وزيرة خارجية السودان تشرح لمجلس الأمن موقف بلادها بقضية سد النهضة
التقت وزيرة خارجية السودان الدكتورة مريم الصادق المهدي عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي خلال عدد من اللقاءات المنفصلة في نيويورك لشرح موقف بلادها من قضية سد النهضة.
حيث التقت المهدى مع السفيرة ليندا جرينفيلد مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة وأعربت عن شكرها للدورالأمريكي الداعم لحكومة الفترة الانتقالية ثم قدمت شرحا لموقف السودان إزاء تطورات ملف سد النهضة الأخيرة.
وأكدت أن السودان يهدف إلى تعزيز مسارالتفاوض الأفريقي ولا يهدف إلى معالجة الملف بشكل مستقل داخل المجلس وطلبت أن تقوم الولايات المتحدة من منطلق تأثيرها وعضويتها الدائمة في مجلس الأمن بدعم مطالب السودان العادلة في المجلس.
وأعربت المندوبة الأمريكية عن وقوف الولايات المتحدة مع الموقف السوداني فيما يتعلق بالحاجة إلى تعزيز العملية الأفريقية كما أنها تعترف بعدالة ووجاهة مطالب السودان.
وأوضحت أن الولايات المتحدة تدرس مختلف الخيارات بشأن الوثيقة التي يمكن أن يخرج بها مجلس الأمن عقب اجتماعه اليوم.
كما التقت وزيرة الخارجية السودانية مع تي إس تيرومورتي، مندوب الهند، ومندوبة إيرلندا جيرالدين بيرن العضوين غيرالدائمين بمجلس الأمن كل على حدة وقدمت المهدي لهما شرحا مفصلا بموقف السودان من تطورات سد النهضة الإثيوبي الأخيرة ورؤية السودان لمعالجة الملف داخل مجلس الأمن والمتمثلة في تعزيز المسار الأفريقي للتفاوض.
وطلبت من الهند وإيرلندا، دعم مطالب السودان المشروعة حتى يتحقق الأمل بتوقيع الأطراف الثلاثة على اتفاق قانوني ملزم يمكن إثيوبيا من ملء وتشغيل السد ويجنَّب السودان مضاره المتوقعة.
وتقدم مندوبا الهند وايرلندا بالشكرلوزيرة خارجية السودان على شرحها الوافي وأعرب كل منهما عن تفهمه لموقف السودان ومشروعيته، ووعدا بدعم التحرك الرامي لتعزيز مسار التفاوض القائم تحت مظلة الإتحاد الأفريقي.
في غضون ذلك، عقدت المهدي، اجتماعا مهما مع المندوبين الدائمين لمجموعة الدول الأفريقية الثلاث في مجلس الأمن (كينيا، النيجر وتونس)، بجانب القائم بأعمال الكونغو الديمقراطية (والذي ترأس بلاده الدورة الحالية للإتحاد الأفريقي)، إضافة إلى المندوبة الدائمة المراقبة لبعثة الإتحاد الأفريقي.
واستعرضت موقف السودان إزاء التطورات الأخيرة لملف سد النهضة الإثيوبي في مجلس الأمن، موضحة أن وضع الملف على طاولة مجلس الأمن لا يعني إبقاءه على أجندته، بل يتمثل القصد في تعزيز المسار الأفريقي للتفاوض بما يفضي إلى توقيع الأطراف الثلاثة على اتفاق قانوني ملزم، خلال إطار زمني محدد، تتمكن إثيوبيا في سياقه من توليد الطاقة الكهربائية ويتجنب السودان الآثار الكارثية التي يمكن أن يحدثها السد.
وأكدت في هذا السياق أن المجلس مطالب بالاضطلاع بمهامه بشكل وقائي وطلبت من دول المجموعة دعم المخرج الذي سيعتمده المجلس والذي سيعيد بموجبه الملف إلى الاتحاد الأفريقي معززا وقاية الإقليم من أي مهددات لسلمه واستقراره.
وأوضحت أن معالجة المجلس لهذا الملف ووفق الطريقة التي تم شرحها لا يعتبر تدويلا، كما أن المسألة لا تمثل بندا مائيا، حيث إن المجلس لن يناقش المسائل الفنية لسد النهضة وإنما سيمارس دبلوماسية وقائية يعالج بها خلافات الدول الثلاثة في إطار تعزيز العملية الأفريقية.
من جانبهم، تقدم مندوبو دول المجموعة بالشكر لوزيرة خارجية السودان، على شرحها الوافي، لاسيما في جانبه المتعلق بتعزيز دور الاتحاد الأفريقي، كما وعدوا بدعم هذا التوجه، بما لا يتعارض مع مبادرة الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية، مؤكدين وقوفهم على مسافة واحدة من كل الأطراف.