رحل قبل مشاهدة آخر أعماله.. فكر فى اعتزال الفن.. قصص الحب والزواج فى حياته.. حكايات فى حياة شوقى شامخ
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان شوقى شامخ والذي ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1949، قدم العديد من الاعمال الفنية المختلفة ولكنه لم يحظى بالبطولة المطلقة في حياته، ولكن جعل من الدور الثانوى بطل فى كل أعماله، ومن أشهرها ليالي الحلمية ورافت الهجان وزيزينيا.
ولد محمد شوقي شامخ محمد بيومي فى حي الحلمية الجديدة بمنطقة الخليفة بالقاهرة، وحصل على بكالوريوس تجارة شعبة إدارة أعمال من جامعة عين شمس عام 1972، عمل بعدها مراجع حسابات بالتربية والتعليم قبل أن يتجه إلى العمل الفني.
أحب الفن جداً وفضل العمل به لكن حياته انحصرت في الوظيفة بناء على رغبة والده لتأمين مستقبله، وكان يخطو أولى خطواته في عالم الفن و كان أباه غير مقتنع بأن يكون ابنه ممثلا، ويرى أن الأفضل أن يكون له وظيفة مضمونة، وبالفعل عمل “شامخ” موظفاً في وزارة الثقافة وتحديداً بالمسرح المدرسي، وبعد عرض مسلسل ”الشوارع الخلفية” عام 1979 نال عنه إشادات كبيرة، مما جعل والده يقتنع بموهبته ويشجعه.
رغم مشاركته في أكثر من عمل، لم تعرف الشهرة طريقها إلى شوقي شامخ، فشعر أن الحظ يعانده، وبدأ يفكر فى هجر التمثيل وبالفعل سافر إلى الجزائر وعمل مدرساً للمسرح، حتى تعرف على الأستاذ أسامة أنور عكاشة، الذى أقنعه بعدم التخلي عن التمثيل، ليتعاونا بعدها في أكثر من عمل، ويضع شوقي شامخ قدمه في عالم الفن ليصبح من أكثر الوجوه المألوفة للمشاهدين، وقد رفض تقديم الأعمال غير الهادفة، وأحب الأعمال ذات القيمة الفنية العالية.
أما عن الأعمال المفضلة لديه فقد كان دوره في رأفت الهجان من أكثر الأدوار التي أحبها الجمهور، ولا زالت تتذكرها حتى الآن، رغم أن الدور كان صغيراً، بالإضافة إلى “كمال خلة” في رائعة “ليالي الحلمية”.
قدم شوقي شامخ خلال مشواره الفني 25 مسلسلًا ومن أبرزهم “رأفت الهجان الجزء الأول، “ريا وسكينة، “أرابيسك”، “زيزينيا”، وشارك فيما يقرب من 30 فيلماً منهم “كتيبة الإعدام”، “شادر السمك”، “البيه البواب””، و7 مسرحيات من أبرزها “شاهد ما شافش حاجة” مع عادل إمام.
تميز شوقي شامخ ببساطة الأداء واختيار الأدوار المميزة كما حاول الوصول إلى قلوب مشاهديه، فكانت أدوره متميزة رغم قلتها وكان الدور الأهم في حياة شوقي شامخ هو مشاركته في مسلسل “رأفت الهجان”، فعندما رشحه المخرج الكبير يحيى العلمي لأحد الأدوار المهمة تصور أنه مرشح للقيام بدور أحد ضباط المخابرات، لكنه تفاجأ كثيراً عندما أخبره المخرج أنه اختاره لدور “إفرايم سولومون” الشخصية اليهودية التي عاشت من أجل تحقيق الحلم الكبير الذي تحول إلى سراب.
ويروى تفاصيل استعداده لهذا الدور قائلاً: “قابلت أشخاصاً كبار السن ممن يعملون في العتبة والموسكي تعاملوا مع اليهود، فجلست معهم عدة جلسات تعرفت منهم على شخصيات اليهود في مصر وكيف كانوا يمارسون حياتهم اليومية وعلاقتهم بالمصريين والأماكن التي يحبون التوجه إليها”، ومن خلال هذه التفاصيل توصل إلى الشخصية التي عرضها بعد ذلك على يحيى العلمي فوافق على الفور وشكره وأثنى عليه في هذا المجهود والكم الهائل من المعلومات التي وصل إليها بمنتهى الدقة والأمانة.
تزوج من المذيعة التلفزيونية نيفين صلاح الدين، وأنجب منها كلا من “نسرين” التي تعمل مذيعة بالتليفزيون المصري، و”أحمد” الذي قام بالتمثيل في بعض المسلسلات منها مسلسل “زيزينيا”.
توفي شوقي شامخ فى 26 مارس 2009 داخل إحدى المستشفيات الخاصة بالقاهرة إثر تعرضه لأزمة صحية شديدة، والتي اضطر الأطباء على إثرها لوضعه داخل غرفة العناية المركزة، ولم يعاني من أي شكوى مرضية رغم المجهود الذي كان يقوم به أثناء تصوير دوره في الجزء الثاني من مسلسل “المصراوية” والذي تم إيقاف التصوير به لمدة يومين فقط وهي فترة مرضه، توفي شامخ عن عمر يناهز 60 عاماً.