لا تشمل الهداية.. تعرف على مهمات الرسل مع البشر
تناول برنامج (دلالات في ختام الآيات) عبر إذاعة القرآن الكريم، قول الله عز وجل في سورة فاطر "إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24)"، وحول معني هاتين الآيتين الكريمتين أوَضح الأستاذ الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شديد الحزن على قومه َبسبب عنادهم َوإصرارهم على الكفر وعزَّ عليه ألا يؤمنوا ويهتدوا، وكان صلى الله عليه وسلم يجتهد في دعوتهم إلى الهدى، فنجد المولي عز وجل في الآية الكريمة يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم أن يجتهد وفق حدود رسالته فقط؛ لأن مهمته هي الإنذار وتبليغ الرسالة، كما في قوله عز وجل "إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ".
وتابع "الهدهد" أن قول الله عز وجل "إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ"، يوضح أن الله عز وجل قد أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مبشرًا ونذيرًا، مما يؤكد المعنى في الآية السابقة؛ لافتًا النظر إلى أن هذه هي مهمة جميع الرسل وهذا شأن جميع الرسل وليس شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط، فلقد أرسل الله عز وجل رسلا إلى الأمم السابقة فكان في كل أمة نذير، يقول الله عز وجل في سورة الإسراء "مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)".
ثم أضاف أن الآيتين الكريمتين كما افتتحت بأسلوب القصر نجد أنها قد اختتمت بأسلوب القصر، وذلك تأكيدًا على أن مهمة الرسل هي البلاغ والإنذار وليس الهداية.