هزت عرش أم كلثوم والزعيم أنقذها من الإفلاس.. حكايات نادرة أمين
تحل اليوم ذكرى ميلاد المطربة الكبيرة نادرة أمين والتى ولدت في مثل هذا اليوم من عام 1906، و عاصرت مجموعة من رواد الغناء والتمثيل، وغنت العديد من قصائد خليل مطران، والعقاد، وابن الفارض، ونافست أم كلثوم، وانقذها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر من الإفلاس.
ولدت نادرة أمين شتا في حي عابدين، لأب من رشيد بالبحيرة، من عائلة "شتا"، ولأم لبنانية الأصل، وهو ما دفع الكثيرين لاعتقاد أن نادرة شامية، توفيت والدتها وهي في عامها الثاني، وسافر والدها لأمريكا، وتزوج واستقر هناك، للتولى بذلك عمتها وجدتها لأبيها رعايتها.
بدأت علاقة نادرة بالغناء، وهي في المرحلة الابتدائية، وكانت تهرب مع بعض زميلاتها، إلى إحدى الحدائق القريبة من منزلها، لتغني مع رفيقاتها، وكلما عادت متأخرة لقنها عمها درسًا على ذلك، زوجتها أسرتها وهي في الثالثة عشر من عمرها، ولكنها هربت بعد مرور 6 أشهر على الزواج هربت فطلقها زوجها.
عشقت الفن الذي أصبح شغلها الشاغل، فغنت في حفلات أسرية ضيقة، ثم ألتقت بعازف الكمان المعروف سامي الشوا في واحدة من تلك الحفلات، والذي شجعها بدوره على احتراف الغناء، ودرست العزف على العود على يد يوسف عمران، الذي علمها غناء الموشحات أيضًا، ووقف بجانبها، حتى غنت في حفلة عامة على مسرح رمسيس، في أوائل الثلاثينات.
وفي عام 1932 قامت ببطولة فيلم "أنشودة الفؤاد" أمام جورج أبيض، والمحامي الهاوي عبدالرحمن رشدي، والشيخ زكريا أحمد، الذي لحّن أغاني الفيلم وقام بدور بسيط، وهو دور "اللص"، ونجح فيه نجاحا كبيرًا.
وعقب نجاح نادرة في فيلم "أنشودة الفؤاد" سافرت إلى المغرب والعراق، وتعد أغنية "يارب هيئ لنا من أمرنا رشدًا" من أشهر الأغاني الدينية التي قدمتها في الإذاعة، وهي من قامت بتلحينها أيضًا.
لمع أسم نادرة في عالم الغناء، حتى غارت منها أم كلثوم، وتنافست معها بعد شعبيتها المتزايدة يوما بعد يوم، وتفردت بمكانة خاصة، فغنت للجيش المصري أيام حرب فلسطين، فأبدعت في غناء "يا مصرى قوم احمِ الوطن"، وكانت أول مطربة تغني للجيش المصري، فذاع صيتها أكثر، حتى لحن لها عمالقة مثل رياض السنباطى، ومحمد القصبجى، ومحمد عبد الوهاب.
يتغنى الكثيرون اليوم بكلمات "لما بدا يتثنى..ما احتيالى يا رفاقى.. بين الزهور والميه"، إلا أنهم يجهلون أصولها التي تعود إلى المطربة نادرة أمين، التي غنتها بكلمات عباس العقاد، لتمر عقود وتبقى تلك الأغنية حاضرة في الأذهان، لم تتوقف نادرة عند ذلك النجاح فحسب، فاتجهت للتنويع وأنشدت دعاءًا دينيا للإذاعة المصرية.
ظلت نادرة أمين في توهجها حتى قررت الاعتزال في منتصف ستينات القرن الماضي، لتعيش أواخر أيامها حبيسة الجدران، لا ينقذها من الإفلاس سوى معاش قرر الراحل جمال عبد الناصر صرفه لها، حتى رحلت عن عالمنا عام 1990 عن عمر يناهز 84 عامًا، بعد حياة أثرت بها عالم الطرب والغناء.