خطيب المسجد الحرام يوجه رسالة هامة للمسلمين في خطبة عرفة.. تعرف عليها

الشيخ بندر بليلة
الشيخ بندر بليلة خطيب المسجد الحرام

توجهت جموع الحجيج اليوم الاثنين، التاسع من ذى الحجة، إلى صعيد عرفات الطاهر لأداء ركن الحج الأعظم، فى هذا اليوم المشهود الذى وصفه النبى - صلى الله عليه وسلم - بأفضل الأيام، إذ يقف المسلمون فى عرفات منذ طلوع الشمس حتى غروبها.
وقد ألقى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة ، خطبة عرفة - قبل أداء صلاة الظهر والعصر جمعاً وقصراً كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم– استهلها بحمد الله والثناء عليه .

ودعا المسلمين إلى تقوى الله وامثال أوامره للفوز فوزا عظيما والفلاح في الدنيا والآخرة ، كما قال تعالى " وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ " ، وقوله سبحانه في كتابه الكريم ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ) ، وقوله تعالى ( إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) .

وقال " إن مما أمركم الله به الإحسان كما قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ ) ، فيحسن العبد في عبادة الله كما في الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ).

وأعظم ذلك الإحسان بالتوحيد، وإفراد الله بالعبادة كما قال سبحانه ( وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) ، وقال تعالى ( بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) ، فلا يعبد سوى الله، ولا يصلي إلا الله، ولا يدعى أحد غيره ، كما قال تعالى ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) ، وقال تعالى ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) ، وقال تعالى ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) .

وتابع: هذا مقتضى شهادة التوحيد لا إله إلا الله، وقرينتها شهادة أن محمدا رسول الله، فيطاع أمره ويصدق خبره ولا يعبد الله إلا بما جاء به؛ لأن الله أكمل الدين فلا يحتاج إلى أن يُزاد فيه بشيء من البدع قال تعالى في الآية التي نزلت يوم عرفة (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).

ومن الإحسان في عبادة الله المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها كل يوم، كما قال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) ، وأداء الزكاة كما قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) ، ومن ذلك صوم رمضان كما قال تعالى : فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) .

وحج بيت الله الحرام كما قال تعالى: ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ) ، ومن الإحسان الإيمان بالله ربا ومعبوداً والإيمان بملائكته وكتبه وجميع رسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره فقدر الله نافذ وقضاؤه لا محالة واقع.

وكيف لا يحسن الإنسان بعبادة الله وهو سبحانه قد أحسن إلى العباد وتفضل عليهم بصنوف النعم حيث أوجدهم من العدم، وأسبغ عليهم الخيرات، ووالى عليهم المسرات قال تعالى : أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) ، وقال تعالى:( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) ، وقال تعالى: (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) ، وقال تعالى: ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ ).

تم نسخ الرابط