أولمبياد طوكيو.. تاريخ الدورات الأولمبية الحديثة في 20 عام
احتفلت العائلة الأولمبية بالعيد المئوي لإقامة الدورات الأولمبية الحديثة من خلال أولمبياد أتلانتا عام 1996 .
واستضافت سيدني الدورة التالية (سيدني 2000) من 15 سبتمبر إلى أول أكتوبر 2000 ثم أقيمت الدورة الأولمبية الثامنة والعشرون في أثينا من 13 إلى 29 أغسطس 2004 والدورة التاسعة والعشرون بالعاصمة الصينية بكين من الثامن إلى 24 أغسطس 2008 .
وبعدها ، استضافت العاصمة البريطانية لندن الدورة الثلاثين (أولمبياد 2012) في الفترة من 27 تموز/يوليو إلى 12 أغسطس فيما استضافت مدينة ريو دي جانيرو الدورة الـ31 من الخامس إلى 21 أغسطس 2016 .
وكان مقررا أن تستضيف العاصمة اليابانية طوكيو فعاليات الدورة الـ32 خلال الفترة من 24 يوليو إلى التاسع من أغسطس 2020 ولكنها تأجلت لمدة عام كامل بسبب ظروف جائحة كورونا التي ضربت العالم.
والآن ، يترقب العالم انطلاق فعاليات هذه الدورة التي تستضيفها طوكيو من 23 تموز/يوليو الحالي إلى الثامن من آب/أغسطس المقبل.
أولمبياد أتلانتا 1996 :
رغم محاولات العاصمة اليونانية أثينا للفوز بحق استضافة أولمبياد 1996 رغبة منها في أن يكون احتفالا مئويا بانطلاق الدورات الأولمبية الحديثة من نفس المدينة ، اختارت اللجنة الأولمبية الدولية أتلانتا لتنظيم تلك الدورة وسط الثقة الزائدة من قبل اليونانيين.
وشهدت تلك الدورة عددا هائلا من المسابقات والسباقات ولكنها شهدت أيضا انهيارا كبيرا في نظام المعلومات الأولمبية بالإضافة للزحام المروري الشديد وكذلك حادث تفجير إرهابي أسفر عن مقتل سيدة.
ولكن كل ذلك لم يكن له ظهور أمام الأضواء التي خطفها الملاكم الأسطوري محمد علي كلاي الذي لفت أنظار الجميع لظهوره في تلك الدورة على الرغم من إصابته بمرض الشلل الرعاش حيث أوقد كلاي الشعلة الأولمبية خلال حفل الافتتاح.
وأعاد دونوفان بايلي أمجاد العدائين الكنديين حيث أحرز الميدالية الذهبية لسباق العدو 100 متر قاطعا المسافة في 84ر9 ثانية ليكون رقما قياسيا عالميا جديدا.
وأصبح مايكل جونسون أول عداء يفوز بسباقي 200 و400 متر كما نجح في تحقيق رقم قياسي جديد في السباق الأول قاطعا المسافة في زمن بلغ 32ر19 ثانية.
وحقق كارل لويس رقما قياسيا آخر بإحراز تسع ميداليات ذهبية في منافسات ألعاب القوى بينما تفوقت جايل ديفرز على الجامايكية ميرلين أوتي في سباق العدو 100 متر بفارق لم يتحدد إلا بتقنية السبق الضوئي للمرة الثانية بعد بطولة العالم 1993 .
وفاز البريطاني ستيف ريدجراف بذهبية في منافسات التجديف للدورة الرابعة على التوالي.
وأحرزت السباحة الأيرلندية ميشيل سميث ثلاث ميداليات ذهبية بينما أصبح الروسي ألكسندر بوبوف أول سباح يحرز الميدالية الذهبية لسباق 100 متر حرة لدورتين متتاليتين منذ أن نجح جوني فايسمولر في تحقيق نفس الإنجاز خلال أولمبياد 1928 .
أولمبياد سيدني 2000 :
وأوقدت العداءة الأسترالية كاتي فريمان الشعلة الأولمبية للدورة الأولمبية التي استضافتها سيدني عام 2000 قبل أن تسعد مواطنيها بإحراز ذهبية سباق العدو 400 متر ما دفع سامارانش إلى الإشادة بها ووصفها بأنها "الأفضل على الاطلاق".
وشارك لاعبون من تيمور الشرقية في تلك الدورة حتى قبل الاعتراف الرسمي بدولتهم بينما شهد حفل الافتتاح مسيرة موحدة للاعبي الكوريتين الشمالية والجنوبية.
وأدخل السباح الناشئ أيان ثورب السعادة إلى نفوس الأستراليين من خلال فوزه بثلاث ذهبيات وميدالية فضية واحدة كما حقق المنتخب الأسترالي للسباحة إنجازا غير مسبوق بالتفوق على المنتخب الأمريكي للمرة الأولى في سباق 4 × 100 متر تتابع حر.
وأصبحت العداءة الأمريكية ماريون جونز الملكة المتوجة على عرش ألعاب القوى حيث أحرزت ثلاث ميداليات ذهبية في سباقات 100 و200 متر و4 × 100 متر تتابع بالاضافة لبرونزيتين في مسابقة الوثب الطويل وسباق 4 × 100 متر تتابع.
وكان الانجاز الأكبر لجونز هو أن الفارق الذي تفوقت به على أقرب منافساتها كان الاكبر منذ عقود طويلة من الزمان.
وجاء سقوط جونز بعد ذلك بثماني سنوات ليثير ضجة هائلة حيث جردت من جميع ميداليتها وتعرضت للسجن بعدما اعترفت بتعاطيها المنشطات خلال أولمبياد سيدني.
ولكن شبح المنشطات خيم بظلاله على تلك الدورة لاكتشاف 11 حالة لتعاطي المنشطات منها ثلاث حالات للاعبين حصدوا ميداليات ذهبية.
أولمبياد أثينا 2004 :
وخيم شبح المنشطات بظلاله أيضا على الأيام الأولى من أولمبياد أثينا 2004 . ومع عودة الدورات الأولمبية إلى نقطة انطلاقها في العاصمة اليونانية غاب العداء اليوناني كوستاس كينتيريس ومواطنته العداءة إيكاتريني ثانو عن اختبار الكشف عن المنشطات الذي كان مقررا لهما عشية يوم افتتاح الدورة.
وادعى الاثنان تعرضهما لحادث تصادم بدراجة نارية ثم قررا الانسحاب من الدورة وسط تهديدات من اللجنة الأولمبية الدولية باستبعادهما وطردهما من الدورة. وتعرض كلا منهما لاحقا للإيقاف لمدة عامين.
وأحرزت الروسية إيرينا كورجانينكو الميدالية الذهبية لمسابقة دفع الجلة التي جرت فعالياتها في مقر إقامة الألعاب الأولمبية القديمة بجبل أولمب.
ولكن كورجانينكو كانت واحدة من ثلاثة لاعبين فازوا بميداليات ذهبية وسقطوا في اختبار الكشف عن المنشطات في تلك الدورة التي وصفها البلجيكي جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك بأنها "دورة ألعاب مثل حلم لا ينسى".
وبسط السباح الأمريكي مايكل فيلبس هيمنته على سباقات السباحة في تلك الدورة رغم فشله في معادلة إنجاز مارك سبيتز الذي أحرز سابقا سبع ميداليات ذهبية في منافسات السباحة بدورة واحدة.
وعادل فيلبس إنجاز لاعب الجمباز السوفيتي ألكسندر ديتياتين الذي حققه في أولمبياد موسكو 1980 وأحرز ثماني ميداليات متنوعة منها ست ميداليات ذهبية بالإضافة لبرونزيتين.
وفاز العداء المغربي هشام القروج بالميدالية الذهبية لسباقي العدو 1500 متر و5000 متر ليكون ثاني عداء فقط في التاريخ يحرز تلك الثنائية حيث سبقه إليها العداء الفنلندي بافو نورمي في أولمبياد 1924 .
وفازت البريطانية كيلي هولمس بذهبية سباقي العدو 800 متر و1500 متر بينما سيطرت البعثة الأمريكية على سباقات العدو لفئة الرجال عن طريق نجومها الجدد مثل جاستين جاتلين الفائز بذهبية سباق 100 متر وشون كراوفورد الفائز بذهبية سباق 200 متر وجيرمي وارينر الفائز بذهبية سباق 400 متر. واعترف جاتلين قبل شهور بتعاطيه المنشطات.
وحققت الصين أفضل ظهور لها في الدورات الأولمبية ، قبل أولمبياد بكين 2008 ، ما دفع روج إلى وصف أداء البعثة الصينية بأنه "يقظة أسيوية" حيث احتلت الصين المركز الثاني في أولمبياد أثينا 2004 برصيد 63 ميدالية متنوعة منها 32 ميدالية ذهبية و17 فضية و14 برونزية ولم تتفوق عليها سوى البعثة الأمريكية التي احتكرت ألقاب الدورات الأولمبية منذ أولمبياد أتلانتا 1996 .
وبلغ رصيد البعثة الأمريكية في أولمبياد أثينا 103 ميداليات متنوعة منها 35 ذهبية و39 فضية و29 برونزية مما كان مؤشرا على أن الصين ستكون منافسا قويا ومرشحا لإحراز لقب أولمبياد 2008 في بكين.
أولمبياد بكين 2008 :
بذل الإسباني الراحل خوان أنطونيو سامارانش جهدا هائلا من أجل هذه الدورة المثيرة للجدل ، وأسعفه الحظ لمتابعة فعالياتها قبل وفاته في 2010 .
وكان الرقم 8 هو العلامة المميزة لهذه الدورة علما بأنه رقم الحظ في العاصمة الصينية بكين حيث أقيمت فعاليات الدورة من (الثامن) إلى 24 آب/أغسطس (ثامن الشهور الميلادية) كما بدأ حفل الافتتاح في الثامنة وثماني دقائق من مساء يوم الثامن.
وصبغ الرقم 8 الدورة في أمر آخر حيث أحرز السباح الأمريكي مايكل فيلبس ثماني ميداليات ذهبية في منافسات السباحة بهذه الدورة ليتفوق بذلك على مواطنه سبيتز الذي أحرز سبع ذهبيات في أولمبياد ميونخ 1972 .
ونجحت شبكة "سبورتس إلاستريتيد" ، المالكة لصور الميداليات السبع السابقة ، إلى شراء حق الصور الثماني لإنجاز فيلبس.
وشهدت دورة بكين 2008 عروضا رائعة ومذهلة في رياضات مختلفة حيث شهدت الدورة تحطيم 43 رقما قياسيا كما شهدت نجمين أسطوريين هما فيلبس والعداء الجامايكي أوسين بولت.
ولم ينجح فيلبس فقط في إحراز سبع من ذهبياته الثمانية مقترنا بتحطيم الرقم القياسي العالمي في هذه السباقات وإنما رفع النجم الشهير رصيده إلى 14 ميدالية ذهبية في الدورات الأولمبية حيث سبق له الفوز بست ذهبيات في أولمبياد أثينا 2004 ليصبح حتى الآن أكثر الرياضيين نجاحا في الدورات الأولمبية على مدار تاريخها.
ونجح بولت أيضا في إحراز ثلاث ذهبيات ضمن منافسات ألعاب القوى محطما الرقم القياسي العالمي في كل من هذه السباقات.
وتفوق بولت على فيلبس في أمرين أولهما أن ألعاب القوي هي أم الألعاب والقلب النابض للدورات الأولمبية إضافة إلى أنه أول من يحرز ثنائية الذهب في سباقي 100 و200 متر محطما الرقم القياسي العالمي لكل منهما في الدورات الأولمبية عبر تاريخها.
والأمر الثاني هو الكاريزما التي تميز بولت والتي جعلت منه الملك في أولمبياد بكين.
وبزغ نجم بولت في الوقت المناسب بالعالم الأولمبي. وقطع بولت مسافة سباق 100 متر في 69ر9 ثانية بعد 20 عاما من الفضية التي أحاطت بالعداء الكندي بن جونسون في أولمبياد سول 1988 حيث قطع مسافة هذا السباق في 79ر9 ثانية قبل أن يكتشف تعاطيه المنشطات.
وبعد 20 عاما ، تفوق بولت عليه بفارق 1ر0 ثانية.
وكان نجم كرة القدم الأرجنتيني الشهير ليونيل ميسي واحدا من عشرة آلاف و92 رياضي ورياضية شاركوا في أولمبياد بكين 2008 وقاد منتخب بلاده إلى الفوز بذهبية كرة القدم قبل عام من بدء فوزه المتتالي بجائزة أفضل لاعب في العالم.
وقال سامارانش قبل بداية فعاليات هذه الدورة بعد أسابيع "الصين أصابت كثيرين بالذعر. ولكنهم يريدون إيقاف ذلك".
ولم يكن سامارانش مخطئا ، على الأقل على الجانب الرياضي.
وكانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تتصدر فيها الصين قائمة جدول الميداليات بالدورات الأولمبية حيث تفوقت بوضوح على الولايات المتحدة وأحرزت 51 ميدالية ذهبية مقابل 36 للبعثة الأمريكية التي تفوقت في إجمالي عدد الميداليات المتنوعة برصيد 110 ميداليات مقابل 100 ميدالية للصين.
وكانت هذه الدورة رائعة ومبهرة من حيث التنظيم ولم يفسد أجواءها سوى بعض ملامح القمع السياسية من السلطات وكذلك التلوث الجوي.
أولمبياد لندن 2012 :
بعدما شهد أولمبياد بكين 28 رياضة ، تقلص العدد مجددا إلى 26 رياضة في أولمبياد لندن 2012 بعد استبعاد رياضتي البيسبول والسوفت بول.
وكانت هذه هي النسخة الثالثة من الدورات الأولمبية التي تستضيفها عاصمة الضباب بعد نسختي 1908 و1948 .
واستغرق العمل استعدادا لهذه الدورة الأولمبية نحو سبع سنوات كاملة ، وأشارت بعض التقديرات إلى أن تكلفتها بلغت 12 مليار يورو رغم مشاركة العديد من المنشآت الرياضية الموجودة فعليا في استضافة فعاليات هذه الدورة.
ورغم تقلص عدد الرياضات في هذه النسخة الأولمبية ، ظلت الإثارة والمنافسة وتحطيم الأرقام القياسية حاضرة بقوة في هذه النسخة الأولمبية التي استضافتها لندن والتي شهدت سطوعا مميزا لعدد كبير من النجوم الأولمبيين.
ولكن ثلاثة من هؤلاء النجوم نجحوا في خطف معظم الأضواء وهم العداء البريطاني محمد "مو" فرح والسباح الأمريكي الشهير مايكل فيلبس والعداء الجامايكي أوسين بولت.
وفرض العداء البريطاني (المولود بالصومال) مو فرح نفسه بطلا قوميا في هذه الدورة بعدما أصبح أول عداء بريطاني يحرز ميدالية سباق العدو 10 آلاف متر في تاريخ الدورات الأولمبية.
وأتبع فرح هذا الإنجاز بإنجاز آخر بعدها بأيام قليلة في نفس الدورة حيث أضاف إلى هذه الذهبية الميدالية الذهبية لسباق 5000 متر لتعلو أصوات الجماهير في مدرجات الاستاد لدرجة لم يتخيلها أحد قبل بداية فعاليات هذه الدورة ، وذلك احتفالا بهذا الإنجاز التاريخي.
وعلى المضمار أيضا ، واصل العداء الجامايكي أوسين بولت أسطورته وأضاف إلى ذهبيتيه في بكين ثلاث ذهبيات أخرى في لندن مع استمرار الأداء الكاريزمي ، الذي نال به ثقة وحب عشاق ألعاب القوى في كل أنحاء العالم على مدار سنوات ، والذي أصبح من خلاله واجهة مشرقة لألعاب القوى بعد سنوات طويلة عانت فيها أم الألعاب من فضائح المنشطات.
وأحرز بولت ذهبياته الثلاث في سباقات 100 و200 متر و4 × 100 متر تتابع.
وفي حوض السباحة ، واصل القرش الأمريكي فيلبس اكتساحه وأضاف إلى رصيده الأولمبي أربع ميداليات ذهبية وفضيتين ليواصل كتابة التاريخ.
وكانت الذهبيات الأربعة في سباقات 100 متر فراشة و200 متر متنوع و4 × 200 متر تتابع حر و4 × 100 متر متنوع فيما أحرز الفضيتين في سباقي 200 متر فراشة و200 متر حرة.
وشهدت هذه النسخة الأولمبية عودة لقب الدورة إلى الولايات المتحدة بعددما خطفته الصين في بكين عام 2008 حيث تصدرت البعثة الأمريكية فعاليات هذه الدورة وتلتها الصين فيما جاءت بعثة بريطانيا صاحبة الأرض في المركز الثالث.
أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 :
بعد صراع كبير على حق استضافة فعاليات هذه النسخة الأولمبية مع العاصمة الإسبانية مدريد وكذلك العاصمة اليابانية طوكيو التي حلت في المركز الثالث بالمرحلة الثانية من التصويت ومدينة شيكاغو الأمريكية التي خرجت مبكرا من المرحلة الأولى بالتصويت ، انتزعت ريو دي جانيرو البرازيلية في 2009 حق استضافة فعاليات هذه الدورة في الجولة الثالثة من التصويت من خلال حصولها على أغلبية الأصوات (66 صوتا مقابل 32 صوتا لمدريد) .
وبهذا ، أصبحت هذه النسخة هي أول دورة أولمبية تقام في قارة أمريكا الجنوبية على مدار التاريخ ، كما أنها الأولى التي تقام في بلد يتحدث بالبرتغالية إضافة لكونها أول نسخة من الدورات الأولمبية الصيفية تقام بالكامل في فصل الشتاء بالبلد المضيف.
وارتفع عدد الرياضات المدرجة في هذه الدورة مجددا إلى 28 رياضة مثلما كان في بكين 2008 ، وذلك بعد تقليصه إلى 26 رياضة في لندن 2012 .
كما شهدت هذه الدورة مشاركة وجوه جديدة هي بعثة كوسوفو وجنوب السودان إضافة لمشاركة بعثة لفريق اللاجئين.
وواصلت الولايات المتحدة هيمنتها وفازت بلقب الدورة بعدما أحرزت 121 ميدالية متنوعة (رقم قياسي) من بينها 46 ميدالية ذهبية. كما شهدت الدورة وصول البعثة الأمريكية لحاجز الألف ميدالية ذهبية.
وحلت بريطانيا في المركز الثاني بجدول ميداليات الدورة الأولمبية متفوقة على الصين التي حلت في المركز الثالث فيما أحرزت البرازيل صاحبة الأرض سبع ميداليات ذهبية ليكون أعلى رصيد لها في أي دورة أولمبية حتى الآن وإن احتلت المركز الثالث عشر في جدول ميداليات هذه النسخة الأولمبية.
وبعيدا عن العديد من الأحداث المثيرة والعديدة التي شهدتها هذه الدورة الأولمبية في ريو دي جانيرو ، ستظل هذه الدورة الأولمبية محفورة في الأذهان بأنها كانت خط النهاية لثلاثة من أبرز الأساطير في المشاركات الأولمبية وهم السباح الشهير مايكل فيلبس والعداء الجامايكي أوسين بولت والعداء البريطاني مو فرح.
وكانت نقطة النهاية للسباح فيلبس هي الأروع بالطبع بعدما قدم إنجازا ربما يصعب على أي رياضي معادلته على الأقل في المستقبل القريب.
وودع فيلبس المشاركات الأولمبية بقيادة الفريق الأمريكي لذهبية سباق 4 × 100 متر تتابع متنوع بعدما تألق في جولة الفراشة ليخرج من حوض السباحة الأولمبي في ريو بالذهبية الخامسة في هذه الدورة الأولمبية التي كانت الخامسة له منذ بدء مشاركاته الأولمبية في أولمبياد 2000 بسيدني وهو في الخامسة عشرة من عمره.
وبهذه الذهبية ، أصبح النجم الأمريكي أنجح وأبرز الرياضيين في تاريخ الأولمبياد حيث تضم قائمة إنجازاته إجمالي 28 ميدالية أولمبية منها 23 ذهبية وثلاث فضيات وبرونزيتين.
وفي الوقت نفسه ، ودع بولت المشاركات الأولمبية بثلاث ذهبية في سباقات 100 متر و200 متر و4 × 100 متر تتابع ليكرر الثلاثية الذهبية التي أحرزها في أولمبياد لندن 2012 بخلاف فوزه في أولمبياد بكين 2008 بذهبيتي سباقي 100 و200 متر ليعتبر من قبل كثيرين بأنه أنجح عداء في تاريخ الدورات الأولمبية.
وفي الوقت نفسه ، ودع عداء أسطوري آخر المشاركات الأولمبية بإنجاز تاريخي وهو العداء البريطاني محمد (مو) فرح ، في ظل فشله في التأهل لسباق 10 آلاف متر بأولمبياد طوكيو بعد إخفاقه في التصفيات.
وبات البريطاني محمد فرح ثاني عداء في التاريخ يتوج بذهبيتي سباقي عشرة ألاف متر وخمسة ألاف متر في دورتين أولمبيتين متتاليتين.
وعادل فرح ، المولود في الصومال ، إنجاز الفنلندي لاسي فيرين الذي توج بالثنائية الذهبية في دورتي 1972 و1976 الأولمبيتين.
أولمبياد طوكيو 2020 :
يترقب العالم انطلاق فعاليات النسخة الجديدة من الدورات الأولمبية ، والتي تستضيفها العاصمة اليابانية طوكيو من 23 يوليو الحالي إلى الثامن من أغسطس المقبل.
وكان مقررا أن تقام فعاليات هذه النسخة في العام الماضي وبالتحديد من 24 تموز/يوليو إلى التاسع من أغسطس 2020 ، ولكنها تأجلت بسبب جائحة كورونا.
ورغم استمرار الجائحة وحالة الطوارئ المطبقة في بكين ، ستقام فعاليات هذه الدورة خلال الأيام المقبلة وإن كانت فعالياتها ستقام بدون جماهير مع الاحتفاظ باسمها (طوكيو 2020) .
وهذه هي المرة الأولى ، التي يتم فيها تأجيل دورة أولمبية وتحويل موعد إقامتها لموعد لاحق دون إلغاء.
وبهذا ، ستصبح طوكيو أول مدينة أسيوية تستضيف فعاليات الدورة الأولمبية الصيفية للمرة الثانية حيث سبق لها استضافة دورة 1964 .
وتشهد فعاليات هذه الدورة الأولمبية ارتفاعا هائلا في عدد الرياضات المدرجة ضمن المنافسات حيث يصل العدد إلى 33 رياضة ، وذلك مع إدراج رياضات مثل الكاراتيه والتسلق الرياضي وركوب الأمواج للمرة الأولى مع عودة رياضتي البيسبول والسوفتبول لجدول المنافسات للمرة الأولى منذ 2008 .
ورغم الظروف المحيطة بهذه الدورة الأولمبية وأبرزها أزمة الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد ، ينتظر أن يتجاوز عدد المشاركين فيها حاجز الـ11 ألف رياضي ورياضية.