يجهله كثيرون.. ما حكم الميراث الذي فيه نسبة مال حرام؟
تلقى برنامج (بريد الإسلام) عبر إذاعة القرآن الكريم، رسالة من مستمع يقول فيها: ما حكم الميراث الذي َفيه نسبة من المال الحرام والورثة يعلمون بذلك؟
وأجاب عن السؤال، الدكتور سيف رجب قزامل أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر قائلا إن الله عز وجل خلق الإنسان وسخر له ما في الأرض ووضع له فيها رزقه، وأن الإنسان سوف يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، يقول الله عز وجل"هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ"، وأن الله عز وجل قد خلقنا واستخلفنا في المال الذي نتحصل عليه بأن نكتسبه من الحلال وأن ننفقه في الحلال، يقول الله عز وجل"آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ"، والمسلم يعلم أن الله عز وجل بيده خزائن الأرض يوسع على من يشاء من عباده أو يضيق على من يشاء لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى، وأن الدنيا دار ابتلاء.
وتابع بقوله إن في واقعة السؤال ورثة قد ورثوا مالا ويعلمون أن بعضه حرام كأن يكون به معاملات محرمة، ويسألون هل يكون هذا المال حلالا باعتبار أن الشرع الحنيف قد أحل الميراث وجعله وسيلة للتملك ، مؤكدا أن أحكام المواريث قد حسمها الله عز وجل في القرآن الكريم.
وأوضح أنه إذا علم الورثة أن المورث قد اكتسب المال من حرام فإن عليهم أن يعيدوه إلى صاحبه إن كان حيا ، أو إلى ورثته إن كان قد ماتً، أما إذا كان ذلك المال الحرام شائعا في التركة لايعرف له صاحب محدد كأن يكون قد اكتسب من ربا أو غش أو خداع أو غيره من طرق اكتساب المال الحرام، فعلى الورثة أن يجتهدوا في تحديد مقدار ذلك المال وأن يخرجوه منه وأن يعطوه للفقراء حتى تصير التركة حلالا طيبا، وأكد أن كل شخص َمسئول عن عمله وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وهذا ما أوضحته آلآيات القرآنية الكريمة، يقول عز وجل" كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) "، وكذلك أوضحت السنة النبوية المطهرة مسئولية كل شخص فيما اكتسب، فلا يجوز أن يستحل الوارث المال الحرام قائلا المال حلال لنا ، لأن المسلم يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، ومن ثم يجب على من مر بهذا الموقف تعيين قدر المال الحرام ِ وأن يخرجه من الميراث حتى يصير المال حلالا .