عالم أزهري يكشف عنوان الإسلام في العبادة والدعوة

الموجز

قال الدكتور السعيد محمد علي من علماء الأزهر، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أسباب خيرية أمة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، لقول الله عز وجل"وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"، وقوله عز وجل"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ".

وتابع السعيد محمد على في حديثه لبرنامج ( أمسية دينية ) عبر إذاعة القرآن الكريم، أن الوسطية هي عنوان الإسلام في العبادة والدعوة بل وفي كل شئون الحياة (فلا إفراط ولا تفريط) ، وقد قدم النبي صلي الله عليه وسلم لنا القدوة الحسنة في الاعتدال وحث عليه، فقد روي أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال أحدهم أما أنا فإني أصلي الليل أبدا وقال آخر أنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال آخر أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال "أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني".

وأكد أهمية الوسطية في الدعوة لما لها من أثر بالغ في معالجة التطرف والانحراف السلوكي، لافتا إلى عدد من الأمور المهمة في الدعوة؛ أولا، أن الدعوة تحتاج علماء فاقهين نابهين، ثانيا إدراك أن الاختلاف بين الناس سنة إلهية، لقول الله عز وجل" وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ"، ثالثا أن فقه الدعوة جزء لا يتجزأ من فقه الواقع، لذا لابد أن يكون الداعية على بصيرة بأمور الدين والدنيا، رابعا أن الوسطية هي اختيار الله عز وجل لأمتنا امة النبي صلى الله عليه وسلم وأنها تهدف إلى التوازن في الدين والشرع وفي شخصية الإنسان المسلم، خامسا أن ما فوق الطاقة لا يدخل في دائرة التكليف ومن شواهد ذلك نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصيام وعن التنطع في الدين.

وأشار إلى أن التوسط في الأمور من الخير َ، يقول الله عز وجل" وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا". وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما روت السيدة عائشة رضي الله عنها : ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه.".

و أوضح أن الوسطية تجعل الناس أكثر فهما للدين وعملا به وحرصا عليه، ومن أمثلة الوسطية من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، عن جابر بن سمرة قال كنت أصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا".

(والقصد معناه التَّوسط، الذي ليس فيه تخفيف مخل ولا تثقيل ممل). نسأل المولي عز وجل حسن الاقتداء.

تم نسخ الرابط