونوهت الإفتاء بأن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قَبِلَ الهدية من غير المسلمين، وزار مرضاهم، وعاملهم، واستعان بهم في سلمه وحربه حيث لم يرَ منهم كيدًا، كل ذلك في ضوء تسامح المسلمين مع مخالفيهم في الاعتقاد، ولم يفرق المولى عز وجل بين من المسلم وغير المسلم في المجاملة وإلقاء التحية وردها؛ قال تعالى: «وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا» [النساء: 86]، والتهنئة في الأعياد والمناسبات ما هي إلا نوع من التحية.
وأوضحت الإفتاء : أما ما استشهد به هؤلاء من قوله تعالى: «وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا» [الفرقان: 72] على عدم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم من نصارى ويهود: فإنما هي نظرة قاصرة للنص القرآني؛ حيث لم يرد ذلك صريحًا في الآية، بل هو اجتهاد في تفسيرها، وقد نقل فيه عدة آراء، فما بالهم يأخذون منها ما يوافق أهواءهم ويكفرون بغيرها.
وتابعت: وأما دعوى التشبه والموافقة على شعائر غير المسلمين: فالمنهي عنه شرعًا التشبه والموافقة في الأفعال والاعتقادات التي نهى الإسلام عنها أو خالفت شيئًا من ثوابته.
من جهته أكد الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، في أكثر من مناسبة، أن من يحرم تهنئة المسيحيين بأعيادهم لا يفقه الإسلام، موضحًا في لقاء سابق له أثناء زيارته للكاتدرائية من أجل تقدم التهنئة للبابا تواضروس، أن المعايدات والتهنئة بالأعياد من البر، محذرا من خطابات تضليل الناس، ومحاولة الإيقاع بين المسلمين وغيرهم، قائلًا: "هذه الخطابات التي لا يعرفها الإسلام تريد أن تختطف عقول الناس، وتضللهم.