لا تعد ولا تحصى.. تعرف على كيفية شكر الله على نعمه

الموجز

قال الدكتور صلاح محمد حري من علماء الأوقاف، إن نعم الله عز وجل علي خلقه كثيرة، ظاهرة وباطنة، لا تعد ولا تحصى، يقول الله عز وجل "وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ"، ويقول عز وجل أيضا: "أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ".

وتابع"حري" خلال برنامج (حديث الصباح) بإذاعة القرآن الكريم، أن من أعظم النعم التي امتن بها الله عز وجل نعمة الإيمان، يقول عز وجل" يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"، فإن الله عز وجل هو المنعم والمتفضل على خلقه وحده لا شريك له، لذلك ينبغي على العبد أن يتذكر نعم ربه عز وجل ويشكره عليها فالشكر مفتاح الخيرات، فمن ذكر نعم الله عز وجل وشكره عليها يجعله الله عز وجل في زيادة، أما من غفل عن ذكر نعم الله سبحانه وتعالى وأنكرها وجحدها وغفل عن شكر المنعم يحرم منها في الدنيا وله العذاب في الآخرة، يقول الله عز وجل" وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ".

وأوضح أن النعم لا تقتصر على المال فقط بل أنها أكثر من ذلك فقد تكون في سكن طيب أو راحة بال أو صفاء ذهن وغيرها،وقد أمرنا ديننا بأن نتخلق بخلق الشكر وأن نحمد الله عز وجل علي نعمه علينا، ما علمنا منها وما لم نعلم، لافتا إلى أن الله عز وجل قد امتدح رسله انهم كانوا من الشاكرين، كقوله سبحانه وتعالى" إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ"، كما أمر به نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل" بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ"، وقد حرص النبي على شكر الله عز وجل على نعمه سبحانه وتعالى، عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام حتى تفطر رجلاه .. قالت : يا رسول الله أتصنع هذا وقد غُفِرَ لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! ، فقال صلى الله عليه وسلم :" يا عائشة أفلا أكون عبدا شكورا".

واختتم أن شكر الله عز وجل يكون باللسان والقلب والجوارح؛ أما شكر اللسان فيكون بالثناء الحسن والتحدث بنعم االله عز وجل، وشكر القلب فيكون بالاعتقاد بأن جميع النعم من الله عز وجل وحده وأن يصفي قلبه من الغل والحسد، أما شكر الجوارح فيكون باستخدامها في طاعة الله سبحانه وتعالى و تجنب ما حرم الله عز وجل.

تم نسخ الرابط